كاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني
مر يوم أمس هادئاً وخجولاً، يكاد لا يشعر به أحد، رغم أنه يحمل مناسبة عالمية رائعة ومهمة، ففي الثامن عشر من مايو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف باعتباره “فرصة رائعة للمتخصصين بالمتاحف للتواصل مع الناس وتشجيعهم لزيارة المتاحف التي تُعتبر مؤسسات ثقافية وحضارية تُسهم في توعية وتطور المجتمع”.
في “5 مايو” من كل عام، تحتفل أكثر من 150 دولة حول العالم بهذه المناسبة الدولية التي ترمز للمتاحف، كما جعلته العديد من تلك الدول عطلة رسمية لحث وتشجيع الناس لزيارة المتاحف بمختلف أشكالها وأنواعها، لأنها ليست مجرد مخازن وأرفف للمقتنيات والمجسمات والأواني والصور والمشغولات، ولكن باعتبارها -أي تلك المتاحف- سجلاً شاهداً وحافظاً على عصور وحضارات وأمم، شاركت بصنع الحضارة البشرية.
وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم العالمي للمتاحف في العام 1977 في العاصمة الروسية موسكو، وذلك بقرار من المجلس الدولي للمتاحف “ICOM” للتذكير الدائم بأهمية المتاحف كوسائط جاذبة ومغرية لتقوية الروابط الإنسانية، ولزيادة وعي الناس بدور المتاحف في تنمية وتطور المجتمعات والشعوب، وإثراء الثقافة المتخصصة بالمتاحف وربطها بالمناهج والأحداث والوقائع التاريخية.
أما قصة المتاحف في المملكة، فهي طويلة وحافلة، وتستحق أن يكتب عنها الكثير، فقد مرّت بالعديد من التحولات والتطورات، وكانت النقلة النوعية الكبرى في مسيرة هذا القطاع المهم في العام الماضي 2020، حينما صنفتها وزارة الثقافة التي يقودها الأمير الشاب بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، ضمن الهيئات الثقافية الـ 11 التي أقرتها وزارة الثقافة لتكون ضمن مرتكزات “رؤية 2030” ولتكون الشرفة الثقافية الواسعة التي تطل بها المملكة على العالم، ولتكون الصورة الرائعة التي يُشاهدنا بها العالم.
المتاحف السعودية، الصغيرة والكبيرة، العامة والخاصة، تُعدّ من أهم القوى الناعمة التي تُسهم في زيادة وتنوع مصادر الدخل. المتاحف السعودية التي تزيد على 260 متحفاً موزعة على كل مناطق المملكة، تُمثّل عمق حضارة هذا الوطن الذي يتوسد التاريخ الزاخر بكل ملامح الفخر والمجد، والضارب في جذور الحضارات والثقافات والتحولات البشرية.
المتاحف هي ذاكرة الوطن وعنوان حضارته، وآن لها أن تُمارس دورها التنموي كأحد أهم روافد الوعي والثقافة والاقتصاد.
المصدر: الرياض