كاتب سعودي
هناك مقولة دارجة وهي أن “القانون لا يحمي المغفلين”، أيضا هناك مادة قانونية متفق عليها عند المشرعين، وهي أن الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة، لكنني سأنظر إلى الأمر من زاوية أخرى أجد فيها ضرورة أن يتولى القانون حماية المغفلين.
ففي ظل الهجمة المستمرة والجاهلة التي تستهدف هذه البلاد وأهلها بكل أطيافهم، والتي يتولى كبرها بشكل مرسوم ومخطط له الفرس الإيرانيون، وما يجدونه هم وأعوانهم من دعم من بعض أبناء هذه البلاد، والأنكى أن نقول من بعض ممن يدعون أنهم دعاة للدين أو من دعم متعمد لدى بعض الكارهين لبعض مسؤولي هذه البلاد، أو من هؤلاء الجهلة الذين يخوضون في أتون الطائفية وتأجيج المذهبية ويرجون بذلك وجه الله!
فإن كل هذا المد الطائفي الذي استشرى في السنوات الأخيرة عبر الوسائط الجديدة هو الذي يجر بأذيال خيبة بعض “الدواعش” وأكثرهم من المأزومين جنسيا ويحسبون أنهم بضغطة زر ناسف فإنهم يقطعون تذكرة ذهاب مباشرة على الدرجة الأولى إلى أحضان الحور “العين “.
ولا شك أن توالي سقوط الصغار وحتى بعض الراشدين من الشباب في هذه المصائد الكيدية التي تترصد وحدة هذه البلاد وأمنها وتهدف عامدة إلى تأجيج الفتنة بين أطياف مجتمعنا هو ما يبرر ضرورة الإسراع في حماية المغفلين، ومن هنا لزمنا – عاجلا غير آجل- سن قانون صريح ومباشر يجرم الكراهية وجميع أنواع العنصرية الطائفية والمناطقية، وأن يتم تطبيقه دون أي مهاودة أو محسوبية، وعدم القفز أو التجاوز بواسطة أي نوع من أنواع الحصانة الدينية أو الاجتماعية، وأن يشمل هذا التطبيق على الفور الوعاظ والدعاة الذين يسرف بعضهم في الانحياز المذهبي دون حساب للمخاطر التي يورثها هذا المسلك على تماسكنا الداخلي وتلاحمنا الاندماجي الذي استمر كذلك خلال العقود الماضية في تنوع وتعايش فريد، وتمازج مذهبي وعرقي شكل في إجماله ثراء، وعزز من ذلك استشعار الناس لمصالحهم ومنافعهم المتبادلة في هذا الوطن الواحد، لكن الزمن تغير والعدو تنمر وغيّر أساليبه، فبعد أن توهم ولعب دور شرطي الخليج أيام “الشاه” انقلب وأراد أن يطور دوره ليصبح حاكم الخليج وما لف لفها.
يحدث كل هذا التوجه ويتأكد هذا المخطط على حين يتولى أولادنا تنفيذه بغباء لا يدانيه غباء.
ولم يقتصر الأمر على جملة من المراهقين، بل إنهم حطب لهذا التغرير الذي يسهم فيه – عن جهل ودون قصد – بعض من يدعي الدعوة.
وهكذا تتجلى أهمية سن القوانين الصارمة التي تحمي بلادنا وتحمينا، وتحمي كل المغفلين الذين ينقادون كالقطيع في تنفيذ المخطط الفارسي البغيض، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
نرجوكم أدركوا الأمر قبل استفحاله وأخرجوا لنا “يد الحديد” التي تضربون بها كل من “تسول له نفسه”.
فالأمر لا يحتمل الانتظار فقد سولت لهم أنفسهم أمرا فصبر جميل والله المستعان.
المصدر: الوطن أون لاين