دخل أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية، بعد نجاح مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15» في الوصول إلى محطة الفضاء الدولية والالتحام بها، وتحدث المنصوري خلال اتصال مباشر مع أهله من داخل المحطة: «أبعث سلامي وتحياتي لقادة وشيوخ وشعب الإمارات والعالم العربي»، مضيفاً أن «طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يعانق النجوم الآن».
وكان المنصوري قال في تسجيل صوتي، لدى وصوله إلى محطة الفضاء الدولية، منتصف ليلة أمس: «السلام عليكم.. مشكورين والحمد لله وصلنا المحطة.. وأبشركم الحمد لله الأمور طيبة.. منظر جميل للأرض من هذا المكان، وأستطيع رؤية جزء من الأرض من هنا.. الله يحفظكم.. وسلموا على أهل الإمارات كلهم».
وكان مركز محمد بن راشد للفضاء أعلن نجاح مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15» في الوصول والالتحام بمحطة الفضاء الدولية، بعد انطلاقها من محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان، وعلى متنها أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات يشكّل أولى خطواتها العملية في مضمار اكتشاف الفضاء والدخول إلى مجال علومه وأبحاثه.
ونقل المركز، عبر بث مباشر من مقره في دبي، لحظة انطلاق هزاع المنصوري، على متن المركبة «سويوز إم. إس 15»، إلى محطة الفضاء الدولية، في أول مهمة إماراتية مأهولة، وسط متابعة وترقب مجموعة من مهندسي المركز الموجودين بمحطة التحكم الأرضية في موسكو، التابع لوكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، والمحطة الأرضية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في هيوستن، وكذلك في المحطة الأرضية الرئيسة بالمركز في دبي، وحول العالم.
وشهد البث المباشر لعملية الانطلاق جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين بمركز المعارض في أبوظبي، ومركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، وسط مشاعر السعادة والفخر لنجاح عملية الانطلاق.
وقبل ساعتين ونصف الساعة من الإطلاق، صعد رواد الفضاء على متن صاروخ «سويوز»، تمهيداً لإتمام الإجراءات الوقائية (نظام التنفس في المركبة)، إضافة إلى إجراء اختبارات النظام وتجهيز المركبة والتواصل مع الفريق المختص في المحطة الأرضية، وعند بدء العد التنازلي التلقائي، أغلق رواد الفضاء خوذاتهم، حيث بدأ تشغيل نظام التحكم لقائد المركبة، وإدخال مفتاح الإطلاق، وقبل 60 ثانية من الإطلاق، انفصلت الطاقة الخارجية من المركبة، وتم تشغيل الطاقة الداخلية.
وقبل 35 ثانية، بدأت عمليات التشغيل التلقائية، ثم تم إصدار أمر الإطلاق في الثانية الـ12 ما قبل الإطلاق، حيث انطلق صاروخ سويوز في تمام الساعة 05:57 مساء بتوقيت الإمارات.
وخلال عملية الإطلاق، تم توفير قوى الدفع لصاروخ سويوز، من خلال المحركات الجانبية الأربعة، وفي الوقت نفسه إشعال الوقود المركزي للصاروخ، أو الكتلة الأساسية لتوفير قوة دفع إضافية، ثم بدأ الصاروخ في مناورات للحصول على الاتجاه الصحيح نحو المدار المطلوب، وفي هذه اللحظة تعرض الطاقم لقوة تسارع تصل إلى 1.5 G، وبعد دقيقتين من زمن الرحلة بلغ ارتفاع الصاروخ 40 كم، وفي هذه المرحلة تم التخلي عن برج النجاة الموجود على رأس الصاروخ، وبعد ثوانٍ عدة توقفت المحركات الأربعة عن الاحتراق بعد نفاد الوقود، ليتم إطلاقها والتخلي عنها من على جوانب الصاروخ وإنهاء مرحلة الإطلاق الأولى.
