مصطفى عبدالعظيم (دبي) /
عندما اختاره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ليكون أحد أعضاء فريق العمل الخاص بسموه قبل 20 عاماً عن طريق متسوقين سريين، لم يكن بمخيلة أي من المتابعين أن يتقلد هذا الشاب الطموح ذلك العدد الكبير من المناصب خلال فترة زمنية وجيزة، وأن توكل إليه أصعب المهام والمسؤوليات، ليثبت في كل مرة جدارة الثقة وحسن الاختيار.
بدأ محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، الرئيس السابق لـ «دبي القابضة»، مسيرته المهنية بتولي منصب مدير إدارة التراخيص التجارية، لكنه سرعان ما تولى مهمة كبيرة موازية، وهي تأسيس جائزة دبي للجودة، وذلك من أجل رفع مستوى الجودة في القطاع الخاص، وهي المهمة التي حقق فيها نجاحاً مبهراً، ليتم تكليفه بعدها بمهمة إطلاق «مهرجان دبي للتسوق» بهدف إحداث مزيد من النشاط السياحي في دبي، ليحقق أيضاً نجاحاً فاق التوقعات، وبات المهرجان واحداً من أشهر مهرجانات التسوق في العالم.
وتتواصل المهام والمسؤوليات مع تكليفه بإطلاق فعالية مبتكرة تحول صيف دبي الحار إلى موسم جذب سياحي، فكانت فكرة «مفاجآت صيف دبي» التي حولت بوصلة السياحة الخليجية والمحلية إلى الداخل، وحركت ركود الإشغال الفندقي صيفاً إلى انتعاش، لينجح القرقاوي مع فريق العمل في تجاوز الاختبار، لتصل نسب الإشغال الفندقي إلى أكثر من 80% خلال الصيف، وتحقق المعادلة الصعبة في قطاع السياحة بدبي.
ومع كل نجاح يحققه، ازدادت معه التكليفات والمهام الصعبة، لتنطلق عجلة العمل التي لا تتوقف بانخراطه في قطاع الأعمال في إمارة دبي، وتجلى دوره في هذا القطاع عبر ترؤسه المجلس التنفيذي لمجموعة دبي القابضة منذ العام 2004، كما اضطلع برئاسة مجلس إدارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير، ويُسجل له دوره في النهوض بمركز دبي المالي العالمي، ودوره في إطلاق جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، لمراقبة الدوائر ورفع مستواها من خلال قدرتها على التخطيط الاستراتيجي، كما أسند إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إطلاق مؤسسة دبي للإعلام، وتأسيس نادي دبي للصحافة، والإشراف على إطلاق جائزة الصحافة العربية، كما ترأس اللجنة المنظمة لمنتدى الإعلام العربي في عام 2001، وتعد مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للإنترنت من المحطات البارزة التي ميزت مسيرة القرقاوي في هذا المجال، وصولاً إلى تأسيس «دبي القابضة» التي غيرت الكثير من طبيعة المشاريع الاقتصادية في دبي، وساهمت في تحقيق جزء من رؤية قائد تاريخي غيّر وجه الاقتصاد، وطريقة إدارة الأعمال وإدارة الحكومات في المنطقة، لتصبح مشاريعها اليوم جزءاً من نسيج الحياة والاقتصاد، وتسهم بشكل فاعل في تنويع الاقتصاد الوطني.
وشكل ثناء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أداء معالي محمد القرقاوي مع إعلان انتهاء مهمته في «دبي القابضة» بعد 18 سنة من تأسيس وإدارة عملياتها، تتويجاً لمسيرة متواصلة، وحافلة بالإنجازات والنجاحات لهذا الرجل المتميز في مسؤولياته كافة، صاحب الأداء الاستثنائي، والنموذج للمسؤول الناجح المخلص والمسؤول، وبعث سموه من هذا الثناء كذلك برسالة لكل مسؤول متفانٍ في عمله مخلص في أدائه وفي خدمة مجتمعه وبلده بأنه محل تقدير وفخر من قائد ملهم، يرى أن اختيار فريق العمل الذي يؤمن برؤية القائد، ويمتلك الطاقة الإيجابية لتحقيقها، أحد أسرار نجاح دبي.
ولم يكن هذا الثناء هو الأول من نوعه الذي يحظى به من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كان حاضراً في كثير من المناسبات التي وجه فيها سموه شكره لفريق عمله الذي وصف أعضاءه بالأسود، والذي طالما افتخر به لدوره في تحقيق رؤية سموه التي أرست نهجاً جديداً لإدارة الأعمال وسياسات الحكومات في المنطقة والعالم.
إنها رحلة حافلة وما زالت متواصلة من الإنجازات والنجاحات التي شارك في صياغتها، ورسمها فارس المهام الصعبة في كتيبة الأسود.. معالي محمد القرقاوي، الذي ينهل من مدرسة قائد ملهم للإنسانية، يقود منظومة تشجع على التفكير بشكل غير تقليدي لتحقيق نتائج غير تقليدية.
المصدر: الاتحاد