تلف الجميع صدمة القتل المتنقل الذي يواصل ظهوره في العديد من الأمكنة حول العالم. وقد كان أحدثها ما جرى في مدينة ميونيخ، تلك المدينة الجميلة التي تعد قبلة السياح، وبالذات من الإمارات، حيث تتوجه إليها آلاف الأسر الإماراتية على مدار العام للسياحة أو لطلب العلاج، ناهيك عن التجارة والأعمال. فمدينة عاصمة ولاية بافاريا تعد إحدى أغنى المقاطعات الألمانية. وفي الصيف تتحول لقرية خليجية تطالعك فيها لوحات المرافق باللغة العربية عارضة خدماتها للزوار العرب الذين يفدون إليها للاستمتاع بأجوائها الطيبة ومزاراتها التاريخية وأسواقها المدهشة.
المدينة الجميلة عاشت ليلة دامية مساء الجمعة الماضي، مراهق معتوه يطلق الرصاص عشوائياً على رواد مطعم للوجبات السريعة في أحد مراكزها المعروفة، ليحصد أرواح أبرياء ويلحق إصابات متفاوتة بعشرات آخرين. وقبله ملتاث آخر روع مسافرين في قطار، وهو ينهال عليهم بفأس. حوادث هي من صور حصاد التطرف والإرهاب المنتشر والذي تمارسه عصابات القتل والترويع والتدمير الإرهابية، وللأسف باسم ديننا الإسلامي، وهو منهم براء.
لقد أكد موقف الإمارات التضامني مع الشعب الألماني الصديق على خط مبدئي راسخ تجاه الإرهاب والتطرف وضرورة تعزيز الجهود الدولية لاجتثاث هذه الآفة التي تهدد الحضارة الإنسانية اليوم، بما يقوم به «خوارج العصر» من «الدواعش» وغيرهم من التنظيمات الإرهابية التي تمارس جنونها وهوسها في القتل وسفك الدماء تحت ستار الدين.
جريمة ميونيخ دعوة تتجدد للجميع بضرورة عمل الجميع يداً واحدة في وجه دعاة العنف والتطرف والكراهية.
وفي تلك الليلة القاسية على المدينة الجميلة، كان هناك رجال من أبناء الإمارات عملوا بدأب ومن دون كلل لمساعدة إخوانهم الإماراتيين الذين وجدوا أنفسهم في موقف عصيب وصعب عالقين بين الخوف والرعب وأزيز الرصاص المتطاير ورائحة القتل المتنقل في المدينة، فكل التحية والتقدير والشكر للسفير علي عبدالله الأحمد سفير الدولة لدى ألمانيا وللقنصل والعاملين بالقنصلية في ميونيخ الذين حرصوا على الاطمئنان على جميع المواطنين وتولوا توصيلهم إلى مقار إقامتهم بعد أن تعطلت وسائل المواصلات العامة في المدينة في تلك المحنة. فلهم منا كل الامتنان، وهم يجسدون رؤية القيادة بأن بعثاتنا وسفاراتنا في الخارج هي بيت لكل إماراتي.
ولكل مسافر نقول احرص على التسجيل في خدمة «تواجدي»، ورافقتكم السلامة في حلكم وترحالكم.
المصدر: الإتحاد