دفعت زيادة أسعار الوقود سكان الإمارات، من مواطنين ومقيمين، إلى التفكير بحلول بديلة يلتفون فيها على المصروف الإضافي الذي فاجأهم في الشهرين الأخيرين، واضطرتهم إلى تقليل استخدام سياراتهم الخاصة إلى الحد الأدنى، والاستغناء عن بعض «المشاوير» غير الضرورية.
وقال بعضهم لـ«الرؤية» إنهم أصبحوا يعيدون دراسة خياراتهم السابقة في انتقاء السيارات، حيث أصبح استهلاك المركبة من الوقود عاملاً مقدماً على مواصفاتها وبلد الصنع، بينما لجأ آخرون إلى حلول أخرى، من وسائل النقل الجماعي إلى تشارك زملاء العمل بسيارة واحدة للذهاب إلى العمل.
السيارة الاقتصادية
وأكد مطر الحوسني أن ارتفاع أسعار الوقود، التي وصلت إلى 3.74 درهم لـ«بنزين 98»، و3.62 درهم لـ«بنزين 95»، جعله يستغني عن سيارته «6 سلندرات سعة 3600 سم مكعب» لأنها تحتاج إلى وقود كثير، خصوصاً في مشاوير الذهاب إلى العمل.
وأضاف أنّه اضطر إلى استخدم سيارته الاقتصادية «4 سلندرات سعة 1500 سم مكعب»، في الوقت الحالي، ليكون مقتصداً في استخدام الوقود، لئلا يزيد المبلغ الشهري الذي يرصده لمصاريف السيارة، ما يؤثر على ميزانيته الشخصية وميزانية الأسرة.
بوابات التعرفة المرورية
وأشار المهندس علي الدولي إلى أنّه لجأ إلى حلولٍ عدة لتجنب هذه الزيادة، منها أنه أصبح يسلك بوابة التعرفة المرورية، إن كانت توفر له بضعة كيلومترات، مع استخدام السيارة الاقتصادية دون سيارة الدفع الرباعي، مع محاولة تقليل استخدام للسيارة إلا في حدود الأشياء الضرورية أو للعمل فقط.
وأشار إلى أنّ أسرته أصبحت تفكر جدياً في التغيير إلى السيارة الكهربائية في الوقت الحالي، خصوصاً أنّه من المتوقع أن تستمر زيادة الأسعار، خلال الفترات المقبلة بسبب الأحداث التي يمر بها العالم، ومنها الحرب الروسية الأوكرانية.
ووافقه الرأي محمد عبدالعزيز وأسامة هارون اللذان أوضحا أنّ استهلاك السيارة من البنزين يزيد مع قدوم فصل الصيف واستخدام المكيف، خصوصاً إن كان الشخص من سكان إمارة الشّارقة ويعمل في دبي، فإن المسافة التي يقطعها يومياً كبيرة، وبالتالي يزيد مصروف الوقود، مشيرين إلى استخدام سياراتيهما الاقتصاديتين، أما السيارات الأخرى فيكون استخدامها في أضيق الحدود وللأماكن القريبة فقط.
مشاركة الرحلات
واعتبر مصعب الآغا أنّ الزيادة التي طرأت على أسعار الوقود ليست قليلة، وأنها تشكل عبئاً إضافياً، قائلاً: «إنني أتنقل بالسيارة كثيراً؛ لأنّ طبيعة عملي تتطلب ذلك.. أعتقد أن أصحاب السيارات الكبيرة ذات المصروف العالي سيفكرون جدياً باستبدالها بأخرى صغيرة ذات السلندرات الأقل».
وتوقّع أن تسيطر السيارات الاقتصادية والهجينة والكهربائية على شوارع دبي، بدلاً من السيارات ذات الاستهلاك العالي للوقود، وأن تشهد الفترة المقبلة انتعاشاً في حافلات النقل العام، أو الدراجات الهوائية للمسافات القريبة، إلى جانب تشارك الأصدقاء والأهل في الرحلات بسيارة واحدة أو ما يعرف بالـ«شيرينغ»، حيث يذهبون إلى العمل مع بعض بدلاً من الذهاب بـ3 سيارات مثلاً.
المترو
وذكر أحمد عفت، أنّه من المقيمين في الشارقة ويعمل في دبي، وهذا دفعه إلى اعتياد ركن سيارته في محطة سنتر بوينت (الراشدية سابقاً)، ثم استقلال المترو في الذهاب إلى العمل، لأن هذه الفكرة جعلته يوفر في استهلاك الوقود نحو 50%، ما يجعل الميزانية لا تتأثر بالزيادة التي طرأت على أسعار الوقود خلال الشهور الثلاثة الماضية.
رأي اقتصادي
وأيّد الخبير الاقتصادي حسني خضير، كل ما ذُكر سابقاً لمواجهة الزيادة التي طرأت على ارتفاع أسعار الوقود، خاصةً أنّ هذه الزيادات عالمية، مشيراً إلى أنه من أجل محاولة المحافظة على ميزانية الأسرة التي توضع للبترول، يجب استخدام السيارات الصغيرة الموفرة للوقود، وتخفيف رحلات سيارات الدفع الرباعي، و6 سلندرات و8 سلندرات؛ لأن هذا يقلل من استهلاك البترول بنسبة 40-60%.
وتابع أنّه يجب أن يلجأ الشخص إلى استخدام المترو في أثناء ذهابه إلى العمل يومياً؛ لأن هذا يقلل من كلفة استخدامه للوقود، كما أن المقيمين في إمارة الشارقة يستطيعون استخدام بوابة سالك واحدة ثم استخدام طريق الخيل للذهاب إلى دبي، فهذا سيوفر لهم مسافة كبيرة.
المصدر: الرؤية