تمكن القطري ناصر العطية من تحقيق تقدم مبكر في المرحلة الأولى من أصل خمس مراحل تنافسية يتألف منها رالي أبوظبي الصحراوي المدعوم من نيسان، التحدي الذي يقام في صحراء المنطقة الغربية ويقطع بعض أضخم الكثبان الرملية والصحارى الممتدة في العالم، وتمكن القطري العطية، الذي يشارك في الرالي برفقة الملاح الفرنسي ماثيو بوميل بسيارة جديدة من نوع تويوتا هايلوكس، من الفوز بمرحلة حلبة مرسى ياس الخاصة الأولى البالغ طولها 278كم بمهارة فائقة وبفارق دقيقتين و18 ثانية عن السعودي يزيد الراجحي في المركز الثاني، والذي يشارك في السباق إلى جانب الملاح الألماني تيموغوتشاك بسيارة من نوع ميني رباعية الدفع.
حل في المركز الثالث البولندي ياكوببريزيغونسكي والبلجيكي توم كولسول بسيارة أخرى من نوع ميني بفارق دقيقة و33 ثانية عن الراجحي، بينما جاء الروسي فلاديمير فاسيليف، بطل النسختين الماضيتين من الرالي، في المركز الرابع على بعد دقيقة و26 ثانية.
وأكمل السائقان البولندي ماريك دابروسكي بسيارة تويوتا هايلوكس والأمريكي بريس مينزيس، الوافد الجديد على رالي أبوظبي الصحراوي بسيارة ميني، المراكز الستة الأولى للجولة، في الوقت الذي أنهى الفنلندي ميكوهيرفونين، وصيف بطولة كأس العالم للراليات أربع مرات، المرحلة في المركز السابع.وكان اليوم الأول عصيباً على الشيخ خالد القاسمي الذي يشارك إلى جانب الملاح الإماراتي خالد الكندي بسيارة أبوظبي للسباقات ميني رباعية الدفع الجديدة كليا، وأنهى القاسمي الجولة في المركز التاسع على بعد 16 دقيقة عن المتصدر ، بعد أن علق في الرمال وأضاع طريقه لبعض الوقت.
أما في معركة الدراجات النارية، فاستطاع الاسترالي توبي برايس، بطل نسخة هذا العام من رالي دكار، الفوز بالجولة الأولى بفارق 35 ثانية عن زميله في فريق كيه تي أم، البريطاني المقيم في دبي سام سندرلاند، وذهب المركز الثالث لصالح التشيلي بابلو كوينتانيلا على بعد 34 ثانية بدراجته ال هسقفارنا، في حين تمكن السائقون هيلدرر ودريغز وياكوب بياتيك والإسباني زومين أرانا كوبياغا من إكمال المراكز الثلاثة التالية على الترتيب، وأنهى سائق الدراجات الإماراتي محمد البلوشي المرحلة في المركز السابع، متقدما بمركز واحد عن نجم الدراجات النارية المقيم في دبي، دايف ماكبرايد، بينما تمكنت سائقة الدراجات لاياسانز من إنهاء المرحلة الأولى لأول مشاركة لها في رالي أبوظبي الصحراوي في المركز التاسع.
وتعليقاً على سير الجولة، قال الدكتور محمد بن سليّم، رئيس نادي الإمارات للسيارات، الجهة المنظمة لرالي أبوظبي الصحراوي: ذكرت مرحلة اليوم بعض السائقين بأن هذا الرالي، بغض النظر عما إذا كانت المشاركة الأولى لك فيه أو تشارك فيه باستمرار، يشكل تحدياً كبيراً وصعباً، لكنه في النهاية تحدٍ عادل.
وأضاف: ولا شك أن العطية كان سعيداً ببدايته المثالية في رالي أبوظبي الصحراوي، خاصة أن حرمانه من لقب الرالي العام الماضي لعدم تطابق المواصفات سيتلاشى من الذاكرة في حال أصبح أول سائق عربي يفوز بالرالي منذ أن فاز به هو شخصياً عام 2008.
العطية: بداية جيدة وأكدت للجميع الأداء المميز لتويوتا
أعرب ناصر العطية، الدولي القطري، عن سعادته بتصدر اليوم الأول لرالي أبوظبي الصحراوي، الذي تفوق فيه بسيارته التويوتا هايلوكس على ثلاث سيارات ميني، السيارة التي سيطرت على الرالي في السنوات الأخيرة، وقال: الحمد لله، كان اليوم جيداً جداً، وأنا سعيد بأنني تمكنت من التأكيد للجميع أن أداء التويوتا كان جيداً للغاية.
وقال فلاديمير فاسيليف، الذي يطمح بأن يصبح ثاني سائق في تاريخ رالي أبوظبي الصحراوي يحرز اللقب ثلاث مرات متتالية: المرحلة كانت جيدة المنافسة قوية، وكل شيء سار على ما يرام. حاولنا البقاء على مقربة من العطية. لكنه عندما توقف تأثرنا وعلقنا حوالي دقيقة أو دقيقتين، لكن لا مشاكل، وبالنسبة لي كان اليوم الأول جيداً.
وعن تجربته الأولى في الرالي، تحدث مينزيس عن تجربته الأولى في الرالي، وقال: اليوم كان جيداً جداً، إنها المرة الأولى لي في رالي أبوظبي الصحراوي، والتجربة جديدة بالكامل بالنسبة لي، والتي أعتبرها مثيرة ورائعة للغاية، فقط، ناصر تمكن من التقدم علينا، حاولنا منافسته لبعض الشيء لكننا ارتأينا الحفاظ على سلامتنا في اليوم الأول، سنحاول تعويض الوقت في منافسات اليوم.
