رئيس تحرير صحيفة الرؤية
في يناير الماضي كان لمنظمة التعاون الإسلامي موقف واضح تجاه الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، دانت فيه المنظمة الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية والتحريض الذي أدى إلى ذلك الاعتداء، وكان هذا الموقف مهماً لوضع النقاط على الحروف بعيداً عن المجاملات السياسية والاعتبارات الدبلوماسية.
غداً تنعقد في اسطنبول القمة الإسلامية الثالثة عشرة للدول الأعضاء، وكل مسلم وغير مسلم في العالم الإسلامي والعالم العربي يعرف بانعقاد هذه القمة يتساءل: متى تتحرك هذه المنظمة وتكون لها مواقف عملية وجادة مما يحدث في العالم الإسلامي؟ ليس فقط فيما يتعلق بحل الخلافات بين الدول الأعضاء، وإنما وضع خطط عمل لمواجهة «تحدي القرن» والتحديات التي تواجه الدول الإسلامية بشكل عام والدول الأعضاء بشكل خاص.
لا يخفى على هذه المنظمة أن أكبر ما يهدد العالم الإسلامي اليوم هو الإرهاب وهو «تحدي القرن الحادي والعشرين» وذلك بما يمثله تنظيم «داعش» وإخوانه من خطر عالمي، وكذلك في انتشار الطائفية والمذهبية بين أبناء المسلمين، وهذان الخطران أصبحا مؤثرين بشكل واضح وكبير، وليس من المقبول أن تستمر هذه المنظمة التي تضم سبعاً وخمسين دولة، وتصف نفسها بأنها «الصوت الجماعي للعالم الإسلامي» عاجزة عن فعل أي شيء، فضلاً عن إيقاف هذا الجنون والتطرف الأعمى الذي تجاوز حدود الأخلاق والضمير، وتجاوز حدود الجغرافيا، وبعثر تاريخ البشرية، ويحاول أن يعبث بمستقبلها.
منذ تأسست منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 بعد حريق الأقصى في أغسطس من العام نفسه والمسلمون يحمّلونها مسؤولية وعبء حماية مصالح المسلمين في كل مكان، ويترقب كل من يعيش في العالم الإسلامي أن تفعل شيئاً وتتحرك جدياً مع المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وغيرها لحماية المسلمين ومصالحهم وهم الذين يعانون إرهاب فئة صغيرة منهم شوّهت صورة مئات الملايين من المسلمين، وكادت تشوّه صورة الدين الإسلامي.
المنظمة متمثلة بإدارتها وبقمتها التي تعقد اجتماعها غداً مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتحرك جدي، وخطط عملية تجاه ملف التطرف والإرهاب والطائفية، وقائمة الإرهاب معروفة، ومثيرو الطائفية النتنة أصبحوا معروفين، وهم الذين يتفاخرون بمذهبيتهم وطائفيتهم ونرجسيتهم التي جعلت من الدول العربية أرضاً للدم والثأر وساحة لمعركة كاذبة أججها مرضى نفسيون لأهداف لا علاقة لها لا بدين ولا بمصلحة أمة أو شعب، فهل يجوز هذا الصمت وهذه السلبية تجاه تحدي وخطر القرن الحادي والعشرين بعد أن فشلت المنظمة في فعل شيء في تحدي القرن العشرين وهو قضية المسلمين الأولى فلسطين؟!
المصدر: صحيفة الإتحاد