شهدت الأطراف الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة التحيتا مواجهات متواصلة بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة مسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وبين ميليشيات الحوثي الإيرانية. وذكر موقع «سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني، نقلاً عن مصادر ميدانية أن قوات المقاومة تستمر في صد محاولات تسلل يائسة للميليشيا في مناطق قرى «القريمة» إضافة إلى خوضها مواجهات شبه يومية في الأطراف الشرقية لمدينة التحيتا وتتركز عند أطراف وادي زبيد. وأكدت المصادر أن قوات من ألوية العمالقة تستعد في هذه الأثناء لاقتحام مزارع «المغرس والسويق والفازة» وتطهيرها من الميليشيات. وأوضحت المصادر أن الميليشيا تتخذ من المزارع المنتشرة في هذه المناطق تحصينات لها تقيها الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي التي تطالها بشكل يومي وذلك عبر حفر الخنادق العميقة فيها. وبينت المصادر أن قوات المقاومة بدعم من قوات التحالف العربي في صدد تنفيذ خطة محكمة للوصل إلى الميليشيا وإخراجها من جحورها.
في غضون ذلك تجددت في المناطق المحيطة بمطار الحديدة مواجهات عنيفة بين ألوية العمالقة والميليشيا الانقلابية رافقها تبادل للقصف المدفعي طبقاً للمصادر.
وشنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيات في محافظة الحديدة.
وقال مصدر ميداني إن غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات وتحركات لميليشيا الحوثي الانقلابية في منطقتي «المغرس والسويق»، والمناطق الواقعة بين مدينتي زبيد، والتحيتا. وخلفت الغارات عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الانقلابية وتدمير آليات ومعدات قتالية لها. إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية استهدفت تحركات وآليات قتالية للميليشيا الحوثية في إحدى المزارع بالقرب من مصنع «كمران»، على الخط الرابط بين محافظتي الحديدة، وصنعاء. وبحسب المصدر فإن الغارات أدت إلى تدمير 4 دبابات.
وفي سياق متصل، نفذت ميليشيا الحوثي الانقلابية في مديريتي «زبيد والجراحي» جنوبي الحديدة، حملة اختطافات واسعة طالت المواطنين تزامناً مع توسع المعارك التي تخوضها المقاومة اليمنية المشتركة لتحرير الساحل الغربي. وقالت مصادر محلية في زبيد والجراحي إن ميليشيا الحوثي نفذت خلال الأيام القليلة الماضية، حملات اختطاف للمواطنين طالت العشرات منهم. وتتهم الميليشيا وفقاً للمصادر المواطنين بمبررات واهية منها التعامل مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وأنهم يشكلون خلايا تنشط ضدها في المناطق المسيطرة عليها. إلى ذلك تستمر الميليشيا الانقلابية في نشر الأسلحة الثقيلة من مدافع وغيرها وعناصرها المسلحة في مدينة زبيد القديمة التي تحوي المعالم والآثار التاريخية الأمر الذي قد يعرضها للمخاطر. وبذلك تكون الميليشيا تتعمد ارتكاب الجرائم الجسيمة بحق التراث الإنساني إلى جانب ارتكابها مئات الجرائم بحق المدنيين الأبرياء في زراعة الألغام الفردية وقصف الأحياء السكنية الآهلة بالسكان. وفي مديرية الجراحي المجاورة أفادت المصادر هناك أن عشرات المواطنين انتفضوا في وجه مشرف الميليشيا بتعبيرات احتجاجية تطالبهم بالرحيل على خلفية اعتدائه على مدير البحث الجنائي. وفي مديرية التحيتا شكى عدد من المواطنين شحة في المواد الغذائية وصعوبة بالغة في دخولها إلى المدينة حيث لا تزال الميليشيا الانقلابية تتمركز في «السويق» و«الفازة» وتحتمي في المزارع الكثيفة المنتشرة فيها الأمر الذي أدى إلى قطع الخطوط الرابطة بين المدينة والخط الساحلي. وناشد المواطنون قوات الجيش والمقاومة الشعبية في ألوية العمالقة والمقاومة التهامية سرعة العمل على فتح خط «الجبلية التحيتا» وتطهير الميليشيا من مناطق السويق والمغرس والفازة.
وفي محافظة حجة، بدأ الجيش اليمني، بدعم من تحالف دعم الشرعية، الدخول إلى مديرية حرض لتحريرها من الميليشيات الحوثية. وبدأت العملية باستهداف طيران التحالف لعدد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين، التي تنوعت بين مركبات ومنصات قذائف وعناصر انقلابية. من جهته، أفاد مصدر ميداني عسكري بأن المعركة ما زالت في أشدها، وأن المواجهات مع الحوثيين مستمرة عبر الأسلحة المباشرة وغير المباشرة، مع مساندة التحالف من خلال المدفعيات والطيران. كما أشار المصدر إلى أن الأهداف الأولى تحققت من خلال تدمير المواقع الاستراتيجية للحوثيين، والتي سهلت عملية تقدم الجيش اليمني والتحالف عبر عدة محاور. وفي صعدة، شنت قوات الجيش هجوماً واسعاً فجر أمس، على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية «برط العنان» شمال غرب المحافظة.
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات من اللواء التاسع حرس حدود وبمشاركة قوات من اللواء الأول حرس حدود ولواء حسم تمكنت من تحرير عدة مواقع في جبال «الرُبعة» القريبة من مديرية «الحشوة» شرق صعدة. وصرّح العقيد جميل المعالم، أركان حرب اللواء التاسع حرس حدود، بأن «جبال الربعة تُعتبر البوابة الرئيسية لجبال شُعير والقذاميل باتجاه مديرية الحشوة التابعة لمحافظة صعدة». وأشار إلى أن طائرات التحالف شنت عدة غارات على تجمعات وتعزيزات للميليشيات في المنطقة، ما أسفر عن تدمير عدة عربات عسكرية ومقتل عشرات ممن كانوا على متنها. من جانبه، صرح العقيد هلال الخالدي، رئيس عمليات اللواء التاسع حرس حدود أن قوات الجيش اليمني تقدمت نحو 10 كيلومترات باتجاه محافظة صعدة، وسيطرت على مواقع وجبال استراتيجية كانت الميليشيات تتمركز فيها على حدود مديرية «الحشوة». وأفادت مصادر عسكرية أن المعارك لا تزال متواصلة وسط انهيارات وخسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات.
المصدر: الاتحاد