مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

القرم الشرقي

آراء

«القرم الشرقي» هو مشروع بيئي موجود في أبوظبي .. قبل أن يصبح مسلسلاً تلفزيونياً متخيلاً بحبكة درامية من بنات أفكار الصديق جمال الشحي ضمن حزمة دعاباته التي لا تهدأ، وسوف أسرب بعض الحبكة لأول من يطلبها من كتاب السيناريوهات وأحتفظ بالبعض الآخر كذكريات من رحلة مائية جميلة جمعتني مع عدد من كتاب الرأي والإعلاميين كالشحي ود. سليمان الهتلان وعبدالله الشويخ ومحمد فاضل وخديجة المرزوقي وآخرين .. أمتعتنا بها الخميس الماضي هيئة البيئة في أبوظبي في مشروع القرم الشرقي بعد لقاء علمي شيق في مقر الهيئة في مبنى المعمورة.

فمن حديث ودي أنيق من الأمين العام لهيئة البيئة رزان المبارك عن تعاون هيئة البيئة مع الإعلام لتحقيق أهداف الهيئة، وعن التحديات مثل ندرة المياه الجوفية والكائنات المهددة بالانقراض، وحماية البيئة وتراث المجتمع الإماراتي وتأسيس ثقافة تعنى بالبيئة والتزام حكومة أبوظبي بالتنمية المستدامة. إلى حديث من نائب الأمين العام د. جابر الجابري حول ما أنجزته هيئة البيئة من سياسات واستراتيجيات، وكذلك حديث المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري د. شيخة الظاهري عن غابات القرم كإرث وطني يستخدم في السياحة البيئية مؤكدة أن موضوع حماية البيئة في غاية الجدية ضمن اهتمامات الهيئة، وضمن ذلك يأتي الحد من التلوث والمحافظة على التنوع البيولوجي.

وأما الجولة في مشروع القرم الشرقي، فبدأت بركوب قارب ثم التحرك في قناة يطلق عليها اسم قناة الفلامنغو، وربما يعود ذلك لوجود مجموعات من هذا طائر الفلامنغو فيها، والقناة عبارة عن مجرى مائي طبيعي تم تطويره أعاد ذاكرتي إلى نهر الفرات، حيث الجمال أيضاً ترسّخ في الذاكرة منذ الطفولة.

في القرم الشرقي، تنمو أشجار القرم عاكسة ظلالها على الماء في صور بديعة يتحرك عليها أنواع كثيرة من الطيور والكائنات البحرية التي تتعايش مع بعضها بعضاً بما يخلق توازناً بيئياً فريداً في مكان تمكن القائمون عليه من جعله طبيعياً بشكله وكائناته. وبعض المساحات التي تفصل بين أشجار القرم والماء تشعرك بأنها لوحة ربانية جميلة التكوين .. والمؤكد أنها لا تحتاج مشهداً تظهر فيه بطلة مسلسل صديقنا الشحي في حالة إغماء «منسدحة» بين الماء والشجر فينقذها البطل، وتتلاحق رومانسيات مسلسل «القرم الشرقي» بعدها.

وأخيراً، الشكر لإيمان حسين ومحمود أبو لبدة من فريق التنسيق، فالجولة كانت غنية بشخوصها ومكانها ودقة أزمنتها.

المصدر: صحيفة الرؤية