تتحول الإمارات بكاملها طوال ما يقارب الشهر، إلى كرنفال للفنون والبهجة والفرح، احتفالاً بمناسبة اليوم الوطني الذي يعتز به إلى جانب الإماراتيين، المقيمون على أرضها، كون هذا اليوم يرمز أيضاً إلى القيم والمبادئ والنجاحات القياسية التي حققتها الإمارات، برؤية قادتها الرشيدة على مر السنوات.
وخير تجسيد وتعبير عن هذا التوجه الإبداعي الوطني، يتمثل في معرض تشكيلي بعنوان «إماراتي»، يشارك فيه 45 فناناً وفنانة من الإمارات السبع، إذ ينظمه فندق لو رويال ميريديان – أبوظبي، بالتعاون مع مركز «آرت هاب»، بمناسبة اليوم الوطني 45، لتسليط الضوء على الموروث المحلي وثقافة المنطقة. كما تحرص على المشاركة في احتفاليات اليوم الوطني، التي تزداد تألقاً وبهجة في نفوس الجميع، مراكز التسوق المختلفة، مثل مركز وافي، الذي يجسد في كل عام، الأجواء التراثية التقليدية.
وتشكل الفنون البصرية جزءاً من هذه الاحتفالات التي يحرص الفنانون على المشاركة فيها بأعمالهم الإبداعية، وتكون هذه المبادرات إما فردية أو جماعية، ومن هيئات خاصة أو حكومية، إلى جانب الجمعيات المعنية بالفنون، كالمسرح والتشكيل والفرق الشعبية.. وغيرها.
معرض المقتنيات
والعديد من هذه المبادرات لا تقل بمعاييرها عن العالمية، ومثال عليها: معرض من مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كانت قد نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في مركز دبي المالي العالمي عام 2009، بمناسبة احتفالات الدولة بالذكرى الـ 38 لليوم الوطني.
وأقيم المعرض بهدف إتاحة الفرصة لأهل الإمارات والمقيمين فيها وزوارها، لمشاهدة أعمال عدد من أبرز رواد الفن في العالم العربي من زمن الحداثة والزمن المعاصر. وتكمن خصوصية هذه المبادرة، التي تضم 38 لوحة، وتستمر لمدة 38 يوماً، في أنها بمثابة متحف يوثق لتاريخ أعمال عدد من الفنانين العرب من مختلف المدارس الفنية المعاصرة، من الانطباعية إلى التعبيرية والتجريدية.. وصولاً إلى فن الحروفيات والبوب آرت، وفي الوقت نفسه، حضور هويتهم وبيئتهم في أعمالهم. «رحلتنا»
مبادرة «رحلتنا» عام 2014، التي وجه بإطلاقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ليواكب احتفالات الدولة بالذكرى الـ 43 لتأسيس الاتحاد، التي تمثلت بتحطيم الرقم القياسي لموسوعة غينيس، من خلال إنجاز أطول لوحة غرافيتي في العالم بطول 2,180 متر، في إطار يحاكي مكانة الإمارات بجوار حديقة الجميرا.
وشارك في هذه التظاهرة الفنية 150 فناناً، 30 منهم من الدولة، والبقية من جنسيات مختلفة، بما فيهم فنانو غرافيتي عالميون، تمت دعوتهم للمشاركة في هذا الحدث، ولتقديم ورش تدريبية قبل البدء بالرسم.
دوائر حكومية
لم تتخلف الدوائر والهيئات الحكومية عن الانخراط، ومثال على ذلك: مبادرات الدوائر الحكومية، معرض فني جمع بين التشكيل والتصوير الضوئي الذي أقامته دائرة الأراضي والأملاك في دبي، بمناسبة احتفالية اليوم الوطني الأربعين عام 2011. وضم المعرض آنذاك 40 لوحة حول تاريخ وتراث دولة الإمارات، تعرض للمرة الأولى مرة، بالإضافة إلى 40 صورة لأبرز الأحداث التاريخية التي مرت فيها الدولة على مدار أربعين عاماً.
ندوة الثقافة
كما استضافت ندوة الثقافة والعلوم بهذه المناسبة في العام نفسه، معرض «تحية ومحبة» للتشكيلية منى الخاجة، التي رسمت في لوحاتها الأربعين، روح تراث الإمارات من العمارة كالبراجيل والزخرفة والبيئة بأزيائها التقليدية إلى الطبيعة بنخلها ورملها وبحرها.
جمعية الإمارات
وفي عام 2010، نظمت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة، معرضاً لفن الخط والحروفيات، شارك فيه 31 خطاطاً من الإماراتيين والعرب، وتنوعت مدارس الخط بين الكلاسيكية، كخط الرقعة والثلث والحديثة والتجريبية والحروفية، التي عكست معاني الاحتفالية وأبعادها. ولم تكتفِ الجمعية بهذه المشاركة، بل بادرت في احتضان مواهب جديدة والترويج لها بهذه المناسبة.
ابتكارات
يستمر الفنانون بتقديم أفكار مبتكرة بمناسبة اليوم الوطني، وأحدثها ما قدمه الفنان العالمي ليفينغستون ريف من هولندا، الذي رسم على السطح الخارجي لمحرك سيارة نيسان باترول، بألوان البخ، صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
المصدر: البيان