الغبار يُغلق ميناء الدمام.. و170 حادثاً في «الشرقية»

منوعات

تعجّل فصل الربيع في الدخول؛ وأعلن ـ أمس ـ عن اقترابه بعاصفة ترابية داهمت ثماني مناطق في المملكة. وشهد الساحل الشرقي من البلاد والمنطقة الوسطى حالة تركيز غباري خانق انخفضت فيها مستويات الرؤية إلى أمتار قليلة، في حاضرة الدمام ومحافظة حفر الباطن ومنطقة الرياض، في أوّل العواصف الترابية للعام الميلادي الجاري.

وضع متقدم في ثلاث مناطق

وضع متقدم في ثلاث مناطق

ووضعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، كلّاً من العاصمة الرياض وحاضرة الدمام ومحافظة حفر الباطن في وضع التحذير «المتقدم»، حتى الثامنة مساءً، وخفّضت الحالة بعد ذلك في الرياض وحفر الباطن، وأبقت عليها في حاضرة الدمام. وقال موقع الرئاسة الإلكتروني إن الحواضر الثلاث فيها أتربة مثارة تتسبب في شبه انعدام الرؤية.

وقال الفلكي سلمان الرمضان لـ «الشرق» إن العاصفة تزامنت مع قرب دخول فصل الربيع الذي سيدخل فلكياً بعد أقل من عشرة أيام، موضحاً أن العاصفة متوقعة وطبيعية وهي تحدث ضمن تداخل الفصول. وقال إن التوقعات المعتادة تُشير إلى استمرار العواصف المشابهة حتى منتصف يوليو المقبل. وأضاف أننا في نوء «سعد السعود»، وهو موسمُ تلقيح النخيل، وطبيعته أن يشهد رياحاً سطحية.

ميناء الدمام يوقف حركة السفن

الجبيل: تقليص حركة العابرين وإيقاف زوارق النزهة

جانب من موجة الغبار التي اجتاحت الجبيل (تصوير: علي السويد)

قلصت الرياح المحملة بالأتربة التي اجتاحت الجبيل أمس، حركة العابرين في المدينة، وتسببت في سقوط بعض الأشجار وتعطل الإشارات المرورية في بعض الشوارع.

وأوضح الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية العميد خالد العرقوبي، لـ»الشرق»، أنه تم إيقاف زوارق النزهة والزوارق الصغيرة لحين هدوء العاصفة، فيما تم السماح للزوارق التي تتحمل الرياح، مؤكداً أن الحالة العامة مستقرة وليست هناك أي حوادث جراء العاصفة الترابية.

أما مدير ميناء الجبيل التجاري المهندس فهد العامر، فأكد لـ «الشرق»، أن حركة الملاحة في الميناء تجري بشكل طبيعي رغم تزايد حركة الرياح، مبيناً أن هناك توقفاً بسيطاً لحركة الميناء لحين هدوء الرياح التي من المتوقع أنها لن تطول، وأضاف «التوقف فقط من باب السلامة في مثل هذه التقلبات الجوية».

إلى ذلك، وصف مدير مستشفى الجبيل العام الدكتور سعد الدوسري، لـ»الشرق»، الوضع العام في المجمل بأنه جيد، مؤكداً استعداد المستشفى لاستقبال المرضى في مثل هذه الأجواء، وأضاف «تم وضع خطة معينة لاستقبال مرضى الربو الذين من الممكن أن تؤثر عليهم هذه الأجواء المحملة بالأتربة».

وذكر أنه تمت زيادة الطاقم الطبي في قسم الطوارئ خلال الفترة المسائية كأمر روتيني في مثل هذه الأجواء.
في السياق، أوضح مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة الجبيل عيسى الحربي، أن التقارير الواردة للإدارة سجلت بعض الحالات البسيطة واستدعت منحها راحة لمدة يوم، مبينا أن الإدارة وجهت كافة مدارس البنين والبنات والروضات الحكومية والأهلية مطلع الأسبوع الحالي بتحديث بيانات الاتصال لجميع أولياء أمور الطلاب والطالبات للتواصل معهم على هواتفهم النقالة في الحالات الطارئة والعاجلة، وكذلك سرعة تفعيل الخدمة للمدارس المحدثة التي تم افتتاحها خلال الفصل الدراسي الثاني.

وأشار الحربي إلى وجود ثلاث مدارس في الجبيل ذات مبانٍ مكشوفة، وتم إنشاؤها في فترة سابقة، وهي تشكل خطورة على الأطفال ومن لديهم مشكلات في الجهاز التنفسي، داعياً أولياء الأمور الذين يتعرض أبناؤهم لنوبات الربو باتخاذ الإجراءات الوقائية لأبنائهم وبناتهم، واستخدام الأدوية الوقائية بتوجيهات الطبيب المعالج، وأضاف «ستقوم وحدة الصحة المدرسية للبنات بالمتابعة مع تفعيل الصلاحيات الإدارية الممنوحة للمدارس التي تعزز سلامة وحماية الطلاب والطالبات، وكذلك بالتكامل مع الجهات الصحية الممثلة بمستشفى الجبيل العام ومستشفى الهيئة الملكية».

جانب من الغبار الذي غطى سماء الدمام

جانب من الغبار الذي غطى سماء الدمام

وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام خالد بن سعد المطيري، أنه تم إيقاف حركة السفن القادمة والمغادرة من الميناء، وذلك بسبب الأحوال الجوية، حيث بلغت سرعة الرياح حوالي 36 عقدة وانخفاض مجال الرؤية إلى ما دون 500 متر.
وذكر أن إدارة الميناء اتخذت هذا الإجراء الاحتياطي لضمان سلامة السفن القادمة والمغادرة، حيث يكون الدخول غير آمن في مثل هذه الأجواء، وستُستأنف الحركة فور تحسن الأجواء وانخفاض سرعة الرياح.

170 حادثاً مرورياً على طرق الشرقية

الرؤية الأفقية تأثرت بشدة  (تصوير: أمين الرحمن)

الرؤية الأفقية تأثرت بشدة (تصوير: أمين الرحمن)

سجلت طرق الشرقية مع موجة الغبار التي ضربت المنطقة أمس، نحو 170 حادثا مروريا نتج عنها نحو 13 إصابة بسيطة، فيما لم تسجل السواحل البحرية أي حوادث جراء موجة الغبار، حيث تم منع إبحار القوارب الصغيرة التي يبلغ عددها أكثر من 600 قارب. ووصف الناطق الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية العقيد علي الزهراني الحوادث التي وقعت جميعها بأنها بسيطة، وتم مباشرتها من قبل دوريات المرور ودوريات نجم في عدد من الطرقات، مبيناً أن موجة الغبار حدت من الرؤية في بعض المواقع، داعيا قائدي المركبات إلى اتخاذ الحيطة والحذر والتقيد بالسرعة القانونية في الطرقات للحفاظ على سلامتهم ومرتادي الطريق. إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالشرقية العقيد علي القحطاني أن المنطقة لم تسجل أي حوادث سقوط أعمدة أو أشجار جراء موجة الغبار التي ضربت المنطقة أمس، مبينا أن الدفاع المدني كثف الدوريات لمتابعة حركة السير والبلاغات.

مدينة الدمام كما بدت عصر أمس (تصوير: محمد رفاعي)

مدينة الدمام كما بدت عصر أمس (تصوير: محمد رفاعي)

المصدر: الشرق