افتتح المجلس الفني السعودي دورته الأولى من مبادرة فن جدة «21،39» التي دشنتها رسمياً الأميرة جواهر بنت ماجد آل سعود، رئيس مؤسسة المنصورية ورئيسة المجلس الفني السعودي، معلنة بدء أحداث المبادرة الرامية إلى إلقاء الضوء على الحركة الثقافية السعودية.
وشهدت الأمسية الافتتاحية للحدث الذي سيـتواصل على مدى شـهريـن تـوافـد أكثر من 3.500 زائر من المملكة وخارجها، اطلعوا على المعارض وورش العمل التثقيفية ومنصات الحوار والبرنامج الهادف إلى إحياء المدينة القديمة في جدة والتي تعرف باسم «البلد».
وتعرض مبادرة فن جدة «21،39» أعمالاً لـ 45 فناناً سعودياً في معرضين يسلطان الضوء على تطور حركة الفن المحلية الأول باسم «معلقات»، والثاني باسم «الماضي كمقدمة».
كما تكرّم المبادرة عدداً من الفنانات السعوديات مثل صفية بن زقر، إحدى أوائل الفنانات السعوديات اللواتي نظمن معرضهن الخاص في المملكة، عبر إقامة معرض شامل لأعمالها في الأستوديو والمساحة المخصصين لها، إضافة إلى عمل تشكيلي للفنانة منال الضويان التي تلفت من خلاله الانتباه إلى استبعاد اسم المرأة من شجرة العائلة السعودية. ويتألف العمل من عدد كبير من الأوراق النحاسية المنـقوشـة عليها أسماء النسوة اللواتي استُبعدن من مظلة الاعتراف والفخر بالأجداد، للاحتفاء بالمرأة كفرد ومساهم في صناعة الثقافة والتاريخ.
إقبال واسع
وقال عبد الله التركي، العضو في المجلس الفني السعودي: «شكلت مبادرة «21،39» الافتتاحية للمجلس الفني السعودي وبرنامجها الحافل إنجازاً مهماً نظراً إلى الإقبال الكبير والمشاركة المجتمعية المميزة التي حظيت بها، فهي مبادرة تنبع من المجتمع للمجتمع نفسه. ويلعب التعليم دوراً أساسياً في إطار برنامج هذه المبادرة، إذ سيساهم في زيادة الوعي الفني في ثقافتنا وحياتنا اليومية. كما ستساهم الفعاليات المختلفة للمبادرة كالمعارض وورش العمل في الارتقاء بمكانة جدة ومجتمعها المتنوع ضمن المشهد الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية».
وتضمن البرنامج منتدى للحديث وحلقات للنقاش والحوار المفتوح طوال اليوم، ما ساهم في تعزيز فكرة المبادرة في تناول دور الفن السعودي في السياقات المحلي والإقليمي والعالمي.
وتضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين كريس دركون، مدير متحف «تايت مودرن» في لندن، وفـؤاد الذرمـان، مـدير مـركز الملـك عبد الـعزيز الثقافي العالمي، إلى جانب الجلسات الحوارية التي ضمت الشـيخة حور القاســمـي، رئيــسة مؤسـسـة الـشارقة للفنون، وآن باسترناك، مديرة «كرييتيف تايم»، والفنانين أحمد ماطر ومنال الضويان وزياد عنتر وغيرهم.
وقال كريس دركون: « تمكنت السعودية بفضل المجلس الفني ومبادرته فن جدة «21،39» من مواكبة مستقبل الفن المعاصر في الشرق الأوسط، إذ يعكس المجلس ومبادرة «21،39» حركة فنية جديدة متنامية في المنطقة، تربط جدة بالمراكز الفنية الأخرى في المنطقة مثل الشارقة وبيروت».
وسـينظم برنامج تثقــيفي وتعليمي خـاص في إطار هذه المبادرة بهدف توفير جـولات إرشادية للمعرض، وبرنامج تطوعي وجلسات توجيه للفنانين السعوديين الشباب، إلى جانب ورشات العمل للصغار والكبار.
المصدر: الحياة