تواصل محكمة الجنايات في دبي، صباح اليوم، محاكمة المتهم باغتصاب وقتل الطفل عبيدة، وسط تطورين لافتين، الأول تمثل فيما كشف عنه المحامي عبيد المازمي، محامي ذوي الطفل عبيدة، النقاب لـ «الاتحاد» عن أن اعترافات المتهم في القضية خلال تحقيقات النيابة العامة معه أظهرت أن الطفل المجني عليه قاومه بضراوة ليمنعه من الاعتداء عليه جنسياً، قبل أن يتمكن من السيطرة عليه بسبب بنيته الجسمية القوية وارتكاب جريمته النكراء بحقه.
وتمثل التطور الثاني في رفض عدد واسع من المحامين الترافع والدفاع عن المتهم في هذه القضية، بعد أن كانت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بدبي أرجأت استكمال النظر بالقضية إلى اليوم، لندب محام صاحب الدور للدفاع عن المتهم، بعد أن أبلغ المحكمة عدم مقدرته على توفير محام للدفاع عنه.
وقال المازمي: إن المتهم أقر في تحقيقات النيابة العامة أن إقدامه على قتل الطفل والتخلص منه جاء بسبب تهديده من قبل الطفل بأنه سيبلغ والده بما ارتكبه بحقه، مبيناً أنه اقتاد الطفل الضحية بعد أن استدرجه من أمام كراج والده في منطقة الشارقة الصناعية، تحت إغوائه بشراء سكوتر له، إلى منطقة شاطئ الممزر في الساعة السابعة والنصف مساء، واستمر باحتساء المشروبات الكحولية هناك والطفل المجني عليه بمعيته لغاية الساعة الثانية عشرة ليلاً، ليباشر بعدها بمحاولة الاعتداء الجنسي على الطفل.
وقال المازمي: إن اعترافات المتهم أظهرت أنه أقدم على قتل الطفل في الساعة الخامسة والنصف من فجر اليوم التالي على خطفه له، ومن ثم قام بإلقاء جثته في منطقة الورقاء، وبعدها توجه إلى منزل أقاربه في منطقة مجاورة.
وقال المازمي: إن المتهم أبلغ محققي النيابة العامة أن اختياره منطقة الممزر لارتكاب جريمته جاء لكونه معتاد الذهاب إلى هناك بشكل دائم، ولمعرفته الوثيقة بطبيعة المكان ومداخله ومخارجه، بما مكنه من ارتكاب جريمته المشينة دون أي مفاجآت غير محسوبة بالنسبة إليه.
وبين أن لائحة الاتهام التي أحالتها النيابة العامة وتسلم نسخة منها تضمنت اتهامه بقتل المتهم الطفل عبيدة البالغ من العمر 8 سنوات خنقاً، بأن أحكم قبضة بكلتا يديه حول عنق الطفل المجني عليه بقصد إزهاق روحه، ثم أخذ غترة حمراء اللون يستخدمها في تنظيف سيارته ولفها حول رقبة الطفل المجني عليه بقوة وربطها بإحكام وشد عليه لخمس دقائق، في حين كان المجني عليه يصارع الموت بتحريك كلتا يديه ورجليه بغية الخلاص إلى أن تركه جثة هامدة متأثراً بإصابات أودت بحياته.
رفض الترافع
على ذي صلة، رفض محامون الترافع والدفاع عن المتهم في هذه القضية، وأبلغوا «الاتحاد» أنهم سيعمدون إلى تقديم آلاف الأعذار في حال تم انتدابهم للدفاع عن المتهم في هذه القضية، حتى لا يقع على عاتقهم هذه المهمة الثقيلة، ذلك كونهم آباء لهم أبناء بعمر الطفل المجني عليه، بما سيجعلهم فاقدي القدرة والدافع للدفاع عن متهم بمثل هذا الجرم. وقالوا: إن قبولهم بالترافع في هذه القضية والدفاع عن المتهم فيها سيجر عليهم خسائر معنوية ومادية طائلة، باعتبار أن ما وقع يعد جريمة خسيسة لا يمكن الترافع فيها. وعزا المحامي حسن الرئيسي رفض المحامين قبول مثل هذا التكليف لكون المحامي إنساناً له مشاعر، ولصعوبة الدفاع عن المتهم، ولتعذر المجال لطلب محامي الدفاع الرأفة والرحمة بحق المتهم بعد أن أقر بجريمته أمام المحكمة
من جانبه، أكد المحامي يوسف البحر أنه سيعمد إلى تقديم الاعتذار إلى المحكمة في حال انتدبته للترافع في هذه القضية.
المحامي علي الفلاسي قال: إن المتهم، بالإضافة إلى ما ارتكبه من جريمة نكراء بشعة فهو صاحب سوابق بذات الجرائم، بما يتعذر على أي محامٍ أن يقبل على نفسه الدفاع عن شخص بهذه المواصفات.
وجاءت أقوال المحامين هذه وسط توقعات أن تشهد جلسة اليوم انسحاب المحامي صاحب الدور الذي كلفته المحكمة بالدفاع عن المتهم وتقديم اعتذاره للمحكمة عن مواصلة التكليف الذي عهد إليه المتهم.
المصدر: الإتحاد