يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز زيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي بارك أوباما في البيت الأبيض غدا.
وقال مسؤولون بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن الزعيمين سيناقشان الأوضاع في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، وستتركز المحادثات على الأزمة السورية والوضع في اليمن، إضافة إلى الملف الإيراني وأنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط. وأشار البيت الأبيض إلى أهمية زيارة الملك سلمان لواشنطن التي تكشف عمق الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وتترقب الدوائر السياسية الأميركية والعربية والخليجية تفاصيل ونتائج المحادثات التي يعقدها الزعيمان حول القضايا الملحة في منطقة الشرق الأوسط والتعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري والاقتصادي.
ويرافق الملك سلمان في زيارته للولايات المتحدة وفد رفيع المستوى يضم عددا كبيرا من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، ويرافق الملك سلمان في مباحثاته مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الخارجية عادل الجبير، ويحضر اللقاء عن الجانب الأميركي نائب الرئيس جو بايدن، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وعدد من المستشارين بالإدارة الأميركية. وينظم البيت الأبيض مأدبة غداء على شرف الملك السعودي.
وتتوقع الدوائر السياسية والمراكز البحثية الأميركية أن يجسد اللقاء بين الرئيس أوباما والملك سلمان الوعود الأميركية التي قدمتها واشنطن لزيادة الدعم العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك منظومة الدفاع الصاروخية المتقدمة التي طرحت خلال قمة كامب ديفيد في مايو (أيار) الماضي، واستعداد واشنطن لدعم قوة رد سريع لدى مجلس التعاون الخليجي، وإنشاء مجلس دفاع عربي مشترك. وتنتظر الدوائر السياسية ما سيسفر عن القمة السعودية الأميركية من مواقف تجاه الوضع في سوريا ومصير الرئيس بشار الأسد، والوضع في العراق ومكافحة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى الموقف من إيران وسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة.
ويأتي لقاء الرئيس أوباما مع الملك سلمان قبل أسبوعين من اجتماعات الكونغرس الأميركي لمناقشة التصويت حول الاتفاق النووي مع إيران الذي من المقرر أن يتم التصويت عليه في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي. ومن المقرر أن يلتقي العاهل السعودي الملك سلمان مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، ومن المرجح أن يلتقي مع عدد من الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة على هامش زيارته للعاصمة الأميركية التي تستمر ليومين.
وبالتزامن مع الزيارة الرسمية لخادم الحرمين لواشنطن، ينظم مجلس الأعمال السعودي الأميركي منتدى اقتصاديا طوال يوم الجمعة يتحدث فيه وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية المهندس عبد اللطيف العثمان، وعدد كبير من المسؤولين بالبنك السعودي للاستثمار، وكبرى الشركات السعودية.
وتتشارك كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في تاريخ طويل من التعاون يمتد لأكثر من 80 سنة ويستند إلى الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة. وتحظى الولايات المتحدة بأكبر نسبة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة العربية السعودية فيما تعد المملكة أكبر منتج للنفط في العالم.
وأشار بيان مجلس الأعمال السعودي الأميركي إلى أن المنتدى الاقتصادي الذي يقام على هامش زيارة الملك سلمان لواشنطن هو فرصة لكبار المسؤولين في الحكومتين السعودية والأميركية وكبار رجال الأعمال لمناقشة فرص الأعمال والاستثمار في عدة قطاعات مثل البتروكيماويات والرعاية الصحية والطبية والتعليم والتدريب والخدمات المالية والتنمية الصناعية.
المصدر: واشنطن: هبة القدسي – الشرق الأوسط