كشفت مصادر تشارك في القمة الإسلامية المنعقدة بالعاصمة المصرية القاهرة عن خلافات بين عدد من الوفود المشاركة في القمة حول الوضع في كل من سوريا ومالي، مشيرة إلى ما سمته «وجود ضغوط إيرانية» لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والحيلولة دون تحميله وحده مسؤولية ما يجري في البلاد التي سقط فيها أكثر من 60 ألف قتيل خلال قرابة العامين، والدفع لوجود الأسد نفسه في الحوار مع المعارضة.
وقالت مصادر شاركت في الاجتماعات التحضيرية إن الخلافات بشأن الملف السوري تركزت على «المسؤولية وراء الأحداث الدامية في سوريا»، مشيرة إلى أن الاتجاه الغالب كان مع تحميل نظام الأسد المسؤولية، إلا أن الجانب الإيراني وأطرافا أخرى (منها العراق) ضغطت من أجل «تحميل المعارضة السورية مسؤولية العنف»، وقالت المصادر إن طهران تمكنت من تحقيق «مكسب حتى الآن، وهو التوصية بإدانة المعارضة جنبا إلى جنب مع نظام دمشق».
وتبنى ممثلون عن تركيا ودول خليجية، منذ بداية الاجتماعات التحضيرية للقمة، مطلع هذا الأسبوع، اتجاها بـ«مسؤولية نظام دمشق عن الاقتتال الداخلي»، لكن إيران عارضت ذلك و«ضغطت في اتجاه تحميل المعارضة أيضا المسؤولية». وقال مصدر دبلوماسي إن التباين تجاه التعاطي مع الملف السوري «قد يقلل من فرص انعقاد اللجنة الرباعية التي سبق واقترحها الرئيس مرسي بشأن سوريا، وتضم السعودية وتركيا وإيران». وأفاد مصدر إيراني بأن تبادل الرأي حول انعقاد «الرباعية» على هامش القمة مستمر.
ووفقا للمصادر نفسها، فإن هناك توجها لتضمين البيان الختامي دعوة للرئيس الأسد للانخراط في «حوار جاد» مع المعارضة، لكن تم اقتراح مشروع بيان ختامي آخر، أمس، يدين «المذابح التي ترتكبها السلطات السورية» بحق المدنيين، ويدعو المعارضة للتعجيل بتشكيل حكومة انتقالية، ويتبنى أيضا دعوة القمة لإجراء حوار بين مسؤولين سوريين حكوميين «غير ضالعين في القمع» والمعارضة السورية، وهو ما يعني وفقا للمصادر عدم وجود الرئيس بشار في الحوار المقترح مع المعارضة.
وعلى صعيد آخر، قالت مصادر من كواليس القمة الإسلامية إن عددا من الدول، من بينها مصر، لم تكن متحمسة لتمرير مشروع بيان للقمة «من دون توجيه إدانة للعمليات العسكرية في مالي»، إلا أن دولا أفريقية إسلامية، من بينها السنغال، الرئيس السابق للقمة، شددت على الوقوف مع الحكومية المالية في العمليات التي تقوم بها ضد المتشددين الإسلاميين بمساعدة الجيش الفرنسي. وقررت السلطات المصرية نقل اجتماعات القمة الإسلامية بعيدا عن قلب القاهرة المتفجر بالأحداث والمصادمات بين المعارضين للرئيس محمد مرسي والشرطة. وزادت من درجة التأمين في محيط مطار القاهرة الدولي الذي يستقبل كبار القادة والزعماء من الدول الإسلامية المشاركة في القمة، وكذا تأمين فندق «فيرمونت» الذي تقام فيه القمة. واستعانت السلطات بقوات من الجيش لهذا الغرض.
وتبدأ القمة أعمالها على مستوى رؤساء وزعماء الدول الإسلامية، اليوم (الأربعاء)، في فندق «فيرمونت» لدواع أمنية، الذي يبعد عن مطار القاهرة الدولي بنحو 5 كيلومترات، وتختتم يوم الخميس، بعد أن عقد كبار المسؤولين الاجتماعات التحضيرية في فندق «دويست» على مسافة نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط