استعاد الجيش النظامي السوري، أمس، السيطرة الكاملة على تدمر بعد أن طرد عناصر تنظيم «داعش» الذين استولوا على المدينة الأثرية بوسط سوريا منذ حوالى السنة، فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها الحربية نفذت 40 طلعة جوية فوق تدمر خلال 24 ساعة الماضية، وتعهدت دمشق بإصلاح كل الأضرار التي أصابت المدينة الأثرية أثناء سيطرة تنظيم داعش عليها، وأكدت أن تدمر «ستعود كما كانت».
وقال هذا المصدر «إن الجيش السوري والقوات الرديفة تسيطر على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية» مضيفاً أن الإرهابيين انسحبوا من المدينة «بعد معارك عنيفة طوال الليلة قبل الماضية». وأضاف المصدر أن مقاتلي تنظيم داعش «انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور» معاقلهم في شمال وشرق سوريا. وأكد أن «وحدات الهندسة في قوات النظام تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية» التي تحتوي على كنوز دمر هذا التنظيم المتطرف جزءاً منها.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على مدينة تدمر التاريخية بالكامل، وذلك بعد معارك استمرت ثلاثة أسابيع. وأضاف المرصد أن عناصر داعش انسحبوا إلى السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل، مشيراً إلى أن معارك تدمر أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم داعش، وما لا يقل 180 عنصراً من قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها.
وأكد الجيش النظامي تصميمه على طرد تنظيم داعش من معقليه في سوريا، الرقة ودير الزور، بعد إعلان سيطرته الكاملة على مدينة تدمر، بحسب بيان صدر عن القيادة العامة.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها، أمس، إن السلاح الجوي الروسي نفذ 40 طلعة جوية فوق مدينة تدمر السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وأصاب 117 هدفاً، وقتل أكثر من 80 متشدداً. ونقلت الوكالات عن الوزارة قولها إن الهدنة في سوريا تعرضت للانتهاك عشر مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية لكنها متماسكة بوجه عام.
وبعد استعادة المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام، لم يبق أمام الجيش إلا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية على بعد 60 كلم جنوباً لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية الخاضعة بالجزء الأكبر منها للتنظيم.
من جهة أخرى، أعلن مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم، أمس، أن غالبية التماثيل التي دمرها الإرهابيون في تدمر قابلة للترميم وأن هذه المدينة الأثرية «ستعود كما كانت». وقال عبدالكريم «كنا نتوقع الأسوأ، لكن المشهد العام بخير». وأضاف «كان يمكن أن نخسر تدمر نهائياً» مؤكداً أن «تدمر ستعود كما كانت».
وأعرب عبد الكريم عن سروره بهذا التقدم قائلاً «الفرح الذي أشعر به الآن لا أستطيع أن أقارنه بأي شيء» مضيفاً «كنت أحزن مدير عام في العالم، والآن أنا الأسعد».
وعن ترميم الآثار قال عبدالكريم «سنناقش كيفية إعادة إعمار المعبدين مع الأمم المتحدة». وتابع «الخبر الجميل جداً هو عن أسد اللات. التمثال قابل للترميم ولم نخسر هذا التمثال العظيم». ويعود التمثال إلى القرن الأول قبل الميلاد.
المصدر: صحيفة الخليج