حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .
تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط وتضع العالم كله على صفيح ساخن، ويصعب التنبؤ بما هو قادم، ولا نعرف ما إذا كانت جغرافيا المنطقة مقبلة على تغير، وما إن كان التغير نفسه، لو حصل، يحل المشكلة التي سببته أم سيزيدها تعقيداً! ولعل ما يجمع عليه كثيرون هو أن المنطقة تعيش حالة احتقان وغليان وانفجارات غير متوقعة. وبكل وضوح يرى هؤلاء أن التشكل الجديد يطرق الأبواب، وأن المنطقة تعيش حالة من حالات الفوضى العارمة التي ربما تقود إلى أوضاع جديدة قد تعيد التوازن للعالم وقد تزيد ارتباكه أيضاً. وإن عدنا مع الذاكرة قليلاً، نستحضر أن العالم بعد انتهاء الحرب الباردة فوجئ بأحداث سبتمبر، ومن ثم كان لتلك الأحداث دور كبير في رسم خريطة جديدة اعتقد البعض أنها كفيلة بتخفيف حالة الاحتقان أو مواجهة ظاهرة التطرف الإسلامي. وقد اعتبر البعض في الغرب أن المنطقة العربية هي المسؤول عن تنامي ظاهرة العنف الذي تقوده الجماعات الإسلامية المتطرفة. وظهرت حينها دعوات تدعمها أميركا تهدف إلى إحداث تغيير في المنطقة العربية، ومن ثم شرعت بعض الدول في اتخاذ خطوات محدودة، إلا أنها انتهت بانتهاء الضغوط السياسية الخارجية، ومن ثم عادت حليمة لعادتها القديمة، كما يقال.
ثم فوجئنا مجدداً بما سمي «الربيع العربي» الذي استبشر به البعض، وقال آخرون إن العرب عادوا إلى جادة التاريخ! وإنهم اليوم ينتفضون لكرامتهم! وكثرت التحليلات السياسية! وإن كانت نظرية المؤامرة قادت أيضاً كثيراً غير ذلك من الاستنتاجات. وفي مصر كانت البداية، وسبقتها ثورة الياسيمن في تونس. ومصر إحدى أهم الركائز المحورية للمنطقة العربية، ووصل «الإخوان» إلى دفة الحكم، ودعم الغرب بقيادة أميركا جماعة «الإخوان»، إلا أن الأمور سارت بطريقة أخرى كرست فشل تلك الجماعة، وأدت إلى انتكاسات كبيرة انتهت بإسقاط الشعب المصري لها. ولعل المفاجأة الكبرى الأخرى أننا وصلنا بسرعة إلى اكتشاف الحقيقة المتجسدة في الفوضى العارمة التي أصابت المنطقة بأكملها. ومن الواضح أن الصراع الكبير بين رغبة التغيُّر وبين رافضيه يزداد شدة، وربما أخذت الخطوات تتسارع نحو إعادة التوازن، وإن كان الاحتقان ما زال قائماً أيضاً.
ويشكل الإقليم الخليجي أحد أهم محاور الاستقطاب القديم الجديد، وإذا كانت الحروب التي عاشتها المنطقة انتهت لمصلحة الاستقرار وتثبيت الأوضاع القائمة، إلا أن أية حرب أخرى لو وقعت مستقبلاً في الشرق الأوسط قد تكون مختلفة النتائج والمخاضات، فهي حرب تتم في الأوضاع الجديدة التي تصب في خريطة الشرق الأوسط الجديد. ورغم وضوح معالم الصراع إلا أن المنطقة ممثلة بمجلس التعاون ما زالت بعيدة عن تلمس الرؤية المشتركة التي توفر الأمن الحقيقي لهذا الإقليم.
وينتقل الصراع الدامي بسوريا للأسف إلى مرحلة حرجة، حيث أصبح من الواضح أن سوريا الأمس لن ترجع بثوبها القديم، وأن ملامح جغرافيا جديدة تظهر في الأفق. والعراق دخل هو أيضاً مرحلة حرجة، ويصعب على قواه السياسية إخراجه من مستنقعه المميت. أما «الدولة الجديدة» المزعومة التي أعلن تنظيم «داعش» عن تأسيسها فهي حكاية جديدة أخرى تروي لنا بعض مرارة قصتنا مع الإرهاب الذي كان يفترض أن ينتهي مع نهاية بن لادن. فحكاية تحدي العنف والإرهاب تعقدت وتشابكت الخيوط، إلا أن الغفلة والتهاون، بكل أسف، ما زالا هما سيدا الموقف.
المصدر: الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=80473