كاتب سعودي
المطالبة بتدويل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة بدعة لم يتفوه بها سابقاً سوى طرفين، معمر القذافي الذي تعرفون اضطراباته النفسية وقد غادر الدنيا، والنظام الثوري الإيراني الذي يحلم ببسط سيطرته على العالم الإسلامي وفقاً لأيديولوجيته الضيقة، وأخيراً تهور النظام القطري وتفوه بهذا المطلب ليكون الطرف الثالث ويدخل التاريخ بوصمة كبيرة تضاف إلى قائمة مساوئه الكثيرة. بالنسبة للنظام الإيراني لا جدوى من النقاش معه في هذا الملف لأنه ينطلق من أهداف لها أبعاد مختلفة لا تخفى على الجميع، وهو لن يتوقف عن الهراء المستمر بإثارة هذا الموضوع، أما بالنسبة لنظام الحمدين فنود أن نقول له الآتي:
أنتم تعرفون عن كثب أن الدولة السعودية تسخر كافة أجهزتها الخدمية والأمنية بشرياً وماديا لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من أجل راحة وسلامة وأمن الحجاج والمعتمرين والزوار، وتعرفون أن الدولة مستمرة في صرف مئات المليارات دون توقف على توسعة الحرمين وتطوير الخدمات المرتبطة بهما بغض النظر عن أي تقلبات اقتصادية، وتعرفون أن كل الشعب السعودي يتشرف بأن يكون خادما لضيوف الرحمن من الملك إلى الموظف المجهول في أي مرفق، وتعرفون أن أمن الحجيج والمقدسات خط أحمر تتوفر له أكفأ الاحتياطات الأمنية لمنع أي إخلال بسكينة الشعيرة وسلامة ضيوف الرحمن، وتعرفون أن هذا الشرف اختص الله به وطننا الذي يعرف كيف يتعامل معه بمسؤولية كبيرة، ولن تقدم دول مجتمعة مهما كان عددها ما تقدمه المملكة للحرمين والمشاعر، وبالتالي كان عليكم عدم الخوض في موضوع أكبر من حجمكم ومكانتكم، خصوصا وأنتم تعرفون جيداً هذه الحقيقة المتعلقة بوضعكم.
ثم أنكم آخر من يجب أن يتحدث عن مقدسات المسلمين لأنكم أسوأ دولة تنتمي إلى العالم الإسلامي وتطعن شعوبه وأوطانه غدراً وتآمراً وخسة، الدولة التي يرفرف فيها علم إسرائيل التي دنست مقدسات المسلمين واحتلت أحد أوطانهم وأنتم تفاخرون بعلاقتكم الحميمة معها، الدولة التي تحتضن العصابات التي تمارس الإرهاب والترويع في المجتمعات المسلمة وتمولها وتدعمها بإصرار كبير. هل تعتقدون أن دولة بهذه السيرة الذاتية القبيحة جديرة أن تشارك في الإشراف على شارع واحد في المشاعر المقدسة وليس الإشراف على الحرمين الشريفين وأكبر تجمع إسلامي يمثله الحج؟
لقد تماديتم كثيراً وتطاولتم على وطن ضخم وأقحمتم نفسكم في موضوع لا تملكون أدنى المقومات لمجرد الحديث فيه.. عند هذا الحد نقول لكم لقد ارتقيتم مرتقى صعبا أيها الخونة الصغار.
المصدر: عكاظ