رئيس تحرير صحيفة الرؤية
لقد عوّدنا الأمير الشاب على الصراحة والمواقف الواضحة والقرارات الحازمة، وفي الحوار التلفزيوني للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي مع الزميل دَاوُدَ الشريان يوم أمس تحدث عن القضايا السعودية المحلية والشأن الداخلي السعودي بكل شفافية، ولَم يكن أقل وضوحاً في القضايا الإقليمية وعلاقات المملكة الخارجية، ففي الملف اليمني قالها مدويّة، وهو صادق، «قادرون على اجتثاث الحوثي وصالح في أيام».. فالتحالف العربي في اليمن يمتلك كل الأدوات ليكون الوضع مختلفاً، وأكثر من يعرف ذلك هم الانقلابيون، وهم يعرفون أكثر من ذلك، ويدركون أن التحالف العربي في هذه الحرب تمسك بالثوابت الأخلاقية، وتجنّب تعريض أرواح المدنيين للخطر، وهذا مما أدركه الحوثي وصالح واستغلوه جيداً.
أما «الإخوان»، فقد كان موقف سمو الأمير منهم واضحاً خلال الحوار كما هو واضح على أرض الواقع، وربما صُدم الإخوان بالأمس من وضوح الأمير وهو يشير إليهم في الأزمة الأخيرة المفتعلة مع مصر والهرج الإعلامي الإخوانجي ومحاولتهم استغلال التباين في وجهات النظر بين البلدين لتصويره على أنه خلاف واختلاف واحتمال صدام، فرد الأمير محمد وضع النقاط على الحروف، وكشف لكل من لديه شك، أن القيادة السعودية متيقظة وتدرك حقيقة الأمور بوضوح شديد، وتعرف من هو العدو الحقيقي، ومن الذي يحاول الإساءة لعلاقة المملكة بمصر، وتدرك السعودية من المستفيد من تخريب العلاقة بين أكبر دولتين في المنطقة العربية، ومن المتضرر من تميز هذه العلاقة وقوتها، كما نعرف في الإمارات من هم المستفيدون من تخريب علاقة المملكة بدولة الإمارات وإطلاق الإشاعات بشكل مستمر، ونعرف من يعمل بشكل مستمر على هذه المحاولات، لذا فإن هذه المحاولات تفشل ومصيرها إلى الفناء ومصير المخربين إلى الخيبة تلو الخيبة، ومنها الحديث عن خلاف سعودي – إماراتي حول حزب «الإصلاح» وتأكيد محمد بن سلمان أنها شائعات تهدف إلى تفكيك التحالف العربي.
وبلغته الواضحة أكد الأمير محمد أن علاقة السعودية بمصر صلبة وقوية وفِي أعمق مستوياتها، مضيفاً أن البلدين يقفان مع بعضهما في القضايا المهمة، مؤكداً أن الدعاية الإيرانية والإخوانجيةً لن تنجح، ولن تنال من هذه العلاقة.
أما الحرب في اليمن، فقد أكد الأمير محمد أنها لم تكن خياراً، وعلى الرغم من ذلك نجح التحالف في مهمته واسترجع أكثر من 80% من الأرض اليمنية لتصبح تحت إدارة الشرعية. التحالف العربي حقق إنجازاً في اليمن يفوق ما حققه التحالف الدولي في سوريا والعراق.
أما الجارة إيران فلا يرى الأمير محمد نقاط التقاء مع هذا النظام وتساءل: «كيف أتفاهم مع دولة لديها أيديولوجيا لتصدير الثورة والسيطرة على العالم الإسلامي»!
الموقف السعودي من القضايا العربية واضح ووجود شخصية كالأمير محمد بن سلمان في إدارة الدولة في المملكة يجعل أي مراقب للشأن السعودي مطمئناً لوجود شخصية منفتحة وذات رؤية واضحة وقرارات جريئة ورسائل واضحة لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، فكل النقاط كانت على الحروف في إجابات الأمير محمد بن سلمان.
المصدر: الاتحاد