نجحت أجهزة الأمن الكويتية في إحباط 3 مخططات إرهابية، لاستهداف أمن البلاد «عبر توجيه 3 ضربات استباقية داخل الكويت وخارجها»، وضبط خمسة كويتيين، بينهم شرطي وامرأة، أقروا جميعهم بالتخطيط لشن هجمات ضد أحد المساجد الجعفرية، وإحدى منشآت وزارة الداخلية، واعترف أعضاء الخلايا الثلاث أيضاً، بانتمائهم جميعاً إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدة أن تلك العمليـة «جـهد كويتــــي خالـــص»، نافية وجود مساعـدة أمريكيـــة في هــــذا الخصوص، وأعلنت اتخاذها الإجراءات القانونية ضد نائب سابق وأستاذ القانون بجامعــــة الكويـــت «لتقليلـه من شـأن تلك الضربة الأمنية»، ودعا مجلس الوزراء الجميع إلى تفويت الفرصة على أعداء الكويت في تنفيذ أغراضهم الدنيئة، حاثاً على التمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها أفضل سلاح لمواجهة أعداء الوطن.
وعقد مجلس الوزراء اجتماعه أمس، لمتابعة الوضع الأمني في ضوء تقرير قدمه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، حول تفاصيل الجهود التي بذلها رجال الأمن في ملاحقة وضبط عدد من العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى التنظيم الإرهابي، قبل إتمام جرائمهم النكراء، وتجري مواصلة التحقيق معهم لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وأكد المجلس رفض المجتمع الكويتي للأعمال الشاذة التي يمارسها الخارجون عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقيم مجتمعنــا الفاضلـة، وعزمه على القضاء على هذه الفئة الضالة، وردع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن، داعياً الجميع إلى تكثيف التعاون مع الأجهزة الأمنية لتفويت الفرصة على أعداء الكويت لتنفيذ أغراضهم الدنيئة، كما حث على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها أفضل سلاح لمواجهة أعداء الوطن، منوهاً بالحذر من الإشاعات التي تستهدف إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار، وعدم الالتفات إلى ما يثار من أخبار مشبوهة. كمــا أكــد ضرورة الالتـــــزام الصـــارم بتطبيق القانون على الجميع.
وذكرت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد النائب السابق، والأستاذ بجامعة الكويت عبيد الوسمي، على خلفية تغريدات أطلقها عبر حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي وتحمل إساءة بالغة وتشكيكاً وتقليلاً من حجم الإنجاز الذي تحقق على أرض الواقع، أو الإساءة أيضاً للدول الشقيقة.
وكشف مصدر أمني أن قرار إلغاء صلاة عيد الفطر في الساحات العامة وحصرها في المساجد، مرتبط بالتهديدات التي كانت تشكلها الخلايا الإرهابية التي أعلن عن ضبطها، وأكد أن «الإلغاء ما زال قائماً، خاصة أن التحقيقات مع المتهمين ربما تكشف أشخاصاً، أو خلايا أخرى تنوي القيام بأعمال إرهابية»، ونفى أن «تكون الكويت قد تلقت معلومات من الحكومة الأمريكية تخص الخلايا التي تم القبض عليها»، وأكد أن إحباط المخططات الثلاثة والقبض على أعضاء الخلايا في الداخل والخارج هو جهد أمني كويتي خالص.
وتسلمت النيابة العامة الأحد، من أجهزة الأمن المواطن علي العصيمي «أبو تراب الكويتي» بعد عودته من سوريا، حيث كان التحق بالتنظيم الإرهابي.
وكشف مصــدر قضائــي أن أجهزة الأمن تمكنـــت في عمليـــة نوعيـــة بالغــة الدقــة من استعادة العصيمي إلى الكويت بعد استقراره فــي سوريا منذ مغادرته إليها في 2014. وأفاد بأن «أبو تراب الكويتي» ترك دراسته في بريطانيا والتحق بالتنظيم، وتزوج في الرقة وأنجب طفلاً، ثم ترك زوجته، وأوضــح أن «أجهــزة الأمن عملت طوال الفترة الماضيـــة، منذ علمهــا بمغادرتــــه بريطانيــا إلى سوريــا، على متابعة التفاصيل المتعلقة به كافة، لمحاولة استعادته وهو ما تكلل بالنجاح أخيراً.
بدوره، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن «الكويت عصية على الإرهاب، وأن الشعب الكويتي أثبت في محطات كثيرة التفافه حول قيادته وحرصه على مصلحة الكويت تحت جميع الظروف»، وقال: إن «إعلان الداخلية إحباط مخطط إرهابي يؤكد أن يد الإرهاب مازالت تهدد الكويت، ما يستوجب تضافر الجهود والتعاون مع رجال الداخلية والتقيد بتعليماتهم من أجل حفظ أمن واستقرار الكويت». وأضاف: «إن الإرهاب يستهدف الكويت قاطبة ولا يقف عند مذهب، أو ايديولوجية وينوع أساليبه وأشكاله من أجل تفكيك تماسك المجتمع الكويتي».
