«الفرنسيات لا يصبن بالبدانة»، هي حقيقة لا يمكن نكرانها، وهو أيضاً عنوان كتاب لميراي غوليانو، نشرته عام 2004، وتمت ترجمته إلى 40 لغة، كونه استطاع أن يكشف أسرار الحصول على جسم رشيق ومتناسق، من خلال تغيير عادات بسيطة دون حرمان، ليكون هذا الكتاب، أحد أول الكتب التي عززت وشجعت المرأة على اعتماد فكرة تغيير أسلوب الحياة والعادات اليومية، دون قسوة، ومع كثير من المتعة، حاصلاً على نجاح باهر لأنه «كتاب ليس للحمية الغذائية».

لا يمكن تخيل فرنسية بدينة، وربما يكون من السهل ملاحظة الأمر عند التجول في شوارع باريس، أو أي مدينة أخرى هناك، فالفرنسية غالباً ما تكون رشيقة القوام، وهو ما كانت تتمتع به مؤلفة الكتاب أيضاً، حتى زيارتها لأميركا في المراهقة كطالبة تبادل دراسي، لتعود بعد ذلك مصابة بالسمنة، وكثير من الإحباط والتشوش، لتعاني فترة مراهقة عصيبة.

الفرنسيات، يتناولن الخبز، والمعجنات، لا يشتركن في مراكز الرياضة، لا يعتمدن حميات غذائية قاسية، ويستمتعن بثلاث وجبات كل يوم، الأمر الذي اكتشفته مؤلفة الكتاب، بعد أن زارها طبيب العائلة الذي تدعوه بـ«الدكتور معجزة»، وهو الشخص الذي استطاع تقديم المفتاح الأول لغوليانو، مذكراً إياها بالمبادئ الرئيسة الكلاسيكية لفن الأكل الفرنسي، والقليل من الأسرار التي تطبقها الفرنسيات، الأمر الذي أعانها على إعادة رشاقتها السابقة، وتبني فهم جديد لفكرة الطعام والشراب، والحياة بشكل عام.

من خلال الكتاب تنصح غاليانو القارئات «بالتخلص من جميع كتب الحميات الغذائية، والتفكير بما يقوم المرء بتناوله، ولماذا، ومن ثم التمتع بتناول الصحيح منه (والقليل من الضار)، ولكن بذكاء وحكمة، وبكميات صغيرة، أي تناولي طعامك كسيدة فرنسية، بعقلك، لا بمعدتك».

غوليانو الفرنسية، تقدم عبر كتابها مزيجاً موزوناً من المذكرات الشيقة، والمرحة والحكيمة، إضافة إلى وصفات لذيذة، وأفكار منطقية لكيفية التفكير الصحيح والمنطقي لما يجب أن تكون عليه خياراتك اليومية في الطعام، مقدمة سنوات من الخبرة، والنصائح العملية والإلهام، مع التركيز على أهمية وفضائل أن تكون خيارات الأطعمة معتمدة على ما هو طازج ومتنوع، إضافة إلى التمتع باللمسة الشخصية في المذاق، متعة تناول الطعام، والأهم من هذا جميعه، التحكم في الكميات.

الكتاب يقدم فلسفة قديمة حول الطعام والحياة، ولكن بحُلة تناسب المرأة العصرية، كما أنه يضم برنامجاً ممتعاً للراغبات في خسارة الوزن، بدءاً من العلاج الطارئ بحساء الكراث السحري، إلى الخدع اليومية للوصول إلى الرضا عما تتناوله المرأة، أو ما تود تناوله، كما أنه مناسب لمن يفضلن ببساطة العيش بطريقة أفضل، وتناول ما هو أفضل، والحفاظ على رشاقتهن.