أفادت الدراسة السنوية بعنوان «توقعات حول الأجندة العالمية» التي أصدرها، أمس، المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف، أن البطالة واللامساواة الآخذة في الاتساع بين الأغنياء والفقراء، هما أبرز ما يقلق القادة في 2015.
وتشغل هذه الهواجس أولى مراتب لائحة الاتجاهات الـ10 البارزة التي يتوقعها أصحاب القرار العالميين الذين استمع المنتدى إلى آرائهم.
وينظم المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير (كانون الثاني) من كل عام، منتدى دافوس، وهو اللقاء السنوي للنخبة الاقتصادية والسياسية العالمية.
وقد سئل بالإجمال 1800 خبير عن آرائهم المتعلقة بهواجس القادة في غضون الأشهر الـ12 أو الـ18 المقبلة، وكان أبرز ما أقلق القادة العام الماضي، التوتر في سوريا وفي شمال أفريقيا، والهوة بين الأغنياء والفقراء.
وقال المنتدى إن «أهمية اللامساواة والبطالة» التي تتصدر اللائحة هذه السنة، تفيد أن «هذه الهواجس قد تفاقمت مقارنة مع السنوات السابقة».
وكشف الخبراء أيضا أن اتجاهين قد ظهرا في هذه الدراسة السنوية، للمرة الأولى منذ إطلاقها في 2010، وهما زيادة التنافس الجيوستراتيجي (المرتبة الرابعة)، كالتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وروسيا، وتنامي الشعور القومي (المرتبة الثامنة).
من جهة أخرى، تتفاقم مشكلة انعدام الزعامة في 2015، كما يقول أصحاب القرار، وقد وضعوا هذا الهاجس في المرتبة الثالثة، في مقابل المرتبة السابعة في 2014.
ويعرب أصحاب القرار عن قلقهم أيضا في شأن البيئة، فتفاقم التلوث في البلدان النامية يحتل المرتبة السادسة، قبل تزايد الظواهر المناخية الخطرة. وتشغل الخشية من نقص الماء المرتبة التاسعة، قبل الأهمية المتزايدة للتعافي الاقتصادي؛ مما يؤكد «الصلة بين شعب يتمتع بصحة جيدة واقتصاد سليم». وتشير هذه النقطة إلى الهواجس الناجمة عن الأمراض المعدية، كما قال المنتدى، في إطار أزمة صحية عالمية على صلة بوباء «إيبولا».
وصنف المنتدى أيضا هذه الاتجاهات 2015 حسب المناطق الجغرافية، ففي أوروبا، وضع أصحاب القرار في صدارة تحدياتهم للعام 2015، التشجيع على النمو الاقتصادي والابتكار وبطالة الشبان والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وفي أميركا الشمالية، وضع أصحاب القرار الحد من اللامساواة والاضطرابات الجيوسياسية والتغير المناخي، في مقدم تحدياتهم للعام 2015. وفي آسيا، تشكل التوترات الجيوسياسية والإصلاحات الاقتصادية البنيوية وإدارة تزايد السكان في المدن، الأولويات لدى أصحاب القرار. وفي أميركا اللاتينية، فإن أبرز التحديات هي الفساد والتعليم واللامساواة المتزايدة. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن البطالة المستمرة للشبان وعمليات الانتقال السياسي والتوتر الاجتماعي، تحتل صدارة تصنيف تحديات 2015. وأخيرا، في أفريقيا جنوب الصحراء، فإن التعليم والحوكمة والبنى التحتية، هي أبرز تحديات أصحاب القرار.
المصدر: جنيف: «الشرق الأوسط»