مختبرات كيميائية وأخرى للفيزياء وثالثة للأحياء، وغيرها من العلوم المختلفة تتشارك جميعاً في الكشف عن مواهب الطلاب ودعم قدراتهم في مختلف المجالات، وبالتالي المساهمة في تأسيس أجيال تعرف معنى الابتكارات ودورها في تحقيق النهضة، ومن هنا تظهر الحاجة للمزيد من الاهتمام بالمختبرات في المدارس ودورها الفاعل في اكتشاف العلماء الصغار.
أهم الأنشطة
وتقول مديحة عزمي مديرة الأنشطة بمدرسة النهضة الوطنية للبنات في أبوظبي، إن المختبر من أهم الأنشطة العلمية التي تجري في نطاق المدرسة، ولذا يتم التواصل مع منسقي المواد للمشاركة في ورش عمل تزيد تفاعل الطلاب مع المختبرات، علماً بأن منسقة المادة لديها تقارير شاملة عن الطلاب الموهوبين، نستند إليها في وضع خطط تنمية هذه المواهب لاكتشاف المبتكرين، في ظل الدعم الكبير من الدولة للمشاريع الابتكارية.
ولفتت إلى أن أنشطة المختبرات بمثابة ورشة لصناعة المبدعين والموهوبين وتحفيزهم للمشاركة في المسابقات، ومن أجل تحقيق هذا الهدف لابد أن يكون المعمل مجهزاً بالأدوات ووسائل السلامة.
تجارب متنوعة
أما شرين منيب منّاع، أمينة المختبر بإحدى مدارس أبوظبي، فأوضحت أن المختبرات تفرز مواهب مختلفة بحسب اهتمام الطالب وحبه لهذا المجال أو ذاك، مشيرة إلى أن غالبية الطلاب يتعرفون على أهمية المختبرات من خلال محاضرات في مطلع الدراسة، يتم من خلالها شرح مكونات المختبر واحتياطات الأمن والسلامة والتعامل مع المواد الموجودة داخله خاصة إذا كانت حارقة أو حمضية، في حين يتمثل دور مشرفي المعامل على ملاحظة الطلاب والتعرف على الموهوبين.
العمل اليومي
وتلاحظ إيمان النويلاتي، مسؤولة المختبرات في مدرسة بأبوظبي.. الطالبات المتميزات وما يتمتعن به من دقة في استخلاص النتائج والتفكير العلمي، لذا تعمل على دعم ذلك بأساليب، منها القيام بأيام علمية لتشجيع أصحاب المواهب، موضحة أن الأيام العلمية تشجع على الابتكار.
وتؤكد أن المختبرات تلعب دوراً محورياً في تشجيع الطلاب على الابتكار، وتسلط الضوء على مهارات البحث العلمي والدقة التي تعتبر شرطاً أساسياً لأي ابتكار، فضلاً عن أن المختبرات أداة تطبيق ما يتعلمه الطلاب داخل جدران الفصول، كون الممارسة العملية ترسخ المعلومات، إضافة إلى شعور الطلاب بقدرتهم على إنجاز أشياء ملموسة، انطلاقاً من أن الطالب محور العملية التعليمية بما يتماشى مع أساليب التعليم الحديثة.
فوائد كثيرة
طالبة الصف الثاني عشر، فاطمة الزهراء جمال، تبين أن المختبر له فوائد كثيرة عبر تحويل ما تتعلمه إلى حقيقة ملموسة لما تدرسه عبر استخدام أفكارها البسيطة تحت إشراف المختصين داخل المعمل. أما روان وليد، فتشير إلى أن المختبرات تسهل استيعاب الدروس العلمية، وبالتالي تزيد القدرة على الابتكار والتجديد، استناداً إلى الفهم الجيد والواعي لما تعلموه من الكتب، وكونها ترغب في العمل طبيبة مستقبلاً ترى أن المختبر يسهل لها التعرف على التراكيب الكيميائية التي تعتبر أساسية في صناعة الدواء المستخدم في عمليات علاج الأمراض المختلفة، ولذلك تؤكد أن وجودها المستمر داخل المختبر المدرسي يشجع روح الابتكار لديها والكثير من زميلاتها.
الطالبة دانية عودة، تشدد على أن أعلى الفوائد التي يمنحها المعمل للطلاب والطالبات هو الربط بين الشرح والواقع ما ييسر فهم العمليات من جذورها ولا يجعلها فقط تعتمد على الكتب النظرية ولكن الانفتاح على العالم بنظرة أخرى شاملة، خاصة أن الوجود داخل المختبر يعد ملهماً ومشوقاً- حسب تعبيرها- ويعطي تجربة مختلفة ورؤية صورة حية، ولذلك تتمنى أن تزداد الأوقات المخصصة للمختبرات خلال العام الدراسي لتصبح بشكل يومي.
مسرح عملي
أكدت الطالبة ميرنا سالم، أن المختبر بالنسبة لها مسرح عملي لتطبيق ما يتعلمه الطلاب، والدليل الواضح على ما يمتلكه البعض من مهارات وإمكانات، ما يجعل من العمل داخل المختبر متسماً بالتشويق عبر التعرف المباشر على مكوناته من أدوات وخامات وممارسة تجارب مختلفة تحت أيدي مشرفين تكشف ما لدى كل طالب من مواهب تحتاج تنميتها.