خاضت الفصائل المسلحة معارك شرسة، أمس، دفاعاً عن حي الشيخ سعيد الكبير في شرق مدينة حلب التي شهدت معارك ليلية ضارية، في مواجهة القوات النظامية السورية التي استعادت نحو نصف الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، فيما تواصل القصف المدفعي على عدة أحياء شرقي المدينة محدثاً دماراً كبيراً، في حين جرت اشتباكات في مناطق بدرعا وريف دمشق، وبدء عملية نقل نحو ألفين من مقاتلي المعارضة من مدينة التل بريف دمشق إلى إدلب وفق اتفاق للتسوية، في وقت استهدفت مقاتلات تركية 5 أهداف لتنظيم «داعش» شمالي سوريا في إطار عملية «درع الفرات».
وتمكن المقاتلون بعد الهجوم الذي شنته القوات النظامية وتقدمها السريع في شرق المدينة، من صد هذه القوات خلال الليل في حي الشيخ سعيد الواقع في جنوب الأحياء الشرقية وخاضوا معها معارك ضارية، حسبما أورد المرصد السوري. وبحسب مصادر معارضة فإن الفصائل المسلحة تصدت لمحاولة قوات النظام اقتحام أحياء بستان القصر وكرم الطراب والشيخ سعيد وصلاح الدين شرق حلب، وقتلت نحو 22 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها. وذكر المرصد أن المعارك العنيفة تواصلت أمس، في محور الشيخ سعيد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والفصائل المسلحة، وبينها جبهة فتح الشام من طرف آخر. وتمكنت الفصائل من استعادة 70 في المئة من الحي بعد أن كانت القوات النظامية هي التي تسيطر على 70 في المئة منه. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يريد النظام وحلفاؤه الذين يقومون بقصف حي الشيخ سعيد بأي ثمن استعادة الحي»، مشيراً إلى أن «استعادته تهدد مباشرة سائر الأحياء الشرقية الأخرى». وأضاف أن خسارة الحي «ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين، خصوصاً بعد خسارتهم» جزءاً واسعاً من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة. وقال إن هؤلاء «يقاومون بشراسة لأنهم يعلمون أنهم سيقعون بين فكي كماشة إذا سقط الشيخ سعيد». ونشر النظام الخميس المئات من عناصر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري «تمهيداً لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق حلب حيث يختلط السكان بالمقاتلين، بحسب عبد الرحمن. وأطلقت الفصائل المقاتلة قذائف ليل الخميس الجمعة على الأحياء الغربية لحلب ما أسفر عن إصابات، حسبما ذكر المرصد.
من جانب آخر، ذكر بيان لهيئة الأركان التركية أمس، أن مقاتلاتها استهدفت ثلاث أبنية وسيارتين محملتين بالسلاح، تابعتين للتنظيم في منطقتي بزاعة وسلفانية. وأكد البيان مواصلة الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) تقديم مساعداتهما للمدنيين.
في غضون ذلك، انفجرت عبوة ناسفة في حي الشيخ ثلث وسط مدينة إدلب، ما أوقع جرحى من المدنيين، كما استهدفت الفصائل المسلحة سيارة ذخيرة لقوات النظام في داعل بمحافظة درعا، بينما شهدت الغوطة الشرقية بريف دمشق اشتباكات عدة، ولا سيما بمنطقة الميدعاني. وفي ريف دمشق أيضاً، بدأ نحو ألفي شخص من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم بالخروج من مدينة التل إلى مدينة إدلب، تنفيذاً لاتفاق التسوية الذي فرضه النظام ويقضي بالسماح بخروج المقاتلين مع عائلاتهم بسلاحهم الخفيف نحو إدلب بعد تسليم السلاح الثقيل. (وكالات)
المصدر: الخليج