نجحت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، في خلق بيئة عمل استثنائية، تعزز الطاقة الإيجابية لموظفيها ومراجعيها على حد سواء، بدأتها بإزالة الأبواب وجدران المكاتب، وإضافة إلى أحواض الأسماك وطيور الزينة والموسيقى، فقد ألغي نظام حضور وانصراف الموظفين، حيث أصبح بمقدورهم ممارسة هواياتهم (الفنية أو الرياضية) أثناء الدوام، أما المراجع فهناك «تاكسي سعادة» تنقله من الموقف إلى باب المقر، حيث يستقبله فريق «حياكم» عارضاً خدماته، وبعد سؤال موظف الضيافة للعميل عن طلباته وقضائه فترة استراحة قصيرة، يأتيه الموظف لتقديم الخدمة.
واعتبر موظفون ومراجعون، هذه البيئة منبعاً للطاقة الإيجابية، ومحفزة على السعادة، ونموذجاً حيّاً لما يجب أن تصبح عليه مؤسسات حكومة المستقبل.
وأكد رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، الدكتور عبدالله الكرم، أن إنتاجية موظفي الهيئة ارتفعت بشكل ملموس، بعد إدخال تعديلات جذرية على بيئة العمل، كذلك مؤشرات الرضا والسعادة لديهم، ولدى مراجعي الهيئة، مشيراً إلى أن ما حققته الهيئة ترجمة فعلية لخطط واستراتيجيات الحكومة، المتعلقة بغرس مفاهيم الطاقة الإيجابية والسعادة في العمل الحكومي.
وقال الكرم، إن سعادة الموظف هي بداية النجاح في العمل الحكومي، حيث يستطيع هذا الموظف أن يفنى في عمله، وعلى كل مسؤول أن يعمل على توفيرها لموظفيه في الوقت الحاضر، وليس في المستقبل البعيد، الأمر الذي يؤثر في تعامله مع الآخرين وثقته بهم.
ودعا إلى القضاء على النظام الروتيني التقليدي في العمل الحكومي، والعمل على استقطاب الموظفين الأذكياء والموهوبين، الذين يضيفون أفكاراً إبداعية وحلولاً للمشكلات، ومشاركة المسؤولين في وضع الخطط والاستراتيجيات الناجحة.
وذكر أن تطوير وتحسين بيئة العمل في الهيئة تم على مراحل مختلفة، بدأت قبل ثلاث سنوات، بعملية التغيير التدريجي، التي رافقها عمل استبيانات لقياس مدى نجاح كل فكرة طبقت، وكل تغيير تم تفعيله من قبل الموظفين والمراجعين، وتأثيره المباشر في بيئة العمل والموظف، حيث استهلّ التغيير من الأبواب، تبعه إزالة جدران المكاتب، والعمل ضمن بيئة عمل مفتوحة، تفاعلية، تعكس العمل بروح الفريق الواحد، وتعزز الشفافية بين الموظفين والمراجعين.
وأكد الكرم، أن استبيانات الهيئة أظهرت ارتفاع معدلات سعادة الموظفين من 6.1% إلى 7.3%، خلال 18 شهراً فقط، كما تحسنت إنتاجية الموظفين من خلال طرق تعاملهم مع المراجعين، وتقديمهم أفكاراً تطويرية بناءة، ومشروعات مختلفة، مشيراً إلى أن خطوة إلغاء نظام ربط الموظف بساعات حضور وانصراف محددة، يعتبر ثورة على العمل التقليدي، في الوقت الذي تشير فيه الدراسات العالمية إلى أن معدل ساعات عمل الموظف لا تتجاوز أربع ساعات، لذا تعمل الهيئة على أن تكون فترة وجود الموظف داخل الهيئة منتجة إلى أقصى درجة.
وأضاف أن الهيئة تتجه إلى نقل بيئة ومناخ عملها إلى المدارس الخاصة في دبي، وذلك بعد تجربته في مبنى الهيئة ونجاحه بشكل ملحوظ، وذلك من خلال حثّ إدارتها على تبني التجربة والاطلاع على مدى نجاحها.
في السياق ذاته، عبّر موظفون في الهيئة عن سعادتهم بالمناخ العام الذي يعملون فيه، والذي يتطور باستمرار، وأنه يمكّنهم من تطوير مهاراتهم وقدراتهم المهنية، في ظل التفاعل المباشر والمستمر مع فريق العمل، فضلاً عن توافر الإمكانات والأدوات كافة، التي تجعل من بيئة العمل مناخاً ملائماً للإبداع والتميز.
وأضافوا أن إزالة الحواجز بينهم وبين مسؤوليهم، جعلهم يعملون بروح الفريق الواحد، وزاد من ديناميكية العمل، والاستفادة المباشرة من الخبرات المختلفة، الأمر الذي ينعكس في النهاية على العميل، وقطاع التعليم الخاص في دبي بشكل عام. إلى ذلك، أكد مراجعون ومتعاملون مع الهيئة أنهم منذ دخولهم إلى المبنى لإنجاز معاملاتهم، يجدون أنفسهم أمام مؤسسة استثنائية بكل المقاييس، بدءاً من الترحيب الجيد، وانتهاءً بسرعة ودقة إنجاز المعاملة، داعين المؤسسات الحكومية والخاصة إلى اقتباس تجربة الهيئة وتطبيقها، كونها المثلى للموظفين والمراجعين على حد سواء، كما أنها مؤسسة المستقبل التي ترنو الحكومة إلى تطبيقها.