وبمجرد ظهور هزاع المنصوري على شاشات التلفاز من مقر محطة بايكونور في كازاخستان، رُجت القاعة بموجات من التصفيق، وقبيل انطلاقه للفضاء عُزف في القاعة السلام الوطني، فأخذ الحضور يرددونه بصوت عالٍ، حتى حانت لحظة الانطلاق وسط هتافات وزغاريد وتصفيق حاد من متابعي الحدث.
وعقب نجاح عملية الإطلاق، أعربت الرئيس التنفيذي للابتكار بوكالة الإمارات للفضاء، شيخة المسكري، عن بالغ سعادتها وفخرها بوجود رائد فضاء إماراتي، مؤكدة أن هذا النجاح يعد ثماراً لجهود أعوام متواصلة وضعت الإمارات في مصاف الدول الفضائية.
وقالت المسكري لـ«الإمارات اليوم»: «وصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليس سوى نقطة انطلاق لظهور عشرات المواطنين من رواد الفضاء في المستقبل القريب، خصوصاً أن برنامج الإمارات للفضاء قائم على الاستدامة، ويهدف إلى خلق كوادر مواطنة مؤهلة لأن تصبح من أفضل الخبراء والعلماء والرواد في مجال الفضاء»، مؤكدة أن الدولة تمتلك طموحات وإمكانات مالية وعلمية وبشرية تؤهلها لذلك.
النيادي للمنصوري: حلّق يا صديقي
قال رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، في تغريدة على «تويتر» وجّهها لزميله رائد الفضاء هزاع المنصوري: «حلّق يا صديقي! وثق يقيناً أن طموحاً مثل طموح زايد لا يوجد أفضل منك ليحمله، وعندما تصوب عدستك لتلتقط صورة لوطننا مرة أخرى، لن تكون بعدسة هاتفك بل ستكون بعدسه من على متن محطة الفضاء الدولية، لذلك كن حريصاً أن تشاركنا رحلتك لحظة بلحظة، لأن قلوبنا معك وأعيننا مسلطة عليك.. حفظك الله يا هزاع».
شقيقة رائد الفضاء: هزاع يمثل جيلاً لا يعرف المستحيل
أعربت شقيقة رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، شمسة المنصوري، عن سعادتها بوصول شقيقها إلى الفضاء ليصبح أول إماراتي يحط على محطة الفضاء الدولية، مؤكدة أن الإنجاز جعل شقيقها محط أنظار العالم، وبات قدوة لشباب وطنه والعرب كافة.
وقالت لـ«الإمارات اليوم»، على هامش احتفالية البث المباشر لانطلاق هزاع المنصوري إلى الفضاء، التي نظمتها، أمس، وكالة الإمارات للفضاء بمركز المعارض في أبوظبي: «أشعر بالفخر لكوني أخت هزاع المنصوري، الذي صار أحد أبناء الوطن الذين حققوا حلم الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، موجهة شكرها للقيادة على اختيار هزاع وثقتها به، ليكون أول رائد فضاء إماراتي.
وأضافت: «هزاع يمثل جيلاً من المواطنين الذين لا يعرفون صعاباً أو مستحيلاً، ويواجهون كل التحديات من أجل وطنهم وقيادتهم، ومن ثم لا أشعر بالقلق عليه، وأعلم تماماً أنه على قدر ما كلف به، وسيعود من رحلته ليفيد الوطن بتجاربه وعلمه».
وشهدت القاعة الرئيسة في مركز أبوظبي للمعارض حضوراً كثيفاً من مئات المواطنين، ما بين مسؤولين وكبار وشباب وطلبة مدارس وجامعات، قبل عملية انطلاق هزاع المنصوري إلى الفضاء بنحو ساعتين، حرصوا خلالها على متابعة البث المباشر لاستعدادات ما قبل الانطلاق، والتقاط الصور التذكارية بجوار صورة ضخمة لهزاع، فيما كان يستقبلهم أحد المواطنين بزي رائد فضاء، ويلتقط معهم الصور التذكارية.
المصدر: الإمارات اليوم