وكانت وزارة الداخلية أصدرت بياناً في ساعة متأخرة من ليل الأحد، أوضحت فيه أنها تمكنت من إحباط 3 مخططات إرهابية، الأول يشمل ضبط المتهم الإرهابي طلال نايف رجا «كويتي الجنسية مواليد1988» وقبل إتمام جريمته بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية «لتفجير أحد المساجد الجعفرية بمحافظة حولي»، إضافة إلى «إحدى المنشآت بـوزارة الداخليـة»، وأن المتهم أدلى باعترافات تفصيلية، أقر فيها واعتـرف بمبايعتـــه التنظيـــم الإرهابـــــي، وتلقيه تعليمات من أحد قياديي التنظيم بالخـــارج، وعقـــــده العزم على تنفيذ العمليـــة الإرهابيـــة أواخر شهر رمضان، أو أوائل عيد الفطر.
وذكــر البيان أن المتهـــم، وبالاستــــناد إلى التعليمـــات التي تلقاها من التنظيم كان عليه أن يحضر بنفسه، أو يــكلــــف أحـــــداً مـــــــــن العناصر الشابـــة الـــــتــي يقوم بتجنيدها من غير المعروفيـــن لــــدى الأجهزة الأمـــــنــــيــــة، أو المـشتبه فيهـم لاسـتـــلام الحزام الناسف والمتفـــجـــرات، أو شراء سلاح ناري أوتوماتيكي في تنفيذ العمليات الإرهابية داخل البلاد.
وفي قضية أخرى، أكد البيان تحقيق إنجاز أمني آخر غير مسبوق، عبر تمكن الأجهزة الأمنية، وعلى صعيد الوقاية الأمنية من الإرهاب الخارجي، من ضبط وإحضار المتهم الإرهابي من الخارج ويدعى علي محمد عمر «مواليد 1988 كويتي الجنسية»، ووالدته المتهمة الإرهابية حصة عبدالله محمد «كويتية الجنسية مواليد 1964» إلى جانب الطفل الذي أنجبه المتهم في الرقة بسوريا من زوجته السورية، بعد محاولات متكررة من قبل الأجهزة الأمنية، إلى أن تكللت في النهاية بالنجاح، رغم كثافة العمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة بين العراق وسوريا، فضبطتهم وأحضرتهم للكويت.
وأوضح البيان أن الابن والأم أقرا في اعترافات كاملة بانضمامهما للتنظيم الإرهابي، وبتحريض من الأم التي دفعت أولاً بابنها الأصغر عبدالله محمد عمر «مواليد 1991» لينضم إلى ذلك التنظيم، حتى قُتل في إحدى المعارك الإرهابية بالعراق.
وأضاف أنه بعد وفاة شقيق المتهم (عبدالله) بادر أخوه (علي) بقطع دراسته في بريطانيــا، حيـــث كان يدرس في كلية هندسة البترول هناك، وانضم إلى التنظيم، وتوجه مع أمه إلى الرقة وعمل هناك مسؤولاً عن تشغيل حقول النفط والغاز.
وذكر أن الأم عملت أيضاً في التدريس لزوجات وأبنـــاء المقاتليـــن الإرهابيين، وتحفيزهم نفسياً وفكرياً، مبيناً أن المتهمين أدليا باعترافات تفصيلية بتقديمهما الدعم اللوجستي للعديد من العمليات الإرهابية تحت إشرافهما ومتابعتهما.
وفي قضية ثالثة، قال بيان الداخلية إن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت من ضبط خلية إرهابية تنتمي للتنظيم تضم المتهم مبارك فهد مبارك «كويتي الجنسية – مواليد 1994» والمتهم عبدالله مبارك محمد «كويتي – مواليد 1992 – من منتسبي وزارة الداخلية»، ومتهماً خليجياً، وآخر من جنسية آسيوية.
وأوضح أن التحريات الأمنية كشفت عن ورود معلومات إلى الجهات الأمنية تفيد بأن المتهم مبارك فهد يخفي صندوقاً حديدياً لدى المتهم عبدالله مبارك في «جاخوره» الذي يملكه في منطقة الوفرة. وبعد نقل موقع «الجاخور» من مكان إلى آخر بالمنطقة نفسها، أبدى مبارك رغبته في إخراج الصندوق من مكان إخفائه.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية تبينت من احتواء الصندوق على سلاحين رشاشين نوع كلاشينكوف، وذخيرة وطلقات حية، وعلم التنظيــــم الإرهابــــي، مؤكــداً إقـرار واعتراف المتهمين باشتراكهم بتلك الجريمة، وبأن المواطــن الخليجــي هو من أحضر العلم من الخارج وأخفاه مع السلاح في الصندوق.
وأشار إلى اعتراف المجموعة بكل التفاصيل وباشتراكهم بهذه القضية، موضحاً أن المتهم الخليجي لا يزال هارباً ومتوارياً عن الأنظار.
على صعيد آخر، أكدت البحرين تضامنها التام ودعمها الكامل للكويت في ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والسلم فيها، والتصدي للمخططات الإرهابية الآثمة التي تستهدف زعزعة استقرارها وتهديد سلامة شعبها.
وأكدت أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستمضي قدماً وبكل قوة وحسم، في مكافحتها للإرهاب من أجل اجتثاث تلك الظاهرة الخطرة التي تهدد مكتسبات شعوبها وتحاول النيل من مقدرات دولها.
المصدر: الخليج