المكملات الغذائية .. طريق الشباب والمراهقين إلى المـرض والإعاقة

منوعات

يندفع الكثير من الشباب لكمال الأجسام رغبة في الوصول إلى جسم قوي ومتناسق، وإبراز عضلات مفتولة «وفيها قليل من اللمعة» بحجم غير طبيعي، وهناك من يندفع من دون تفكير في ممارسة كمال الأجسام بشكل صحيح، ويتناول الكثير منهم البروتينات «علب يصل حجمها إلى برميل صغير» من المكملات الغذائية والهرمونات وأدوية لحرق الدهون وأخرى لتقسيم العضلات.. لا يهتم معظم متناولي هذه المكملات بأي ضرر قد يلحق بهم جراء تناولها، فتراه يصب اهتمامه فقط على «العضلة»، مهملاً الكلى والكبد والقلب وأعضاء جسمه التي قد تتأثر بهذه المكملات والأدوية.

وحذرت جهات مختصة عديدة من المشاكل الصحية التي تسببها هذه المكملات، ولكن الكثير من ممارسي رياضة كمال الأجسام يرونها عادية!

الاتحاد استطلعت آراء الشباب حول تناول الأدوية والمكملات والبروتينات وأخذ «الحقن» من أجل إبراز العضلات.. حيث يرى البعض أن هذه الطريقة الأسهل والأسرع دون النظر إلى العواقب على المدى الطويل، فيما أبدى البعض ندمهم لاتجاههم لهذه الأمور قبل الزواج لتأثيرها على أبنائهم.. وآخرون يرفضون تناول هذه المكملات لعلمهم بمضارها وإن المنافع لا تتعدى الحصول على عضلات مؤقتة.

يقول عبدالملك عبدالله: إن اتجاهه إلى المكملات الغذائية هو بسبب الاستعجال للحصول على العضلات التي أريدها، وإن هذه المكملات ليست ضارة بناءً على توصية المدرب الذي أوضح بأن أغلب هذه المكملات يكون تكوينها من حليب البقر ونباتات وأعشاب ولا مضار من استخدامها، في حين أرى إن هناك أنواعاً أخرى يتناولها الشباب تكون مثل الدواء السحري وتزيد الكتلة العضلية لديهم بسرعة كبيرة.

وأشار إلى ضرورة أن يتوافر الوعي الكافي لدى الشباب حول أضرار بعض البروتينات التي يتناولها وهناك الكثير من الأقاويل حول البعض منها، ويجب على من يتناولها التأكد من خلال الدراسات العلمية علي هذه البروتينات وآثارها.

ندم وأسف !!

وعبر عبدالله الناي عن شعوره بالأسف الشديد بسبب تناوله للبروتينات والأدوية لزيادة العضلات، خصوصاً وأنه حصد نتائج هذا الأمر بعد زواجه حيث وُلدت لديه طفلة تعاني من تشوهات خلقية.. وتوفت بعد عامها الثاني، موضحاً أن هذه التشوهات كان يعلم بها قبل أن يتناول هذه المكملات والأدوية ولكنه لم يعر الأمر أي اهتمام ظناً منه بأنها مجرد أقاويل وتحذيرات خالية من الصحة. وقال تعلمت من هذا الدرس وشعرت بأن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي في تحذير الشباب من هذه السموم التي تأكل الجسد وتؤثر على صحته وتدمرها وتؤثر كذلك على الأطفال وهم أجنة.

وأضاف: أتمنى الوصول لكل شاب يفكر في تناول هذه المكملات أو يتناولها لتحذيره من مخاطرها، فالأمر لم يتوقف عند التشوهات الخلقية، بل كنت عندما أتناول هذه المكملات أشعر بألم شديد عند الخاصرة جهة اليمين وكنت لا أهتم للألم مع علمي بإن هذا الألم بسبب تأثر الكلى بهذه المكملات، لكن الجسم ذي العضلات هو الذي أعماني عن النظر لأي مخاطر أخرى.

