تتضاعف الضغوط بمدينة دوما في الغوطة الشرقية للتوصل إلى اتفاق، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية «ضخمة» للنظام السوري في محيطها استعداداً لاقتحامها، فيما يستمر إجلاء مئات المقاتلين والمدنيين من جيب آخر في المنطقة المحاصرة.
ولايزال مصير مدينة دوما في شمال الغوطة الشرقية مجهولاً مع استمرار المفاوضات بين جيش الإسلام وروسيا. ويأمل جيش الإسلام بالتوصل إلى اتفاق يحول دون إجلاء مقاتليه منها، إلا أن موسكو ودمشق هددتا بعمل عسكري ضده ما لم يوافق على الانسحاب.
ونقلت صحيفة الوطن السورية، عن مصدر عسكري قوله «توجه جميع القوات العاملة في الغوطة الشرقية استعداداً لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما، ما لم يوافق إرهابيو جيش الإسلام على تسليم المدينة ومغادرتها».
وتظاهر المئات في دوما أمس، وفق سكان وشهود، مطالبين بالاطلاع على نتائج المفاوضات وبإفراج جيش الإسلام عن المعتقلين لديه. وأفاد مصدر معارض بأن مبادرة جيش الإسلام في المفاوضات تتمثل ببقاء مقاتليه في دوما على أن تتمتع المدينة بحماية روسية مع عودة مؤسسات الدولة إليها. واعترضت روسيا على نقاط عدة بينها «إصدار عفو عام» والسماح بحرية الحركة من وإلى المنطقة.
وكانت مصادر معارضة أفادت بأن موسكو خيّرت جيش الإسلام بين الهجوم العسكري أو اللحاق بركب المناطق الأخرى والموافقة على الإجلاء.وعقد اجتماع أمس، بين اللجنة المعنية بملف المفاوضات والجانب الروسي. وتقول جماعة جيش الإسلام إنها مصممة على البقاء في دوما، فيما تهدد الحكومة بأنها ستسحق أي معارضين لا يوافقون على الرحيل أو العيش تحت حكم الدولة.
وفي جنوب الغوطة الشرقية، وعلى خطى آلاف سبقوهم وآخرين سيلحقون بهم، تجمع أمس، مقاتلون معارضون ومدنيون في حافلات تقلّهم من مدينة عربين إلى نقطة تجمع قريبة. وتقف تلك الحافلات لساعات بانتظار اكتمال القافلة قبل منحها الضوء الأخضر للانطلاق باتجاه محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن 55 حافلة على متنها «3213 شخصاً بينهم 794 إرهابياً» باتت جاهزة للانطلاق. وكان جرى بعد منتصف الليل إجلاء دفعة جديدة من جنوب الغوطة الشرقية مؤلفة من «6432 شخصاً بينهم 1152» مقاتلاً على متن 101 حافلة.
وبعد رحلة استمرت ساعات طويلة، وصلت الدفعة الجديدة أمس، إلى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، التي تشكل نقطة الانتقال من مناطق سيطرة قوات النظام إلى تلك التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. وفي ساحة واسعة في قلعة المضيق، وزع عمال إغاثة الطعام والمياه والحليب على الركاب قبل نقلهم إلى مخيمات مؤقتة في محافظة إدلب المحاذية في شمال غرب البلاد.
وإلى جانب عمليات الإجلاء، يستمر نزوح المدنيين من الغوطة عبر معابر حددتها قوات النظام توصل إلى مناطق سيطرتها. وأشارت (سانا) إلى خروج مئات المدنيين أمس، من منطقة دوما عبر معبر الوافدين إلى الشمال منها.
وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري في مؤتمر صحافي في دمشق أن «26 ألفاً غادروا (مراكز الإيواء)» منهم من انتقل إلى دمشق وآخرون عادوا إلى منازلهم في الغوطة. وكشف الزعتري عن أنه لا يوجد سوى 6 في المئة من الأموال اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا.
المصدر: البيان