واصل أبناء مدينة القدس المحتلة خطواتهم الاحتجاجية رفضاً لإجراءات الاحتلال «الإسرائيلي» الخاصة بالمسجد الأقصى، وأدوا صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من المسجد، ورفضوا الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية، التي نصبها الاحتلال على مداخل وبوابات الأقصى. وتكشّف مزيد من مخططات الاحتلال التهويدية، مثل تسليم مسؤولية إدارة ساحات المسجد الأقصى لبلدية الاحتلال في القدس، تجسيداً لمخطط تهويدي قديم، وصعّد المقدسيون دعواتهم إلى الاعتصام أمام بوابات المسجد الأقصى لرفض التدابير «الإسرائيلية».
وأدى مئات المصلين المقدسيين صلواتهم أمام باب المجلس؛ أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، رافضين المرور إلى المسجد عبر البوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال. كما نفّذوا اعتصامات خارج الأقصى، رفضاً لإجراءات الاحتلال. وناشدت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة، أهالي القدس وفلسطين رفض ومقاطعة كافة إجراءات العدوان الجائرة لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.
يأتي ذلك فيما تكشّف المزيد من مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى، ومنها تسليم مسؤولية إدارة ساحات المسجد الأقصى لبلدية الاحتلال في القدس، تجسيداً لمخطط احتلالي قديم اعتبر أن المُصلى القبلي هو المسجد الأقصى، وأن مسجد قبة الصخرة بُني على أنقاض الهيكل المزعوم، في حين أن ساحات المسجد هي ساحات عامة تابعة لبلدية الاحتلال في المدينة المقدسة المحتلة، فضلاً عن مخطط آخر لأخذ موضع مركز لبلدية الاحتلال في المسجد المبارك، على غرار المركز التابع لشرطة الاحتلال في المسجد، وبالتالي وضع اليد بالكامل على المسجد الأقصى وسحب الوصاية والإدارة الأردنية.
وهددت المرجعيات الإسلامية في القدس، بالتصعيد في مواجهة تدابير الاحتلال مشددين على أن «إجراءاتهم التصعيدية ستكون بمثابة فتيل يُشعل المنطقة غضباً». وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن «المقدسيين فوجئوا بتركيب البوابات الإلكترونية، وليس بيدهم إلا أن يرفضوا تلك الإجراءات، فدخولهم إلى المسجد الأقصى عبر تلك البوابات يعني إقرارهم لما تقوم به قوات الاحتلال، وصلاتهم عند أبوابه وسيلة احتجاجية ترفض هذا الإجراء».
من جانبه قال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني: «إما أن ندخل المسجد الأقصى كما أُخرجنا منه أو لا.. نحن لن نرضى أن تُغيّر معالم الأقصى، ونرفض إجراءات الاحتلال الجديدة التي اتخذت في المسجد»، محمّلاً الحكومة «الإسرائيلية» مسؤولية أي تصعيد يجري.
وطالب الكسواني قوات الاحتلال بتسليم المسجد الأقصى كما كان عليه قبل إغلاقه، ولن تقبل الأوقاف أن يسجل التاريخ أي تغيير للمسجد الأقصى في عهدها، ولن نقبل التفتيش أو المرور عبر البوابات الإلكترونية، وسنبقى خارجاً حتى ندخل المسجد الأقصى من بواباته».
بدوره حذر مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، من أن «إسرائيل تحاول أن تفرض واقعاً جديداً في المسجد الأقصى، وكذلك تحاول أن تهوّد المدينة المقدسة بشكل كامل، لكن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي، وبالتالي كل ما يقوم به الفلسطينيون هو تأكيد لهذه الحقيقة بالنسبة للمسجد وخصوصيته».
وكانت مواجهات عنيفة شهدتها منطقة باب الأسباط، أول أمس، خلال أداء الفلسطينيين صلاتي المغرب والعشاء في الشارع الرئيسي، في حين اندلعت مواجهات في حارتي باب حطة والسعدية الملاصقتين للمسجد الأقصى، وفي العديد من أحياء وبلدات القدس المحتلة، رفضاً لإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية بأن قوات «إسرائيلية» قمعت المصلّين واعتدت عليهم بالهراوات والضرب عند بابي حطة والأسباط، بعد انتهاء صلاة العشاء. وأضافت أن القوات «حاولت اعتقال الإمام، كما لاحقت الشبان والمصلين في أزقة البلدة القديمة، بهدف اعتقالهم». وأشارت إلى أن مناوشات نشبت بين الشبان وقوات «إسرائيلية» في بلدة الطور شرق القدس المحتلة.
وفي سياق متصل شرعت مجموعات من عصابات المستوطنين اليهودية في اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتنفيذ جولات بحرية كاملة فيه. ونشرت مواقع تواصل اجتماعي تابعة لما يسمى منظمات الهيكل المزعوم، صوراً للاقتحامات وكتابات استفزازية.
المصدر: الخليج