ولفت وليد علي إلى أن هناك إغراءات تُقدم لممارسي رياضة كمال الأجسام وهم مُستهدفون من مروجي الأدوية والمكملات، فتراهم يقدمون هذه الأدوية والمكملات على أنها مواد صحية غير مؤثرة، وهي التي سوف تحقق له الجسم الذي يرغب به مع الحفاظ على صحته، والعكس صحيح فهم من يقومون بتدمير صحة من يتجه للرياضة. مشيراً إلى وجود العديد من الحالات التي أُصيبت بالجلطات القلبية ويعود السبب لهذه المكملات، التي تهدد بشكل مباشر القلب. وقال : إن النتيجة السريعة التي يحصل عليها متناول الأدوية والهرمونات هي التي تعتبر السبب الرئيس لاتجاههم لها، فتراه يحصل على الجسم المطلوب خلال شهر واحد، فيما يوجد آخر لم يحصل على الجسم المطلوب لفترة طويلة تصل إلى سنتين وذلك لسبب واحد وهو عدم تناوله لهذه المكملات والأدوية.

جلطات قلبية

وذكر سالم النقبي أن تناول للمكملات الغذائية أثر عليه بعد الزواج وأن أغلب أبنائه يمتلكون بنية ضعيفة وقصار القامة وآخرون يعانون من مشاكل في النظر، وجميع هذه الأمور تم تحذيره منها من قبل، لكنه لم يتوقع أن يكون الأمر كذلك بالفعل. وحذر النقبي الشباب من هذه الأمور مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المراهقين في سن 17 عاماً يتجهون لهذه الإبر والمكملات من أجل العضلات والأمر خطير جداً ويحتاج لوقفة جادة.

اسأل مجرب

وأوضح خالد الضنحاني أن إبر الهرمونات موجودة في الصالات الرياضية الكبيرة وحتى الصغيرة منها ويمكن شراؤها، وتأتي في الغالب من خارج الدولة بصورة غير مشروعة، ومنها ما يكون متوفر أساساً للعلاج مثل هرمون النمو حيث يتم استخدامه في حالة قصر القامة وغيرها من الأمور.

وأشار إلى أن الهرمونات تتوافر بالطلب، وأغلب من يروج لهذه الأمور هم مدربو كمال الأجسام بأنفسهم الموجودون في الصالات الرياضية، حيث ترى أن المدرب يتولى أمر أي شخص جديد يحضر للصالة الرياضية، ويعرض عليه هذه الأمور ويغريه بإن هذه المكملات والإبر هي التي سوف تحقق له الحصول على الجسم المطلوب. ولفت إلى أن السبب الأول والرئيس للترويج لهذه الإبر والهرمونات الضارة هو العائد المادي الكبير لها.

مدربون مروجون

وذكر خالد الضنحاني أن معظم الشباب يتجهون لهذه الهرمونات والإبر لأنها تساعد في تشكيل جسم اللاعب بشكل أسرع وتعطي نتيجة للتغير بأسرع وقت، وبأقل من شهرين، وسبب آخر هو القبول وتعزيز جاذبية الرجل أمام الناس خصوصا أمام الجنس الآخر، ومن الأسباب الرئيسية أيضاً هو دخول مسابقات كمال الأجسام.

وقال كوني حكم دولي في إحدى الرياضات الأولمبية أرى أن استخدام هذه الهرمونات يكثر في بطولات كمال الأجسام، ويزيد استخدامها وسعرها أيضا، ويختلف سعرها في أيام البطولات عن الأيام العادية بزيادة تصل إلى عشرة أضعاف. وترفض الاتحادات الدولية إدخال كمال الأجسام في البطولات الأولمبية لعلمهم بإن أغلب متسابقي كمال الأجسام من متناولي الهرمونات والأدوية وبالتالي يؤثر هذا الأمر على نزاهة وشفافية ونظافة اللعب.

وأضاف: عندما يتصل بي أحد المعارف لأخذ النصيحة حول مضار أخد إبرة معينة، أقوم بتحذيره منها وتوجيهه حول أهمية أن يبدأ بأسس سليمة وتدريبات سليمة وتجنب الهرمونات الضارة والتركيز على تدريب الجسم تدريباً كافياً، وبناء الجسم بطريقة صحيحة من خلال التغذية السليمة والمكملات الغذائية الصحية والتدريبات المسموح بها للشخص، لأن مضار هذه المواد لا تظهر من البداية، قد يفرح الشخص للنتائج لكن لها مضار على المدى البعيد وعواقبها وخيمة للجسم بشكل عام، وما يتم تعاطيه وبناؤه بشكل سريع، ينهدم بمجرد ترك التمرين، والعضلات التي تُبني بشكل سريع يتم خسارتها بشكل سريع خصوصاً بعد تعاطي المواد الضارة، والتمرين لوقت طويل وبشكل صحي يحافظ على هذه العضلات لفترات طويلة.

