أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، أحكاماً ابتدائية تتضمن القتل تعزيراً لسعوديين شاركا في مقتل أربعة مقيمين فرنسيين في قرية المليليح (90 كيلومتراً جنوب المدينة المنورة) في آذار (مارس) 2007، في حضور زوجتين من المجني عليهم وأبنائهم جلسة الحكم العلنية، فيما تحفظت السفارة الفرنسية لدى الرياض على إبداء رأيها أو تعليقها، واكتفت بالإشارة إلى أن قضية مقتل الفرنسيين منظورة لدى القضاء السعودي، وتتراوح أحكام السجن والمنع من السفر لعناصر الخلية وعددهم 12 بين 3 و23 عاماً.
ودِين المتهم الأول الذي حُكم عليه بالقصاص بالإجماع تعزيراً، باشتراكه والمطلوب في قائمة الـ36 في الداخل وليد الردادي (قُتل في مواجهات أمنية في المدينة المنورة) في رصد المعاهدين ورغبته في الاعتداء عليهم، وإطلاقه النار على الفرنسيين الثلاثة بواقع ست طلقات من سلاح رشاش، أصابت أجزاء مختلفة من أجسادهم، وإجهازه على أحد أولئك الثلاثة عمداً وعدواناً، ومغادرة المكان بعد التأكد من مقتل المعاهَدين الأربعة.
وأقر المتهم الأول سلبه سيارات بعد تهديد من يقودها بالسلاح وإشهاره عليهم والهرب ببعضها، بعد إعلان اسمه ضمن قائمة المطلوبين على خلفية الاعتداء على المعاهدين الفرنسيين، خصوصاً أنه وافق القتيل الردادي على فكرة قتل أحد المقيمين عند مشاهدتهما له، وهو خارجٌ من أحد مصانع الهيئة الملكية في ينبع.
واعترف المتهم الأول بإطلاقه خمس طلقات تجاه رجال يلبسون ثياباً مدنية، ظناً منه أنهم من رجال المباحث، وتجهيزه وعدد من رفاقه أسلحتهم وأخذهم وضعية الاستعداد لإطلاق النار على رجل أمن في سيارة دوريات أمنية ظنّاً منهم أنه سيقبض عليهم، فيما استشار المتهم الأول القتيل الردادي في إمكان القيام بعمليات إرهابية في منطقة تبوك لوجود مجمعات سكنية يقطنها عدد كبير من المقيمين.
وتستر المتهم الأول على ما أخبره به القتيل الردادي باسم أحد منفذي جريمة الاعتداء على مصفاة النفط في بقيق، وما نقله إليه عن أحد الأشخاص بأن ذلك العمل «سيُفرِح الكثيرين»، خصوصاً أنه على معرفة بعلاقة القتيل الردادي المطلوبين أمنياً ممن قُتِلوا لاحقاً في مواجهات أمنية.
ودِين المتهم الثاني الذي حُكم عليه بالقصاص بالإجماع تعزيراً، لاشتراكه في عملية رصد ومتابعة المجني عليهم ومساعدته وليد الردادي والمتهم الأول في الاعتداء على المقيمين الفرنسيين، بقيادته السيارة التي أحضرت وليداً والمتهم الأول إلى الموقع، وتوقفه بالسيارة بالقرب من المجني عليهم وتأييده قتلهم، بعد تأكده من أنهم من المقيمين وتمنيه المشاركة في قتل أحد المجني عليهم.
واقترح المتهم الثاني بعد ارتكاب الجريمة اصطحاب المتهم الثالث لمنفذي الاعتداء خشية انكشاف أمرهم لعلاقته السابقة بوليد، ثم قيامه بالاتصال بالمتهم الثالث الذي حُكم عليه بالسجن 23 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، وأخذه معهم ثم هروبه معهم وتنقله وإياهم من منطقة إلى أخرى، وإقامته بينهم ومساعدتهم في التخفي عن أعين رجال الأمن وتستره عليهم.
واشترك المتهم الثاني مع آخرين في إيصال القتيل الردادي والمتهم الأول إلى المدينة المنورة للبحث لهم عن مأوى للخروج إلى العراق، ولاسيما أنه آوى وليد الردادي في أماكن عدة مع علمه بأنه مطلوب أمنياً.
ودِين المتهم الثالث بعلمه من منفذي عملية قتل المقيمين الفرنسيين أنهم هم من قاموا بالجريمة، ومرافقتهم وهربه معهم ومساعدتهم في التخفي عن رجال الأمن وتستره عليهم، إذ سرق سيارة من نوع (جيب) وهرب بها وضلل الجهات الأمنية من خلال تغييره هيئتها، واشتراكه مع أحد رفاقه في سرقة سيارة أخرى من نوع (داتسون)، ثم التوجه بها إلى وليد الردادي والمتهم الثاني، وتهريبهما إلى خارج المدينة المنورة وتوليه قيادة السيارة بطلب من وليد الردادي.
وأقر المتهم الرابع بإيوائه وليد الردادي مرات عدة، وتوفير الخدمات له، وإحضار ما يحتاج إليه ونقله ورفاقه من مكان إلى آخر، إذ سافر المتهم إلى منطقة القصيم ومقابلته منفذي الاعتداء على المعاهدين الفرنسيين بإحدى المناطق البرية هناك، على رغم علمه بجريمتهما وأنهما مطلوبان أمنياً وتستره على ذلك وعلى ما طلبه منه وليد من المساعدة في تهريبه خارج البلاد.
واعترف المتهم الخامس الذي حُكم عليه بالسجن 17 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثلة لسجنه، بنقله المعتدين على المقيمين الفرنسيين في قرية الميليلح بعد الحادثة، من محافظة العُلا إلى منزله، وإيوائهم فيه شهراً واحداً، إذ مكث المتهم معهم وساعدهم على الهرب.
ودِين المتهم السادس الذي حُكم عليه بالسجن 12 عاماً والمنع من السفر بمدد مماثله لسجنه، بإعانته لشقيقه وهو أحد المطلوبين في قائمة الـ36 (قُتِل في مواجهات في المدينة المنورة)، خلال فترة هروبه، على رغم علمه بأنه مطلوب لدى الجهات الأمنية، حيث قابل المتهم السادس غير مرة، شقيقه وهو أحد القياديين في عملية مقتل الفرنسيين، إحداها برفقة عائلته. واعترف المتهم السادس بأنه ساعد شقيقه القتيل في تمويل الإرهاب، بواسطة تمويله بنحو 25 ألف ريال جمعها من والدته وأخته.
وحكمت المحكمة على المتهم السابع بالسجن 8 أعوام، والمتهم الثامن بالسجن 12 عاماً، والمتهم التاسع بالسجن 4 أعوام، والمتهم العاشر بالسجن 10 أعوام، والمتهم الـ11 بالسجن 7 أعوام، والمتهم 12 بالسجن 3 أعوام، والمتهم الـ13 بالسجن 5 أعوام، والمتهم الـ14 بالسجن 6 أعوام.
وحضر الجلسة زوجتان وأبناء أحد القتلى الفرنسيين الأربعة الذي بدأ تأثرهما أثناء سماعهما إدانات المتهم الأول الذي اعتدى عليهم بالسلاح، فيما حضر أعضاء من السفارة الفرنسية وهما سيدتان، إضافة إلى محامي السفارة.
المصدر: صحيفة الحياة