أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اليوم الثاني من زيارته للقاهرة، اتفاق مصر والسعودية على تشييد جسر يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر، وتزامن الإعلان مع توقيع 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، بينها اتفاقيه لترسيم الحدود البحرية.
وجاء إعلان العاهل السعودي في مؤتمر صحافي مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية، حيث تم توقيع الاتفاقيات. واقترح السيسي تسمية الجسر باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال الملك سلمان «هذه الخطوة التاريخية متمثلة في الربط البري بين القارتين الإفريقية والآسيوية، وتعد نقلة نوعية، إذ ترفع التبادل التجاري بين القارتين إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين».
وتابع أن الجسر «سيشكل منفذاً دولياً للمشروعات الواعدة بين البلدين، ومعبراً رئيساً للمسافرين من حجاج وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها لأبناء المنطقة».
ويهدف الجسر الذي سبق وطرحت فكرته أكثر من مرة سابقاً إلى تذليل عقبات الانتقال البري بين البلدين عبر المرور فوق البحر الأحمر، ما سيزيد من حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما.
وعقد السيسي والعاهل السعودي جلسة مباحثات موسعة، أمس، بحضور وفدي البلدين، أعقبها توقيع الاتفاقات، حسب ما أعلنت الرئاسة المصرية. ووصف السيسي زيارة الملك سلمان لمصر بـ«التاريخية»، وقال إنها «تأتي توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين البلدين، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية».
وأضاف الرئيس المصري أن الزيارة تهدف إلى «التنسيق المشترك بين البلدين نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة، على رأسها فلسطين واليمن وليبيا وسورية». وتابع أيضاً «اليوم ندشن صفحة جديدة على صعيد العمل العربي المشترك».
وتابع السيسي: «تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة، نتحمل فيها مسؤولية كبرى أمام شعوبنا، خصوصاً الأجيال القادمة، وأثق بأن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوي عليه من عمق ورسوخ، ستمكننا سوياً من مواجهة التحديات المشتركة، والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا».
وأوضح السيسي أنه «رغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارة جلالتكم تدفعني إلى التفاؤل بأن نُعيد معاً الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار، ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها». وأكد السيسي خلال كلمته أن «الزيارة تفتح المجال لانطلاقة حقيقية للعمل المشترك»، مشيراً إلى أن «خصوصية العلاقات المصرية السعودية تمكننا من مواجهة التحديات».
وأوضح السيسي: «ثقتي كاملة بأن التنسيق المشترك بيننا مثمر وبنّاء، وأن الشعب المصري لن ينسى يوماً تطوعكم في القوات المسلحة المصرية… مواقفكم تنم عن أصالة، وهي محل تقدير من شعب مصر لشخصكم الكريم».
من جهته، قال الملك سلمان، خلال مؤتمر صحافي مع السيسي، إن «زيارتي إلى مصر تعد تعزيزاً للعلاقات التاريخية بين البلدين»، وأضاف أن «(رعد الشمال) رسالة للعالم عن قوتنا في تحالفنا الإسلامي والعربي».
وفي ثاني أيام القمة، وقّعت مصر والسعودية 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عدة، منها الكهرباء والإسكان والطاقة النووية والزراعة والتجارة والصناعة. وشمل ما تم توقيعه، أمس، بين البلدين ثماني اتفاقيات، من أهمها ترسيم الحدود البحرية، وست مذكرات تفاهم، إلى جانب ثلاثة برامج للتعاون.
ووقع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين عن الجانب المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وعن الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع.
المصدر: الإمارات اليوم