العقوبات والقانون

وتساءل علي درويش عن كيفية القبض على مروجي هذه المنشطات والهرمونات، وهل هناك قانون يجرم هذا الأمر؟ وفي حال اتضح أن شخص لديه هذه التجارة ما هي عقوبة هذا الأمر؟

وقال كان لأخي صديق يمتلك عضلات قوية ويستطيع أي شخص إن يعلم بأنها ليست طبيعية بمجرد أن يرى وجهه وجسده، وكان هذا الشخص مدرب كمال أجسام ويُحضر الهرمونات للشباب، ولديه الكثير من الأموال بسبب هذه التجارة. مع العلم أن أغلب الشباب على علم بتوفر إبر الهرمونات وبسهولة في كل مكان ويتجهون لها للحصول علي النتيجة بشكل سريع. مشيراً إلى أن أصدقاءه أخبروه بأن هناك هرمونات أخرى غير التي تبني العضلات، فهناك هرمونات من أجل خسارة الوزن وأنواع أخرى تعتبر خطراً كبيراً على متعاطيها، مثل إبر الأنسولين مع نظام صحي لخسارة الوزن.

خبير صحي

يقول عبدالله إسماعيل الحمادي: أنا مع قرار وجود خبير صحي معترف فيه بالصالات الرياضية لرياضة كمال الأجسام، حيث إنه يوجد الكثير ممن تضرروا من استعمال الإبر أو المكملات مثل ما يسمونها أو من التمارين في بعض المرات.

لأنه قد يكون هناك مدرب قليل الخبرة أو لا خبرة لديه مطلقاً ويقوم بإعطاء جرعات طبية مغلوطة تنهي حياة الشخص بإعاقة جسدية أو تلف بعض الخلايا ما يؤدي إلى أنواع وأضرار لا تحمد عقباها.

وأضاف: أرى من خلال معرفتي ومصاحبتي للاعبي هذه الرياضة بعض المحاذير المهمة التي يتعين على لاعب كمال الأجسام أن يأخذها بعين الاعتبار، إضافة إلى أن المكملات وأدوية حرق الدهون وتقسيم العضلات يجب الحذر منها، حيث إنه من الشائع لدى كثيرين من لاعبي كمال الأجسام، تناول أصناف متعددة من المكملات الغذائية وأدوية لحرق الدهون وأخرى لتقسيم العضلات، وربما مواد كيميائية أخرى لتسمير البشرة، وكأن لاعب كمال الأجسام موجه باتجاه واحد هو «الكتلة العضلية » ينسى أضرار ومخاطر هذه المكملات والأدوية وتأثيرها على الكبد والكلى والبروستاتا والقلب، والحقيقة بالإجماع أن هذه الأدوية والمكملات التي يتعاطاها كثير من اللاعبين ويعتبرونها عادية جداً هي خطرة وربما تسبب مشاكل صحية عديدة.

وتابع الحمادي: ناهيك عن التمارين الخاطئة: حيث يجب على لاعب كمال الأجسام أن يلعب التمارين حسب القواعد ويتبع إرشادات المدربين ذوي الخبرة والكفاءة ويبتعد تماما عن العشوائية والانتقائية في التمارين، تمارين كمال الأجسام لها قواعد وعلى اللاعب أن يكون متمرساً وإلا فإن النتائج ستكون سلبية ، بالإضافة إلى أنه يجب الحذر من استعمال الأجهزة المصنعة بشكل سيئ، حيث يوجد هناك العديد من الأجهزة التي تسهل تمارين اللياقة وكمال الأجسام، وهي أجهزة آمنه ومتقنة التصنيع والتصميم.

