كاتب سعودي
تدل تجارب إدارية ناجحة أن كثيراً من القياديين المميزين مارسوا العمل الإداري في كل المستويات الوظيفية، تعرفوا بالممارسة على كافة الأعمال وكونوا نظرة شمولية عن المنظمة التي يعملون فيها وطبيعة عمل كل وظيفة. بعضهم مارس مهمة الحارس، وآخر قاد حافلة الشركة، وغيرهم مارسوا أعمال الصيانة والنظافة والمستودعات وغيرها.
هذا الأسلوب يحقق عدة أهداف منها أن مشاركة الرئيس في أداء الأعمال مع الجميع تحقق الدعم المعنوي للجميع، وتعزز العلاقات الإنسانية، وتفيد الرئيس في أداء مسؤولياته القيادية.
تجارب محلية ودولية لقياديين في قطاعات حكومية وخاصة بدأ أبطالها مسيرتهم المهنية من أولى درجات السلم مما أدى إلى تكوين معادلة عناصرها؛ الشغف، واكتساب الخبرة والصبر والإرادة، فكانت النتيجة تحقيق الارتقاء في درجات السلم حتى القمة رغم أن المؤهلات العلمية لبعضهم كانت عادية جداً، ولا يمكن القبول بها في هذا الزمن.
الجانب الآخر في قصص نجاح تلك القيادات هو التواضع الناتج عن الثقة. القيادي الناجح متواضع، يتعامل مع الجميع كزملاء وأعضاء في أسرة واحدة، لكنه لا يجامل في مسؤوليات العمل، وفي تحقيق الأهداف بمستوى عالٍ من الأداء. القيادي الناجح مدرب بالفطرة، يوجه بالممارسة، ويدعم من يعمل معه بالثقة بهم وتحفيزهم والقيام بالأعمال المختلفة. وهو في هذا السلوك قدوة لهم.
هذا النمط القيادي يفتح مسارات التألق للجميع ويسعى لنجاح الجميع، ويكتشف القيادات، ويبني المنظمات القابلة للاستمرار، ويجعل الجميع يشعرون بالانتماء والولاء وينقلون هذا الشعور إلى ممارسة لأن القيادي يجعلهم شركاء وليسوا مجرد موظفين.
نجح كثير من القياديين في قطاعات عامة وخاصة في أرجاء العالم رغم عدم دراستهم لموضوع القيادة. السبب هو أن القيادة موهبة وفن. من ينتمي لهذه الفئة لم يدرس عن التأثير والتفويض واتخاذ القرارات واستثمار فريق العمل والتحفيز ولكنه يمارسها بكل اقتدار وينقلها للآخرين لأن كل المهارات السابقة تفقد تأثيرها إذا لم يتوفر الجانب الإنساني والذكاء العاطفي، لكنه متوفر في كل قائد ناجح.
المصدر: الرياض