طالب سائقون بتشديد الرقابة وتكثيف عمليات الضبط المروري، بحق معرقلي حركة السير والمرور، الذين يقودون مركباتهم بسرعات تقل عن الحد الأدنى للسرعة المقررة، مؤكدين أن القيادة البطيئة على الطرق السريعة تتسبب في إرباك الآخرين، وتعرقل حركة السير والمرور، وتزيد من زمن الرحلة، فضلاً عن أنها تكون أحد أسباب حوادث الصدم بين المركبات وتؤدي إلى وفيات وإصابات، وفق خبراء في المرور ودراسات حديثة.
مضايقة الآخرين لإخلاء الطريق
كشفت شرطة أبوظبي أن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات يعتبر من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى وقوع الحوادث المرورية، خلال الثلث الأول من العام الجاري، حيث بلغ عدد الحوادث المرورية التي نتجت عن عدم التزام السائقين بترك مسافة أمان كافية بين المركبات نحو 73 حادثاً مرورياً، أسفرت عن وفاة ثمانية أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات بليغة، كما بلغت عدد المخالفات التي تم تحريرها للسائقين لعدم ترك مسافة كافية نحو 5150 مخالفة.
وحذر مدير إدارة الطرق الرئيسة في مديرية المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي العقيد أحمد الزيودي، قائدي المركبات الذين يقومون بمضايقة المركبات التي تسير أمامهم والاقتراب منها إلى مسافة قريبة وإجبار قائديها على إخلاء الطريق لهم من خلال استخدام الإضاءة العاكسة وآلة التنبيه باستمرار، مشدداً على أن مثل هذه المضايقات تؤدي إلى تشتيت تركيز قائد المركبة الأمامية، ما يضاعف من خطورة وقوع الحوادث المرورية الخطيرة، مؤكداً أن الالتزام بمسافة أمان كافية بين المركبات كفيل بالمحافظة على الأرواح على الطرقات.
من جانبها، شددت وزارة الداخلية على أهمية عدم قيادة المركبة عن الحد الأدنى للسرعة المحددة للطريق، إذ ضاعفت غرامة هذه المخالفة من 200 إلى 400 درهم، وفقاً للتعديلات الأخيرة التي بدأ العمل بها مطلع الشهر الجاري.
وعبّر مواطنون ومقيمون من قائدي المركبات عن إنزعاجهم من قيادة آخرين لمركباتهم بسرعة بطيئة دون الحد المسموح به على الطرق، إذ أكدوا أن القيادة البطيئة تشكل خطراً على سائقي المركبات الأخرى، خصوصاً على الطرق السريعة، الأمر الذي قد يعرضهم لمخاطر كبيرة.
وقال مسعد الحارثي، إنه «يسلك طريق (العين – أبوظبي)، بشكل دوري، ويرصد سلوكيات خاطئة من بعض السائقين، إذ يقودون مركباتهم على المسارين الأيسر والأوسط، غير ملتزمين بالسرعة الآمنة، الأمر الذي يترتب عليه عرقلة حركة تدفق المركبات من ورائهم، ما قد يتسبب في وقوع حوادث مرورية في بعض الأحيان، بسبب قيام البعض بالتجاوز المفاجئ للمركبات البطيئة».
ورأى أن «هناك بعض السائقين الجدد، وآخرين ليس لديهم الخبرة الكافية في القيادة على الطرق السريعة، يكونون أقل ثقة بأنفسهم أثناء القيادة، ما يجعلهم يقودون مركباتهم بسرعة بطيئة خوفاً من ارتكابهم أي حادث مروري»، مؤكداً أهمية توعية هذه الفئة بخطورة السرعة البطيئة، وتوجيههم بالقيادة على المسار الأيمن من الطريق.
وقال إبراهيم أحمد، إن «معظم عمليات التجاوز بين المركبات على الطرق السريعة، يكون سببها وجود مركبة تتحرك بسرعة بطيئة، وتعرقل حركة السير من ورائها، الأمر الذي يترتب عليه حوادث مرورية جسيمة، خصوصاً عند وجود كثافة مرورية عالية»، داعياً إلى «أهمية تشديد إجراءات الضبط المروري بحق معرقلي التدفق المروري، الذين يقودون بسرعة تقل عن المحدد».
ويتفق معه رامي موسى، إذ لاحظ هذه الظاهرة أكثر لدى سائقات أكثر من سائقين، حيث يتعمدن قيادة مركباتهن بسرعات بطيئة، على الطرق، غير مباليات بالمركبات الأخرى، وتسببهن في عرقلة السير، معتبراً أن قيادة المركبة بسرعة بطيئة لا تقل خطورة عن القيادة بسرعة تتجاوز السرعة المقررة، فكلاهما يشكل خطراً على مستخدمي الطريق، ولابد من تشديد الرقابة على هذه السلوكيات وزيادة التوعية المرورية، للحد من الحوادث وما تخلفه من إصابات ووفيات.
وأكد آخرون، فضلوا عدم نشر أسمائهم، أهمية تشديد العقوبة على كل سائق يقود مركبته ببطء ومن دون مبرر، وبشكل خاص على الجانب الأيسر من الطريق ولا يفتح الطريق لغيره من المركبات، الأمر الذي يؤدي إلى قيام المركبات التي خلفه بالتجاوز من الجانب الأيمن بصورة خاطئة والتسبب في حوادث جسيمة، مشيرين إلى أن بعض السائقين ينشغلون باستخدام الهاتف أثناء القيادة، الأمر الذي يجعلهم غير مدركين بسرعة مركبتهم البطيئة على الطريق.
وحسب دراسات مرورية، فإن سير المركبات بسرعة بطيئة لا يعدّ مشكلة خطيرة إذا كانت المركبة ملتزمة بالمسرب الأيمن للطريق، أما القيادة البطيئة في المسارين الأوسط والأيسر من الطريق السريع تؤدي الى إرباك الآخرين أثناء القيادة وتعرّضهم لمخاطر الحوادث خلال محاولاتهم تخَطّي المركبات التي تسير ببطء، كذلك، فإنّ هذا السلوك يعتبر تعدياً على حقوق الآخرين على نحو لا يمكنهم من القيادة حسب السرعة المحددة في القانون، فضلاً عن تعطيل أعمالهم والتسبّب في الازدحام.
وتشير الدراسات إلى أن قيادة بعض السائقين البطيئة على تلك المسارات نفسها على الطرق الخارجية، يضاعف وقوع حوادث الصدم من الخلف، أو حتى التدهور بسبب وجود مركبات أخرى تسير بسرعات كبيرة، ما يجعل قائدي المركبات الذين يسيرون بسرعات كبيرة غير قادرين على التحكم بمركباتهم لتفادي المركبات التي تسير ببطء دون الحد الأدنى لمعدل السرعة المسموح به.
النصدر: الإمارات اليوم