دور الأسرة

ويرى حمد المرزوقي أن هناك فئة قليلة من المدربين غير المؤهلين بالنوادي الرياضية في الدولة، مشيراً إلى أن أغلب النوادي التي عندنا معروفة عالمياً، إلا أن غياب دور الأسرة والتوعية الصحية يتسبب في أمور خطيرة ومختلفة، ومن يريد ممارسة هذه الرياضة يجب أن يمارسها بشكل صحيح، ولابد من سؤال أكثر من شخص متخصص في هذا المجال، لأن الإرادة والعزيمة هي من يصنع المرء، فهناك أناس مغصوبون على هذا النوع من الرياضة مثل مرضى السمنة ومرضى السكري، وغياب دور الأهل والأسرة كفيل بحدوث كوارث ومصائب لأبنائهم.

وأضاف المرزوقي: يتعين على لاعب كمال الأجسام أن يأخذ بعض النصائح ويضعها أمام عينيه وهي: لابد من تناول غذاء صحي وليس أي غذاء وخاصة أن لاعب « كمال الأجسام» لا يذكر أو يعي فكرة تناول الغذاء الصحي، علما بأنه لا يمكن أن تحقق التمارين النتائج المرجوة مع غذاء غير صحي وغير مفيد، فلا يعقل أن لاعب كمال أجسام يطمح لجسد رياضي متناسق وكتلة عضلية، مع غذاء غير صحي، فيعتمد على الوجبات السريعة المليئة بالدهون بأنواعها والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وغيرها، فالغذاء الصحي لا يعني ما يقدم عليه بعض لاعبي كمال الأجسام عندما يتحولون إلى «ديناصورات» تكاد تلتهم الثلاجة بما فيها، بل الحديث هنا عن غذاء متوازن غني بالبروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات، وبكميات تكفي كسعرات حرارية لما يبذله اللاعب من جهد في التمرينات.

اللعب مع شريك

وذكر المرزوقي أن اللعب مع شريك له عدة فوائد في تمارين كمال الأجسام، فهو يعطي الحماسة في التمرين، والأهم من ذلك أن بعض تمارين كمال الأجسام، قد يكون من الخطر ممارستها بشكل منفرد أما بسبب الوزن الزائد أو خشية حدوث تشنج عضلي أو إصابة في وقت حرج من التمرين، فيتدخل الشريك في الوقت المناسب لرفع الثقل أو إنقاذ اللاعب بسرعة من إصابة محققة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن اللاعب عليه أن يلعب التمرين بشكل صحيح أصلاً.

كما يجب التنويع في تمارين كمال الأجسام لأن تمارين كمال الأجسام، مصممة غالبا لبناء العضلات وزيادة الكتلة العضلية إضافة إلى أن الإنسان الرياضي عليه أن يهتم بمثلث الرياضة متساوي الأضلاع «الكتلة العضلية تحمل العضلة اللياقة» وبهذه الطريقة يستطيع المتدرب أن يتدرب ويتمرن بشكل صحيح، ولتحقيق هذا الهدف، على لاعب كمال الأجسام أن يمزج تمارين منوعة تركز على اللياقة والتحمل بالإضافة إلى تمارين كمال الأجسام التي تعزز الكتلة العضلية، المشي والجري والسباحة، تمارين رائعة جدا للاعب كمال الأجسام ويمكن أن تكمل أضلاع المثلث.

تمارين العضلة الواحدة

وذكر حمد المرزوقي أن تمارين العضلة الواحدة أمر خاطئ: فمن الخطأ أن يلعب لاعب كمال الأجسام ويجعل مساره على لعبة واحدة فقط، لأن في ذلك خطر على البنية الجسمانية، فبطل كمال أجسام يطمح لجمال وتناسق جسده، لكن بعض اللاعبين يركزون على عضلات خاصة في الجسد خاصة عضلات الصدر وعضلات «الباي سبس» والعضلة ثنائية الرؤوس والتركيز على عضلات بعينها يضخم بالطبع هذه العضلات، بينما تبقي باقي العضلات بحجم أقل، ما يعني عدم التناسق الجسدي، ويبدو مظهر اللاعب بشكل غير لائق وغير محبب وهذا الخطأ الشائع، يدرك اللاعب عواقبه بعد تقدمه في التمارين قليلا وملاحظة الفرق في تناسق العضلات.

