تأكد أمس أن الغارات التي شنتها قاذفات إسرائيلية قرب دمشق أول من أمس استهدفت مستودعات أسلحة وصواريخ لـ «حزب الله»، وترددت أنباء عن مقتل بعض عناصره في مواقع تابعة لـ «الفرقة الرابعة» بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. (راجع ص 5)
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المقاتلات الإسرائيلية قصفت مستودعات أسلحة في مناطق تتمركز فيها الفرقة الرابعة في قوات النظام في منطقة الديماس في ضواحي العاصمة دمشق، غالبيتها مخزَّن فيها أسلحة لـ «حزب الله»، وأحد المستودعات على الأقل هو للصواريخ، وأشار «المرصد» إلى أن عدداً من عناصر الحزب قتلوا في الغارات.
واستهدفت غارة مستودعات الصادرات والواردات في القسم العسكري من مطار دمشق الدولي، وكانت تضم مؤناً ومعدات لقوات النظام وكمية صغيرة من الأسلحة.
وأكدت إسرائيل بطريقة غير مباشرة استهداف «حزب الله»، اذ قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز: «لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية». وامتنع شتاينيتز، وهو عضو في حزب «ليكود» الذي يرأسه بنيامين نتانياهو، من تأكيد شن إسرائيل الغارات أو نفيه، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن لا شك في حقيقة وقوف إسرائيل وراء الغارتين اللتين استهدفتا مواكب أو مخزونات أسلحة «متطورة» (صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض – جو) كانت في طريقها إلى «حزب الله».
من جهة أخرى، قال رئيس «الائتلاف الوطني» السوري المعارض هادي البحرة، إنه «يدين الاعتداء الذي نفذته القوات الإسرائيلية.. منتهكة الأجواء السورية، ونؤكد مسؤولية نظام الأسد عن جر سورية إلى الدمار الذي لحق بالبلاد».
في طهران، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده تعمل مع روسيا وإيران على حل سياسي للأزمة السورية يقوم «على الحوار بين السوريين من دون أي تدخل خارجي». وقال إنه سيلتقي اليوم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري «وستكون بيننا أمور مشتركة لا سيما على صعيد التنسيق الأمني».
والتقى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في غازي عنتاب التركية أمس، رئيس الحكومة الموقتة للمعارضة أحمد طعمة وقادة فصائل تقاتل قوات النظام في حلب شمال البلاد، لعرض خطة لـ «تجميد» القتال، في وقت وصل السفير رمزي عزالدين رمزي -نائب دي ميستورا- إلى بيروت في طريقه الى دمشق حيث سيجري محادثات مع المسؤولين السوريين بعد غد.
ميدانياً، قال ناشطون معارضون إن «ما لا يقل عن 20 مدنياً بينهم أطفال استشهدوا وعشرات أصيبوا بجروح إثر غارات جوية شنّتها مقاتلات الأسد على مناطق في غوطتي دمشق الغربية والشرقية».
وفي جنوب سورية، ذكر موقع «الدرر الشامية» أن «جبهة ثوّار سورية» أعلنت أن «الثوّار تمكّنوا من تحرير عدة مناطق استراتيجية في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا». وفي الشرق، أفادت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استهدف مطار دير الزور العسكري وبلدة الجفرة في الريف الشرقي بسيارتين مفخختين، ما أجبر قوات الأسد على الانسحاب من داخل المطار وسيطر التنظيم عليها». كذلك أكد «المرصد» أن «داعش» شن حملة اعتقالات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في ريف دير الزور الشرقي طاولت 60 مقاتلاً سابقاً في «جبهة النصرة» و «اقتادهم التنظيم إلى جهة مجهولة، وسط معلومات عن إجبارهم على القتال على جبهة مطار دير الزور».
وفي جنيف، قال انطونيو غوتييريس المفوض الاعلى للاجئين انه لمساعدة 58 مليون شخص يعتبرون بين الاكثر تأثراً بالنزاعات في العالم تحتاج وكالات الامم المتحدة الى 16,14 بليون دولار، لافتا الى ان نصف هذا المبلغ سيخصص للازمة السورية، وذلك لمساعدة 12,2 مليون شخص في الداخل وستة ملايين لاجئ في دول الجوار.
المصدر: لندن، جنيف، طهران، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز