تواصلت المعارك أمس، في شمال مدينة الفلوجة التي تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها سكانها واستقرت فيها القوات العراقية بعد طرد مسلحي «داعش»، لكن العديد من أحيائها الداخلية تحولت إلى ساحات حرب، على الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحريرها بالكامل قبل أيام عدة، ومع ذلك حققت القوات العراقية تقدماً جديداً وتمكنت من تحرير المنطقة القديمة من المدينة وخط السكك الحديد غربيها، فيما أطلقت هذه القوات عملية عسكرية واسعة لتطهير منطقتين شمالي الرمادي من قبضة التنظيم الإرهابي، في وقت تتفاقم معاناة المدنيين الفارين من المدينة بسبب تصاعد أعداد النازحين وقلة الموارد، حيث أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أن عدد الأسر النازحة من قضاءي الفلوجة والصقلاوية ونواحيهما والمناطق التابعة لهما، بلغ 12219 أسرة نازحة، بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها منظمات إغاثية من كارثة إنسانية بسبب عدم توفر الغذاء والماء والدواء، وسبق لمفوضية
شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن أعلنت، أن أكثر من 84 ألف شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم ضد معقل تنظيم «داعش» في الفلوجة، أي قبل نحو شهر.
يأتي ذلك، فيما كثفت قوات النظام السوري قصفها على داريا ومعضمية الشام، أمس، بعدما تمكنت فصائل معارضة من فتح طريق بين المدينتين الواقعتين بالغوطة الغربية، ما يعني فك الحصار عن داريا والذي تفرضه القوات النظامية منذ سنوات، بينما جدد الطيران الروسي والسوري قصف مناطق في حلب وريفي حلب الشمالي والغربي، موقعاً خسائر بشرية ومادية، في وقت شن تنظيم «داعش» هجوماً مفاجئاً باتجاه مناطق في ريف منبج في شمالي البلاد، كانت قوات سوريا الديمقراطية قد طردته منها مؤخراً، في محاولة لتخفيف الضغط عن مقاتليه المحاصرين داخل المدينة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى جانب ذلك، جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تمسكه ب «الحشد الشعبي، على النقيض من المطالب التي قدمها عدد من شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار للحكومة العراقية بسحب جميع فصائل ميليشيات الحشد الشعبي من أراضي المحافظة، معتبراً أنه لا غنى عنها في المعركة ضد «داعش»، وأنه لا يمكن التفريط بالمواطنين الذين تطوعوا في الحشد، وأشاد بالدور الذي لعبته ميليشيات الحشد الشعبي في الحملات العسكرية لاستعادة المناطق الواقعة بيد «داعش»، بحسب ما ذكر موقع «العربية نت».
المصدر: الخليج