غياب ثقافة الوقاية يهدد مستقبل الرياضة

يقول عامر الكندي ضابط علاقات دولية واتصال خارجي: لا شك أن الصالات الرياضية هي أماكن تجذب الكثير من الشباب المحب للرياضة لتنمية مهاراته البدنية، لكن في غياب ثقافة الوقاية الرياضية لدى معظم المرتادين تشكل هذه الأندية السبب الرئيس في تعرض الأشخاص للإصابات المختلفة وذلك يعود لأسباب عدة منها المدربون غير المحترفين وبالتالي غير مؤهلين وأيضاً المكملات الغذائية دون التأكد من مصادرها والدورات الوهمية للمدرب بالإضافة الى آلية التعقيم المعدومة تقريباً في الكثير من الصالات الرياضية والإبر المنشطة الخطرة التي يروج لها بعض المدربين طمعاً في المكاسب المالية.

ويضيف : كما أن رياضة كمال الأجسام واللياقة البدنية مهمة ولكن يجب أن تتم تحت إشراف مدرب مختص لأن أكثر الإصابات تأتي نتيجة الارتجال في تمارين قوية دون إشراف ومتابعة من مدربين مؤهلين ذوو خبرة ويجب على وزارة الصحة المتابعة المستمرة للصالات الرياضية والتأكد من سلامتها حرصاً على سلامة مرتاديها وصحتهم ولا يمكننا فقط الاكتفاء بالاعتماد دون المتابعة ما يؤدي إلى تسيب أرباب العمل وإهمال الكثير من الجوانب والتي قد تؤثر سلباً على المجتمع.

وتابع : على سبيل المثال توجد بعض الصالات التي تشغل مدربيها خارج النادي كمدرب شخصي بينما يأتي الصالة ساعة إلى ثلاث يومين طوال الأسبوع ليضاعف أجرة وذلك على حساب مرتادي الصالات الرياضية في ظل غياب الرقابة المستمرة، نحن اليوم في حاجة إلى خبراء صحة معترف بهم محياً ودولياً للإشراف علي جميع الأندية الرياضية.

وأضاف سلطان آل الخاجة: إن عدم وجود مدربين متخصصين في رياضة كمال الأجسام يهدد مستقبل الرياضيين الذين يحبون هذه الرياضة، وأرى بأنه يجب وضع معايير صارمة لمن يريد الحصول على رخصة الصالات الرياضية لكمال الأجسام، حيث يوجد الكثير من المدربين الهواة في هذا النوع من الرياضة ولا توجد لدينا جهة رقابية متخصصة، كما أنه من الأفضل شن حملات توعوية للأسر والأهالي بخصوص ممارسة الشباب الذين تكون أعمارهم بين 15 و16 عاما، لأن مثل هؤلاء الشباب يعتبرون صيدا سهلا ولقمة سائغة للمدربين غير المؤهلين، فهم يصبون كامل اهتماهم في جذب الشباب لبناء العضلات دون التفكّر فيما سيحل ببنيتهم الجسمانية إذا ما قاموا بالتمارين بشكل خاطئ أو استخدموا عقاقير وهرمونات للعضلات، ما قد يؤدي إلى أمراض خطيرة ومنها العقم.

حملات التوعية مهمة للرياضة بشتى أنواعها

قال عبدالله الهاشمي: لايمكن لأحد أن يعارض ممارسة الرياضة، فالرياضة بشتى أنواعها مفيدة للجسم ولصحة العقل كذلك، وعلى هذا فإننا دائماً ندعو ونشجع الجميع لممارسة الرياضة التي يحبها والتي تناسبه، وكمال الأجسام نوع من أنواع الرياضات التي تتطلب عناية فائقة واهتماماً دقيقاً من ناحية التدريب والبرنامج الغذائي، والأهم من هذا كله فهي تتطلب الكثير من الصبر، وهذه النقطة قد يستغلها البعض للترويج لأساليب غير سليمة لادعائه بأنها تسرع عملية ظهور النتائج، والجانب الآخر يتمثل في سهولة الحصول على المكملات الغذائية والبروتينات وغيرها من المواد عن طريق المحال الرياضية، فمن وجهة نظري أرى بأنه مع وجود الجهات الرقابية لابد من تكثيف حملات التوعية، فهذه المواد في حال استخدمت بشكل خاطئ أومن دون ضرورة فإنها قد تتسبب بمشاكل صحية لا قدر الله، وعلينا أن ننتبه بأن هناك الكثير من المدربين في النوادي الذين لا يحملون الخبرة ولا الدرجة العلمية الكافية لتقديم التوجيه والنصيحة خصوصاً للشباب صغار السن، فلهذا أرى أنه وبالتعاون مع الجهات المسؤولة كالأندية والاتحادات الرياضية وكذلك وزارة الصحة، فإن حملة توعية تبدو كمطلب ملح لتنظيم ممارسة هذه الرياضة وحماية الممارسين لها من الوقوع في الخطر.

