عزة السبيعي
عزة السبيعي
كاتبة سعودية

المرأة التي غيرت ستيف جوبز

آراء

قالت المرأة التي ذكر ستيف جوبز أن شعوره نحوها لا يوصف، وأن اللحظة التي خفق قلبه للمرة الأولى بالحب كانت لها، إن الفترة التي عاشاها معا “يوجد فيها غمامة سوداء تحيط بستيف تجعل معاشرته صعبة إلى حد ما”.

لا شك أن ذلك مؤلم، فلا أقسى من أن تكشف لك الأيام أن من قاسمك الحب تأذى من وجوده معك، على كل حال لم يقرأ ستيف رأي حبيبته الأولى أبدا، فرغم أنه شجع كل من كان حوله على الحديث لمؤلف سيرته والتر إسحاق، إلا أنه رفض قراءتها ولم يتدخل سوى بالجزء الخاص بصورته على الغلاف، كما يذكر الكتاب.

هناك نساء كثر في حياة ستيف، فهناك أمه الكاثوليكية التي لم تنصع لتهديد والدها بالتبرؤ منها إذا أنجبت الطفل وتزوجت الشاب السوري عبدالفتاح والد ستيف، فتركته عند طبيب عرضه للتبني ورحلت.

وهناك السيدة الرقيقة التي تبنته وغمرته بالحنان والرعاية رغم الفقر الذي كانت تجاهده هي وزوجها، مما جعل ستيف يرفض ما قاله أصدقاؤه عن كونه طفلا متبنى، ويشعر دائما بأنه منبوذ.

وهناك أيضا السيدة الجميلة التي خفق قلبه لها وأصبحت زوجته ووصفت بأنها من أذكى النساء، إذ استطاعت أن تقنع والتر إسحاق، كاتب السير الشهير، بأن يكتب سيرة ستيف جوبز، بعد أن رفض ذلك بحجة أن ستيف لا يزال في بداية مشواره آنذاك.

لكن المرأة الحقيقية التي صنعت فرقا كبيرا في حياة ستيف هي معلمته في المدرسة لموجين هيل. كان ستيف مشاغبا يفتعل المشاكل داخل المدرسة وغير مهتم بالدروس، خاصة الرياضيات، لكنه في سنة من السنوات وجد نفسه في فصل لوجين التي قررت أن تغير حياة هذا الطفل المشاغب، فكانت تعطيه واجبات في الرياضيات ليحلها مع وعد منها بخمسة دولارات، ولأن الأطفال يحبون المكافآت كان ستيف يحرص على هذه الواجبات حتى تطورت مهاراته في العلوم والرياضيات وفاجأ المدرسة.

اللغة التي يحكي بها ستيف جوبز عن معلمته لغة مليئة بالامتنان والشعور بالفضل، تجعلنا نقدر هذه المعلمة التي أنقذت طفلا مثل جوبز، ومنحت العالم فرصة وجود كائن عبقري ومميز كستيف جوبز.

اعتبرت لموجين ستيف مشروعها وبذرتها، ولم تعتبر التدريس مجرد وظيفة تؤديها، وهي لا تدرك ملامح طلابها، وهذا سر نجاح المعلم عندما يدرك قيمة عمله إن هو أيقظ روح هذا العمل العظيم ولم يعتبره مجرد وظيفة ينتظر راتبها آخر الشهر.

أدرك أن هؤلاء المخلوقات الصغيرة ستكبر يوما، ويجب أن تكبر بأفضل طريقة لتنتهي بأفضل نتيجة، وأنه هو -وليس غيره- من يستطيع أن يفعل ذلك، ليس فقط لمستقبل بلاده بل للعالم كله.

المصدر: الوطن