شهد جسر الإمداد الجوي إلى اليمن أمس هبوط طائرة عسكرية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مطار عدن الدولي، تحمل مساعدات إنسانية ومواد إغاثة للشعب اليمني الشقيق، وذلك بعد أن تم استعادة المحافظة من قبل قوات الشرعية والمقاومة، وبدعم من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي أرسلت أيضاً طائرة إغاثة هي الثالثة من نوعها خلال 3 أيام. وكشف المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ، أنها تحمل 12 طناً من المواد والمستلزمات الطبية والأدوية لمرضى السرطان وما يساعد المستشفيات والمراكز الطبية ومراكز علاج الأورام في اليمن علي استئناف برامجها العلاجية.
وقال مدير مطار عدن طارق عبده علي لـ «الاتحاد»، «إن الطائرة الإماراتية التي هبطت فجراً نقلت معدات وأجهزة فنية لمساعدة الفريق الفني الإماراتي على استكمال تأهيل المطار وتشغيله بطاقة كاملة خلال الـ 48 ساعة المقبلة على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق به جراء المعارك مع المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح». وأضاف أن بين المعدات رافعة خاصة وآلة مخصصة لنقل البضائع والمعونات، ستسهلان عمليات تفريع المساعدات الإغاثية التي ستصل خلال الأيام المقبلة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن مساعدات إماراتية جديدة ستصل إلى عدن بحراً في غضون يومين.
وتوقع مدير كهرباء عدن خليل عبدالملك وصول مولدات كهربائية من الإمارات إلى عدن عن طريق البحر، وقال في تصريحات لـ «الاتحاد»، «إن هناك توجهاً حقيقياً لحل مشكلة الكهرباء في المدينة بشكل جذري في إطار خطة إعادة الإعمار التي أعلنتها الحكومة اليمنية قبل أيام»، لافتاً أيضاً إلى أنه سيتم تسليم بعض المولدات الكهربائية لمؤسسة المياه للحد من أزمة انعدام المياه الصالحة للشرب في عدن بعد تدمير المتمردين المولدات السابقة.
من جهته، أوضح الصباغ أن الجسر الإغاثي السعودي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض، بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية. وأشار أيضاً إلى إسهام مركز الملك سلمان للإغاثة بإعادة ما يزيد على 12000 عالق يمني في مصر والأردن والهند واليابان والإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول، إلى بلادهم بأمن وسلام من خلال خطة نقل جوية متكاملة، وأبدى استعداده لنقل الراغبين من اليمنيين الموجودين بجيبوتي إلى عدن، وبالتالي بقية مناطق اليمن.
وأكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أن عدن ستكون المركز الرئيسي للإغاثة بدل جيبوتي، لافتاً إلى أن اللاجئين الذين استقبلتهم الأمم المتحدة في جيبوتيسينقلون إلى المدينة عبر السفن. وأضاف أن الموانئ البحرية الثلاثة، وهي ميناء عدن، والمنطقة الحرة، وميناء بلحاف، تعمل وتستقبل السفن بشكل عادي، وسط حماية أمنية. وأشار إلى أن استئناف العمل الرسمي في الوزارات السيادية والأمنية سيبدأ اعتباراً من بعد غد الأحد.
ميدانياً، واصلت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي عملية تمشيط المناطق التي تم تحريرها في عدن للتأكد من عدم وجود أي خلايا أو أفراد تابعين للمتمردين، لا سيما بعد تعرض مطار عدن أمس الأول لقصف صاروخي أثناء هبوط طائرة سعودية. وقال مسؤولون في المقاومة لـ «الاتحاد»، إن قياديين من المتمردين الأسرى اعترفوا خلال تحقيقات معهم بالتخطيط لاستهداف وإغلاق ممر الملاحة الدولية في مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن عبر مهاجمة السفن التي تمر من خلاله، وذلك بناء على تعليمات من عبدالملك الحوثي.
وشن طيران التحالف غارات على معسكرات وتجمعات رئيسية للمتمردين في قاعدة العند الجوية، ومعسكر لبوزة، ومنطقة الحسيني في لحج، وسط تأكيد مصادر في المقاومة إحراز تقدم في المعارك على الأرض قرب القاعدة، والسيطرة على جبل منيف المطل عليها من الجهة الشرقية. وأشارت مصادر المقاومة إلى مقتل عدد من المتمردين في المعارك الدائرة في مفرق العند، بينهم القيادي الحوثي أبو علي عوام، كما تحدثت عن مقتل وجرح عشرات المتمردين الآخرين في تفجير ثلاث مركبات في المنطقة ذاتها. واستهدفت غارة جوية لـ «التحالف» جسر الحسيني الذي يربط بين الحوطة وقاعدة العند التي يحتجز المتمردون فيها قرابة ألفي أسير من المدنيين. وكشف مصدر في المقاومة لـ «الاتحاد» عن قيام المتمردين بنقل عشرات الأسرى من المدنيين داخل القاعدة على متن حافلات إلى صنعاء. وقال شهود عيان لـ «الاتحاد» إن متمردي الحوثي وصالح في مدينة شقرة في محافظة أبين اعتقلوا مسافرين أثناء مرورهم بالمدينة الساحلية في طريقهم إلى عدن، لاستخدامهم دروعاً بشرية، في وقت سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح بمعارك عنيفة مع المقاومة في منطقة «خشم رميد» في محافظة شبوة المجاورة فضلاً عن مقتل 13 متمرداً في هجوم للمقاومة شمال الضالع.
وقتلت المقاومة في البيضاء 8 حوثيين في كمين مسلح استهدف دورية عسكرية لهم في منطقة «قيفة رداع» شمال المحافظة. كما قُتل مسلح حوثي برصاص قناصة المقاومة في منطقة «طياب» بالمحافظة ذاتها. وأفادت الأنباء الواردة من مأرب عن مصرع 23 من المتمردين في مواجهات مع المقاومة شمال المحافظة. كما قتل 7 متمردين في تفجير عبوة ناسفة لدى مرور سيارة كانت تقلهم في منطقة الأشراف غرب مأرب.
وتبنت المقاومة الشعبية في صنعاء أمس، مقتل وجرح 10 حوثيين في كمين استهدف دورية للمتمردين في منطقة الحيمة غرب العاصمة. كما أصيب متمردون عندما فجر عنصر من المقاومة قنبلة يدوية وسط سيارة كانت تقلهم في مدينة معبر في محافظة ذمار جنوب صنعاء التي شهدت مسيرة لمناصري «الحوثيين». وسط هذه الأجواء نفى حزب المخلوع صالح، وجود محادثات بين ممثلين عن الحزب وأطراف دبلوماسية غربية وعربية في القاهرة لإنهاء الحرب.
قرقاش ينوه بالتحالف الإماراتي السعودي
أبوظبي (الاتحاد)
قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، «إن التحالف السعودي الإماراتي في أزهى حالاته لا يروق لتيارات الإسلام الحزبي»، وأضاف في تغريدة على حسابه الشخصي في «تويتر»، «مجدداً يؤكد هؤلاء أن الحزب والجماعة فوق الأوطان ومصالحها العليا».
وأضاف قرقاش «سياسة الإخوان ضد الإمارات ملخصها كل يوم إشاعة كاذبة، وسياسة الإمارات مساندة الشقيق ودعم خطوات ترميم النظام العربي واستعادة الأمن والاستقرار».
المصدر: عقيل الحلالي، بدر عبد السلام، وكالات (صنعاء، عدن، الرياض)