من أم الدنيا مصر.. صور قديمة بالأبيض والأسود تحمسنا لمعرفة المزيد من الحكايات التاريخية التي تكون وراء تلك الصور، يعرضها المصور التوثيقي الإماراتي علي عبد الله شريف في معرضه «بورتريهات مصرية» المقام حالياً في غاليري «آرت كونيكشن» بمنطقة الفهيدي التاريخية في دبي، صور فوتوغرافية تقتنص الملامح المدهشة في وجوه تفيض بالمصرية الشديدة فتأخذنا في رحلة تاريخية عبر الزمان والمكان، رحلة إنسانية كانت فيها الكاميرا شاهده دائماً في كل لحظة وحاضرة ومعبرة عن ثقافة الصورة التي تحكي بهمس تاريخ وجه وقصة مكان.
أيام زمان
تزدحم مصر ازدحاماً استثنائياً بمشاهد بشرية وطبيعية لا يمكن حصرها، وقد استطاعت الصور الفوتوغرافية القديمة في معرض شريف توثيق لحظات الحياة الاستثنائية فوق وجوه مصرية تحكي خبرات وحيوات مختلفة ومثيرة لأصحابها، فتلتقط الملامح وما تعكسه هنا من اختصار لما قد تتركه الذكريات والحنين في وجوه تأخذك لعصرها وبيئتها التي نشأت فيها، وتجعلك تعيش أحداث الزمن الجميل الممتد من عام 1900 وحتى عام 1930 في مصر أيام زمان حتي تجد نفسك إنه من الصعب أن تتنصل من ارتباطك الفطري بهذه الوجوه.
نيجاتيف الصور
التصوير بالأبيض والأسود هو بداية فن الفوتوغرافيا، هكذا يرى المصور التوثيقي علي شريف إن الصور الفوتوغرافية القديمة تؤرخ حقباً مهمة من تاريخ الإنسانية ويقول: إنها تختزل الحقائق والأماكن والشخوص في لقطة واحدة دون تزييف، فهي ذكرانا الوحيدة من الماضي وأرشيف معلوماتي ذو قيمة كبيرة يختصر الكثير من التفاصيل وينقلها إلى آخرين يعيشون في نطاق زمني مغاير، أما الصور الملونة فهي أحياناً تسرق عين المشاهد بعيداً عن الرسالة الموجودة في الصورة، لذلك فأنا مغرم بالصور الفوتوغرافية القديمة لأن الناس تستقبل صور الأبيض والأسود بشكل أسرع بسبب وضوح الرسالة فيها، مشيراً إلى النيجاتيف الأصلي الذي يقتنيه لصور المعرض مصنوع من الزجاج، لكن بعد عام 1930 أصبح النيجاتيف يصنع من الورق.
الذاكرة الإنسانية
القلب يعشق كل قديم، فمن خلال تأمل هيئة وملابس أصحاب الصور نستطيع التعرف على لمحة عامة عن طريقة الملبس للطبقات الراقية و الطبقات العادية أوالمتوسطة في المجتمع في ذلك الوقت، ومظاهر الحياة الاجتماعية في مصر المحروسة أيام الثلاثينيات، ويقول شريف: لدي آلاف الصور الفوتوغرافية القديمة ضمن مجموعتي الخاصة، والتي تضم صور من مصر منذ بداية عام 1920 وحتى أوائل الثمانينات، كما أقتني النيجاتيف الأصلي لصور لا حصر لها للملك فاروق، والملك فؤاد، والزعيم سعد زغلول، لافتاً إلى أن معرضه يعكس شغفه الإنساني الخاص بتجميع وتوثيق الذاكرة الإنسانية للمجتمع المصري في مرحلة مهمة من مراحله.
شويكار هانم
في زاوية المعرض صورة قديمة لسيدة في غاية الأناقة ترتدي التاج الملكي وملابس فاخرة ومجوهرات راقية كبيرة الحجم، وعن تلك الصورة قال المصور التوثيقي علي شريف: إنها صورة الأميرة شويكار هانم من أسرة محمد علي باشا، الزوجة الأولى للملك فؤاد الأول ابن الخديوي إسماعيل، تتمتع بمكانة فريدة وشهرة واسعة في أوساط الطبقة الراقية في تلك الفترة، وقد ورثت ثروة كبيرة من الأموال.
المصدر: البيان