غيب الموت أمس الشاعر الفلسطيني الكبير أحد أهم أعمدة الأدب العربي سميح القاسم، عن عمر يناهز (75 سنة) بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وكان القاسم أدخل غرفة العناية المركزة في مستشفى صفد بإسرائيل قبل عدة أيام إثر تدهور حالته الصحية.
ويعد القاسم من أبرز الشعراء المعاصرين وارتبط اسمه بشعر عروبي ومقاوم.
ولد القاسم، وهو متزوج وأب لأربعة أولاد هم (وطن ووضاح وعمر وياسر)، في مدينة الزرقاء الأردنية في 11 من مايو (أيار) عام 1939 لعائلة عربية فلسطينية من قرية الرامة، وتعلم في مدارس الرامة والناصرة، وانضم مبكرا إلى «الحزب الشيوعي» قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.
سُجِن سميح القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنـزلي وطرد من عمله مرات عدة بسبب نشاطه الشعري والسياسي.
شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. ورأس تحرير الفصلية الثقافية «إضاءات»، كما أسس صحيفة «كل العرب» في الناصرة.
صدر له أكثر من 80 كتابا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله الناجزة في سبعة مجلدات عن دور نشر عدة في القدس وبيروت والقاهرة.
وترجمت الكثير من أعمال الشاعر الراحل سميح القاسم وقصائده إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.
كتب سميح القاسم الكثير من القصائد المعروفة والمشهورة، من بينها تلك التي غناها مرسيل خليفة: «منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي… في كفي قصفة زيتون… وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي». كتب أثناء مرضه سيرته الذاتية تحت عنوان «إنها مجرد منفضة»، كما أصدر ديوانا قبل 5 أشهر بعنوان «كولاج». ويخاطب الشاعر نفسه في نهاية سيرته قائلا: «ها هو رمادك يتساقط في منفضة العالم، منفضة الحياة الدنيا.. ها هو رمادك يتهاوى في منفضتك. وإلا فماذا ظننتَ يا أخي وصديقي؟ ماذا ظننتَ دنياك أيها الإنسان الذي أراد أن يكون شاعرا وأيها الشاعر الذي أراد أن يكون إنسانا؟. ماذا ظننت؟ هل فاتك أن دنياك ليست سوى منفضة، بلى إنها منفضة إنها مجرد منفضة».
كتب قبل أن يموت محاورا الموت: «أنا لا أحبك يا موت- لكنني لا أخافك – أعلم أني تضيق علي ضفافك – وأعلم أن سريرك جسمي – وروحي لحافك – أنا لا أحبك يا موت – لكنني لا أخافك».
ونعى أدباء ومثقفون وسياسيون الشاعر القاسم، وكتب عضو الكنيست رئيس حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة على صفحة الـ«فيسبوك» الخاصة به: «الحبيب، حادي فلسطين، سميح القاسم وداعا».
المصدر: رام الله: «الشرق الأوسط»