كاتب سعودي
من واجبنا كشعب سعودي أن نتقدم بالمواساة لكثير من الجهات والكيانات والمنظمات والأفراد نظير خيبة الأمل الكبيرة التي أصابتهم والحسرة التي حلت بهم والحزن الذي غشاهم بسبب نجاح قوى الأمن السعودية في تطهير بلدة العوامية من أوكار الإرهابيين الذين تعاطفوا معهم وتبنوا تخريبهم إعلامياً ومعنوياً ومالياً وتسليحياً. نود الإعراب عن تفهمنا لمرارة الفشل التي تتجرعها دويلة راهنت على قدرة تلك العصابات على مشاغلة وإشغال دولة كبيرة قوية متماسكة، ومنظمات حقوقية كانت تعمل وفق نظام النائحة المستأجرة لتصدير مزاعم الاضطهاد والمظلومية لتلك العصابات بدعم سخي من الدويلة التي تتبنى الدفاع عن الإرهابيين بوصفهم طالبي حرية في ناموسها وقاموسها الفريد في تلوثه الأخلاقي، الدويلة التي فاقت في علنية عدائها لنا كل الأعداء السابقين، وربما اللاحقين.
حي المسورة الذي استمر فترةً كخرّاج متقيح في بلدة العوامية، ينزّ بالصديد بين وقت وآخر، كان بالإمكان مسحه تماما وكلياً في أيام معدودة، ولكن لم يكن هدف الدولة إزالته لمجرد الإزالة فحسب، وإنما لفرز الأشقياء الذين يتمترسون فيه أولاً وعزلهم عن المواطنين الصالحين الذين عانوا منهم، ثم تحويل الحي إلى موقع سكني حديث نموذجي متطور يعيش سكانه حياة علنية سوية وليس في الخرائب والظلام الذي يريده الأشقياء لكي يمارسوا التخريب تحت جنحه. لقد اتخذت الدولة كل الإجراءات الإنسانية والنظامية المتبعة في إزالة الأحياء العشوائية وطبقتها في حي المسورة، ودفعت تعويضات بأكثر من ٨٠٠ مليون ريال وصممت مشروعاً حديثاً نشرته وسائل الإعلام ليشاهده العالم ويعرف الفرق بين من يريد الدمار ومن يريد الإعمار.
عذراً يا نظام دعم الإرهاب فليس بيننا خائن إلا القليل جداً من الذين أعددتم لهم السلاح والمال والأبواق الإعلامية ليمارسوا الإرهاب في العوامية وغيرها، والذين مسحتم لحاهم وشواربهم بالشيكات المليونية ليضربوا الأسافين الناعمة بين الدولة والشعب، والفارين بقذاراتهم إليكم أو إلى ديار أخرى بدعمكم. هؤلاء الحثالة يوجد مثيلهم في كل الشعوب لكنهم لا ينجحون طويلا في التخفي والمغالطة. لقد قال الشعب السعودي كلمته القوية الصادقة بدعم إجراءات الدولة لحماية أمن الوطن، وأما نفاياتنا فلا تليق إلا بنظامكم.
المصدر: عكاظ