المجالس التشريعية الخليجية تدين استهداف مكة المكرمة وترفض «جاستا»

أخبار

اعتمد الاجتماع الدوري العاشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي استضافته المنامة، رؤية للتعامل مع خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بجانب رفضه «قانون ضد رعاة الإرهاب جاستا» الأمريكي.

ترأس وفد الدولة إلى الاجتماع، الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، فيما ضم وفد المجلس الأعضاء كلاً من حمد أحمد الرحومي وسالم عبيد الحصان الشامسي وصالح مبارك العامري ومحمد علي الكتبي.

وأصدر المجتمعون في ختام الاجتماع أمس بيانين بشأن استنكار العمل الإجرامي الآثم الذي استهدف مكة المكرمة و«القرار الصادر عن الكونغرس الأمريكي بالموافقة على قانون ضد رعاة الإرهاب «جاستا».

عبروا خلالهما عن شجبهم واستنكارهم لكل ما من شأنه المساس بأمن وسيادة دول مجلس التعاون، مؤكدين وقوفهم صفاً واحداً أمام أي تهديد يمس أي دولة عضو في المجلس.

كما أعربوا عن استنكارهم وإدانتهم الشديدين للعمل الإرهابي الآثم الذي حاول استهداف مكة المكرمة، والاعتداء على حرمة الأماكن المقدسة في السعودية واستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم وذلك استخفافاً بالمقدسات الإسلامية وحرمتها ولزعزعة الأمن والاستقرار في الأراضي المقدسة، إضافة إلى إجهاض جميع الجهود المبذولة لإنهاء النزاع في اليمن بالطرق السلمية ورفض الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، فضلاً عن الجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

وأكد المجتمعون دعمهم التام للسعودية في مواجهة الإرهاب وكل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها أو استهداف المقدسات الدينية فيها، مشددين على أن المساس بأمن المملكة يعد مساساً بأمن وتماسك العالم الإسلامي بأسره.

وأوضح البيان الختامي للاجتماع، أن رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة في دول مجلس التعاون اتخذوا عدداً من القرارات بشأن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماعهم ، ومن أهمها: اختيار موضوعين خليجيين مشتركين لعام 2017 هما «هواجس أمن الغذاء والماء في دول الخليج العربية في ظل التهديدات التي تواجهها» و«الأمن والشباب»، وتكليف الأمانة العامة لمجلس التعاون بالتنسيق مع مجلس دولة الرئاسة لضمان استمرار الزيارات المتبادلة مع البرلمان الأوروبي، إضافة إلى الموافقة على آلية تفعيل الشبكة المعلوماتية البرلمانية الخليجية المقدمة من المجلس الوطني الاتحادي في الدولة ، وإجراء مجلس النواب في البحرين الاتصالات اللازمة بشأن زيارة مجالس الدول الأعضاء للكونجرس الأمريكي سعياً لتعزيز العلاقات بين الجانبين .

وطالب رؤساء المجالس التشريعية الخليجية جميع الدول والمنظمات والهيئات والمجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة وفاعلة لمنع حدوث أو تكرار مثل هذه الاعتداءات الإرهابية مستقبلاً والسعي المتواصل لدعم جهود التحالف العربي في إنهاء الأزمة اليمنية.

وعبروا عن موقفهم الرافض لإصدار الكونغرس الأمريكي تشريعاً باسم «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب جاستا»، نظراً لمخالفته الواضحة والصريحة للمبادئ الثابتة في القانون الدولي وتعارضه الواضح والصريح مع أسس ومبادئ العلاقات الدولية. ودعا الكونجرس الأمريكي إلى إعادة النظر في «جاستا»

وأكد البيان رفض المساس بمرتكزات ومبادئ القانون الدولي وفق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة 2013 2015 واعتبار قانون «جاستا» الأمريكي تهديداً حقيقياً لعمل وأنشطة منظمة الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين ، باعتبار أن المنظمة تمثل الأمن الجماعي الدولي، منبهاً أطراف المجتمع الدولي إلى أن مثل هذا التشريع «قانون جاستا» سيؤدي إلى تبعات سلبية على أسس ومقومات التعاون في العلاقات الدولية خاصة في إطار: انتهاك مبدأ السيادة في العلاقات الدولية وتهديد الثقة المتبادلة في العلاقات بين الدول وتهديد التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف بجانب التأثير سلباً في علاقات التعاون الاقتصادي الدولي وما يمكن أن يخلفه من آثار في الاقتصاد العالمي.

ودعا رؤساء البرلمانات الخليجية الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تجديد استخدام «الفيتو» ضد هذا القانون، معربين عن أملهم أن يعيد الكونجرس النظر في مثل هذا التشريع والعمل على إيقافه.

من جانبها، قالت الدكتورة القبيسي إنه جرى خلال الاجتماع التأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف العمل البرلماني ، انطلاقاً من الأهداف والغايات التي قام عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولتحقيق تطلعات قيادات وشعوب دول المجلس ، الأمر الذي يستلزم المزيد من العمل والإنجاز وتوثيق التواصل والتعاون والشراكة في رسم السياسات وصنع القرار والتنسيق بين الدول الأعضاء ، وصولاً إلى التكامل المنشود بما يحقق نماء ورقي ورفاهية مواطني دول المجلس ورفعة وازدهار دولهم ويحافظ على أمنها واستقرارها لا سيما في ظل التحديات الراهنة.

وكانت أعمال الاجتماع قد بدأت بكلمة لعبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي رئيس الدورة السابقة، أشاد فيها بالنتائج التي تحققت خلال الاجتماع السابق وبالدعم الذي يقدمه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما استعرض عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون موجزاً لمسيرة العمل الخليجي المشترك للعام 2016م.

المصدر: الخليج