ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
ذات يوم، ذهبتُ لأخذ أبنائي من المدرسة بعد انتهاء دوامهم ـ وكنا حينذاك مقيمين في مانشيسترـ فشاهدتُ هناك طلبة أكبر سناً، سألت أبنائي عن سبب الزيارة؟ فقالت ابنتي شيخة: هؤلاء في الصف الثامن ولديهم طموح بأن يكونوا مدرسين في المستقبل، وآتوا للاستفادة من خبرة مدرسينا! وبما أنّ الشيء بالشيء يُذكر، فقد تذكرت هذا الموقف وبطل مقال اليوم (إبراهيم)، وهو يقول لي: حينما تجاوزتُ مرحلة الدراسة الثانوية، وجدتُ جميع الطلبة يرغبون في أن يصبحوا إما مهندسين وإما ضباطاً وإما دكاترةً! فوقعت قرعتي على مهندس! حين لم يكنْ ثمة موجه ولا مساعد في التخطيط لمستقبلنا!
يكمل إبراهيم، فيقول: على الرغم من نسبتي المتوسطة في الثانوية (74%)، إلا أن الله يسر لي بعثة إلى أميركا فاخترت «الهندسة الميكانيكية» وعانيتُ كثيراً صعوبتها ـ في السنتين الأوليين ـ إذ كنتُ أحصل «يا دوب» على معدل B ومع بداية السنة الثالثة بدأت في أخذ بعض المواد في مادة الإدارة التي أحببتُها ووجدتُ فيها نفسي، ثم حاولت تغيير التخصص لكن الوقت كان متأخراً جداً، فاستكملتُ دراستي وعدتُ أدراجي إلى بلدي «مهندساً» في إحدى شركات النفط. تم تعييني في ابريل 2002 بعدها بشهر وضعت خطة لخمس سنوات مقبلة، أهم ما فيها أن أكمل دراستي بالحصول على شهادة الماجستير في المجال الذي أحببته «إدارة الأعمال»، وهدف آخر مهم وهو: البحث عن وظيفة أحبها!
واجهت إبراهيم تحديات عدّة، بدءاً من قبوله في الجامعة بمعدل ضعيف نوعاً ما، إلى عمل في حقل بري يبعد عن الجامعة بأربع ساعات أجبرته أحياناً على النوم في سيارته بمحطات البترول، كان زملاء العمل يتعجبون من أفعاله بقولهم «شو اللي كالفنك»، لأنهم كانوا لا يعلمون شيئاً عن خطة إبراهيم الطموحة!
مع اقتراب موعد حصوله على درجة الماجستير قدم سيرته الذاتية إلى 35 جهة، والغريب أن معظمهم كانوا يبحثون عن المهندس إبراهيم! إلا أنّ «إبراهيم» وجد ضالته في أحد البنوك براتب أقل بـ 30%، بل دفع مبلغ 100 ألف درهم لعمله السابق تعويضاً لعدم استكماله مدة العقد معهم، حتى استغرب الكثيرون ممن قابلهم بموافقته على العرض المتواضع من الناحية المادية! ولأنه متميز ترقى ليصبح اليوم مديراً إقليمياً، لكن هذه المرة في عمل يحبه. اليوم إبراهيم موظف وطالب دكتوراه، والطموح لديه لا يتوقف، نسأل الله له التوفيق.
المصدر: الامارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-12-04-1.734267