وبعد الأداء الرائع الذي قدمه في رالي دكار الدولي قبل ثلاثة أشهر وفوزه بلقبين أخريين في أستراليا، يرى المراقبون برايس من أبرز المرشحين للفوز بلقب الدراجات النارية في رالي أبوظبي الصحراوي بالرغم من مشاركته الأولى في الرالي، وسرعان ما أثبت قدرته على تحقيق هذا الإنجاز.
وبعد أن وصل لخط نهاية المرحلة، صرح قائلاً: مرحلة اليوم كانت جيدة، كانت صعبة بعض الشيء عندما توسطت الشمس السماء وأصبحت عمودية الانطلاقة الجماعية كانت جيدة. الرالي مختلف عن سباق دكار أحب القيادة على الصحراء، صعود التلال الرملية القيادة هنا ممتعة للغاية، لكن المهم بالنسبة لي الوصول لخط النهاية.
من جانبه علق سام سندرلاند، وصيف دورة العام الماضي من الرالي، قائلا: يوم شاق والرياح كانت قوية وشكلت طبقات من الرمال وهو ما صعب القيادة بشكل كبير. عانيت أيضاً من مشاكل في كتفي الذي تعرضت لإصابة فيه في التمارين التمهيدية.
أما كوينتانيلا فصرح بعد اختتامه المرحلة بقوله: مرحلة أولى جيدة، بدأت من مركز متأخر بعض الشيء، لذا لم يكن من السهل التقدم للأمام، الآن أسير بنسق جيد مع توبي برايس، لكن الرمال الناعمة تجعل القيادة أصعب، وفي بعض الأحيان تعلق فيها.
خالد القاسمي: التحدي ما زال في بدايته
أنهى الشيخ خالد بن فيصل القاسمي، وملاحه خالد الكندي، منافسات اليوم الأول من رالي أبوظبي الصحراوي بنسخته ال 26 محتلاً المركز التاسع في الترتيب العام المؤقت، بعدما خسر أكثر من 10 دقائق عندما علق بالرمال متفادياً دراجة نارية، وقطع القاسمي على متن سيارة أبوظبي للسباقات ميني ALL4 Racing مسافة المرحلة الخاصة الأولى (مرحلة حلبة مرسى ياس) التي بلغ طولها 278.04 في ثلاث ساعات و 44.5 ثانية وهو تاسع أسرع زمن في المرحلة، وبهذا تبدأ معركة التعويض خلال الأيام الأربعة المتبقية ما يرفع وتيرة المنافسة في محاولة للعودة ودخول لائحة المخولين للفوز بالمراكز الثلاثة الأولى.
وكان الشيخ خالد بن فيصل القاسمي تأقلم بسرعة على قيادة الميني، علماً بأنها المرة الأولى التي يشارك فيها البطل الإماراتي على متن سيارة مزودة بمحرك توربو ديزل تتطلب أسلوباً مغايراً للقيادة مقارنةً بالسيارات المزودة بمحركات بترول، وقد ترجم القاسمي مع ملاحه الكندي التأقلم السريع على السيارة مسجلين تاسع أسرع زمن على الرغم من العقبات التي حرمتهما من احتلال المراكز المتقدمة.
وعن منافسات اليوم الأول من رالي أبوظبي الصحراوي والاستراتيجية التي سيتبعها في اليوم الثاني قال القاسمي: كنا نسير بوتيرة جيدة في اليوم الأول إلى أن علقنا في حفرة ضيقة وخسرنا أكثر من 10 دقائق عندما تفادينا دراجة نارية كانت أمامنا، كما أننا أضعنا الطريق في إحدى النقاط فكان علينا العودة واتباع المسار الصحيح بوتيرة عالية، سنحاول في الأيام الأربعة المتبقة من الرالي الضغط للتعويض، إذ لا يزال التحدي في بدايته وأتمنى ألا يشكل الألم في كتفي الأيسر عائقاً في تحقيق الهدف، الفريق الطبي يهتم بالموضوع وهناك جلسة علاج طبيعي لكتفي وآمل أن يجدي ذلك نفعاً.
5 مراحل للسباق
يتألف رالي أبوظبي الصحراوي من خمس مراحل خاصة بالسرعة تقام على مدى خمسة أيام في صحراء ليوا بالمنطقة الغربية بأبوظبي، ويبلغ الطول الإجمالي للرالي 2079 كلم تنقسم إلى 1329 كلم من المراحل الخاصة بالسرعة و750 كلم من المراحل الانتقالية. تنطلق المرحلة الثانية من رالي أبوظبي الصحراوي (مرحلة نيسان باترول) في الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي قرابة الساعة 12:00 ظهر اليوم وهي بطول 278.90 كلم.
رعاة وشركاء الرالي
تقام الدورة ال26 من رالي أبوظبي الصحراوي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، بتنظيم من نادي الإمارات للسيارات، ويشكل الجولة الثانية من بطولة كأس العالم للراليات الطويلة للسيارات «فيا» والجولة الأولى من بطولة كأس العالم للراليات الطويلة للدراجات النارية «فيا».
وللعام 13 على التوالي تمت تسمية نيسان باترول، السيارة الرسمية للرالي وتضم قائمة الرعاة والشركاء الاستراتيجيين كلا من ديوان الحاكم في المنطقة الغربية، بلدية المنطقة الغربية، بلدية أبوظبي، القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، شرطة أبوظبي، خدمات الإسعاف الوطني، نيسان، حلبة ياس مارينا، أدنوك، طيران أبوظبي، مياه العين المعدنية، تدوير (مركز إدارة النفايات أبوظبي)، فنادق روتانا وسنترو جزيرة ياس، ومنتجع قصر السراب وموانئ دبي العالمية.
المصدر: صحيفة الخليج