أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، أمس الثلاثاء، أنها أحكمت سيطرتها بالكامل على حي إضافي في وسط مدينة سرت، لتضيق بذلك الخناق على تنظيم «داعش»الإرهابي الذي تعرضت مواقعه، الاثنين، لضربات جوية أمريكية، فيما أفادت مصادر طيبة بمقتل 8 وإصابة 16 من قوات الجيش الوطني الليبي بتفجير انتحاري بغرب بنغازي.
وجاء الإعلان عن التقدم الميداني بعد ساعات على تنفيذ الولايات المتحدة خمس غارات جوية استهدفت مواقع وآليات للتنظيم في سرت.
ونشرت القوات الحكومية على صفحتها على موقع «فيس بوك» أمس، رسماً بيانياً أوضحت فيه أنها باتت تسيطر بشكل كامل على حي الدولار في وسط سرت الذي اقتحمته الأحد.
وبحسب الرسم البياني، انتقلت الاشتباكات إلى منطقة قصور الضيافة الواقعة بين حي الدولار ومركز قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي للتنظيم الإرهابي في سرت.
وقتل في معارك الاثنين التي خاضتها القوات الحكومية مع التنظيم في حي الدولار خمسة عناصر من القوات الحكومية، وأصيب 17 عنصراً بجروح، بحسب بيان رسمي.
وقام السراج بزيارة إلى مركز قيادة عملية «البنيان المرصوص» في مصراتة حيث شدد على «وضع كل الإمكانات المتاحة لدعم قوات» حكومته، بحسب بيان نشر على موقع الحكومة امس.
واعتبر الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو، أن «القوات الحكومية تحتاج إلى الدعم الجوي رغم أنها تملك قوة جوية، إلا أن هذه القوة لا تقارن بالدعم الذي يمكن أن تحصل عليه من الولايات المتحدة».
ويرى توالدو أن الدور العسكري الأمريكي في ليبيا «أقل إشكالية» من الدور الفرنسي، على اعتبار أن القوات الأمريكية تقصف أهدافاً للتنظيم وليست منخرطة في «الحرب الداخلية» في بنغازي، كما هو الحال بالنسبة إلى القوات الفرنسية.
ورغم ذلك، يقول توالدو إن السراج سيتعرض للمساءلة حيال «الجهة التي منحته الحق في طلب تنفيذ الغارات».
من جانبه، قال رئيس البرلمان، عقيلة صالح، إن ما يصدر عن حكومة الوفاق الليبي برئاسة، فايز السراج، يعد خرقاً للدستور على اعتبار أن هذه الحكومة لم تتحصل ثقة البرلمان، ورفض صالح، في مقابلة تلفزيونية، استعانة السراج بقوات أجنبية لضرب تنظيم «داعش» في ليبيا.
ورفضت الخارجية الأمريكية اتهامات السفير الروسي في ليبيا بشأن عدم شرعية الضربات الأمريكية على مواقع التنظيم في سرت.
وقال ممثل في الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تستطيع أن تستخدم القوة ضد «داعش» في ليبيا. واصفاً الضربات بمثابة إجراءات دفاعية ذاتية.
وكان السفير الروسي في ليبيا إيفان مولوتكوف، انتقد الضربات الجوية الأمريكية، مؤكداً أنها تفتقر إلى الأسس القانونية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن السفير تأكيده، أن مسألة توجيه ضربات إلى إرهابيين في ليبيا تحتاج إلى اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي.
وأكدت فرنسا من جديد «دعمها الكامل» لحكومة الوفاق الوطني التي يرئسها فايز السراج وذلك بعد أسبوغ من مطالبته باريس «بتوضيحات رسمية» عن الوجود العسكري الفرنسي في ليبيا، جاء ذلك خلال اتصال لوزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بالسراج.
ورحبت إيطاليا بالغارات الأمريكية، وجددت دعمهما لحكومة الوفاق.
من جهة أخرى، أفادت مصادر «سكاي نيوز عربية» في ليبيا، أمس، بسقوط قتلى وجرحى في تفجير استهدف تجمعاً للجيش الوطني الليبي في بنغازي.
وأوضحت المصادر أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة، استهدف منطقة القوارشة غربي المدينة وأدى لسقوط 8 قتلى و16 جريحاً.
ووثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مقتل 12 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 29 آخرين جراء الاشتباكات التي شهدتها ليبيا خلال الشهر الماضي. (وكالات)
المصدر: الخليج