معظم المدربين غير مؤهلين

أكد أحمد مبارك المهري أن رياضة «كمال الأجسام» تحتاج إلى حدود وقيود على كل من مالكي الصالات والمدربين، وعلى بائعي المكملات الغذائية، وكذلك تحتاج إلى إشراف صحي من وزارة الصحة فكثير من المدربين غير مؤهلين بل أني أعرف أحدهم كان فراش الصالة والآن مدرب وبائع وخبير صحي.

وقال إبراهيم خليل إبراهيم المرزوقي: رياضة كمال الأجسام من أجمل الرياضات وينقصها التخصص في هذا المجال ووجود معاهد متخصصة معتمدة من الحكومة لهذا النوع من الرياضات وغيرها من الرياضات الأخرى في دولة الإمارات، وينبغي على هذه المعاهد أن تصدر شهادات معتمدة دولياً دون فرض شروط صارمة بل متوسطة تتوافق مع المعايير المعمول بها عالميا ولا ينبغي إعطاء التصاريح التجارية للنوادي لمزاولة هذه الأنشطة إلا بعد الحصول على الاعتماد من تلك المعاهد، ما يضمن انسيابية هذا النشاط مع حفظ التخصصية.

وعن تناول الأدوية والعقاقير الرياضة، أضاف: هذا مجال طبي بحت ينبغي أن يكون القائمون عليه أطباء وصيدلانيين و يجب أن يكون هناك تعامل بحذر لما لهذه الأدوية والعقاقير من تأثيرات جانبية على المدى الطويل على صحة الرياضي، كما أن الأطباء والمتخصصين يجب أن يحددوا مدى الاحتياجات الشخصية لتلك الأدوية وتوازنها مع بقية عناصر الجسم، وذلك للحفاظ على صحة الأشخاص والصحة العامة للمجتمع.

الرقابة والوعي ينقذان لاعبي كمال الأجسام من الغرور

يشدد مهند عقاب البارود على ضرورة الرقابة من جهات مختصة على هذه الأمور، خاصة أن هناك فئة من المراهقين الجدد يمارسون هذا النوع من الرياضة وليس لديهم أي خلفية عن التمارين أو المكملات الغذائية، ما يمكن أن يسبب لهم الضرر وإصابات بليغة وخطرة في أجسادهم.

وقال: إن الغرور الذي يعتبره البعض طبعاً ولا يعتبرونه خاصاً بالرياضيين أمر خطير وله عواقب جسيمة على لاعب كمال الأجسام، حيث كثيراً ما يصيب الغرور لاعبي هذه الرياضة، بعد أن يصلوا لمراحل متقدمة في تكوين الكتلة العضلية، وتصبح أجسادهم ملفتة للنظر بشكل خاص، ولكن الحقيقة أن الغرور مرض فتاك،وعلى الرياضي بشكل خاص التخلص منه، وعلى لاعب كمال الأجسام التحلي بخلق التواضع والقرب من الناس جميعاً.

ونوّه إلى أن لاعب كمال الأجسام يجب أن يتمتع بالوعي والإدراك الكافي ولا يكون مجرد ماكينة تتعامل مع «ماكينات التمرين»، بل يفضل أن يكون لديه وعي بعمل وتشريح العضلات إن أمكن، وليس مطلوباً منه أن يكون طبيبا مختصاً، ولكن الوعي يمنع لاعب كمال الأجسام من ارتكاب «حماقات» ربما تدمر جسده وهذا ما نشاهده كثيراً من بعض « الساعين للشهرة بأي ثمن» في كل بلاد العالم.

المصدر: الإتحاد