خسرت الفصائل المسلحة، أمس، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام مع حلفائها في أحياء عدة، أبرزها: حي الصاخور الاستراتيجي، وفق المرصد السوري، فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك، في وقت أعلنت مصادر عسكرية روسية أن نحو 100 مسلح خرجوا من حلب عبر الممرات الإنسانية المخصصة خلال ال 24 ساعة الماضية.
وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية بحسب المرصد السوري، الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات للنظام الذي استعاد المبادرة ميدانياً منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
ومع فرار أكثر من عشرة آلاف مدني من شرق حلب إلى مناطق تحت سيطرة النظام، وأخرى تحت سيطرة الأكراد، توجهت المئات من العائلات في اليومين الأخيرين إلى جنوب الأحياء الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل، ويعيش سكانها المحاصرون وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية. ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري إبراهيم أبو الليث الوضع في شرق حلب ب«الكارثي». وقال بصوت متقطع: «هذان أسوأ يومين منذ بدء الحصار.. النزوح جماعي والمعنويات منهارة».
ومنذ بدء قوات النظام إحراز تقدم في شرق حلب، أحصى المرصد السوري فرار أكثر من ستة آلاف مدني إلى حي الشيخ مقصود، ذات الأغلبية الكردية، وأربعة آلاف إلى مناطق سيطرة قوات النظام. وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سكوت كريغ أمس «الوضع في شرق حلب متقلب وتتطور الأمور بسرعة» مضيفاً «نحن قلقون للغاية من تبعات القتال على السكان المدنيين في حلب».
في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن مصادر في القاعدة الجوية الروسية الحربية في حميميم قولها إن أكثر من ثلاثة آلاف مدني منهم 1519 طفلاً تمكنوا من مغادرة الأحياء الشرقية في حلب خلال ال 24 ساعة الماضية. وأضافت أن 100 مسلح قرر التخلي عن العمل العسكري والخروج عبر الممرات الإنسانية، مشيرة إلى تمكن القوات الحكومية السورية من السيطرة على حي القادسية خلال الساعات القليلة الماضية.
وغداة سيطرتها على أحياء عدة، أمس، أبرزها حيي الصاخور والحيدرية، أفادت وكالة الأنباء السورية بسيطرة الجيش على محطة سليمان الحلبي، المحطة الرئيسية التي تضخ المياه إلى الأحياء الغربية، التي كانت الفصائل المقاتلة تتحكم بها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الأكراد على حي الشيخ فارس». ويتهم مقاتلو المعارضة الأكراد بالوقوف إلى جانب النظام في النزاع الجاري. ومنذ بدء الهجوم الأخير على شرق حلب منتصف الشهر الحالي، أحصى المرصد مقتل 225 مدنياً بينهم 27 طفلاً جراء القصف والغارات، فيما قتل 29 مدنياً بينهم 11 طفلاً في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل التي حصدت قتيلين أمس، وفق وكالة الأنباء السورية.
إلى ذلك، ذكر المرصد السوري أن قافلة مساعدات دخلت إلى مدينة مضايا المحاصرة، مشيراً إلى أنه جرى إدخال أكثر من 20
حافلة من أصل 67 سيارة، على أن يتم السماح لباقي الحافلات في وقت لاحق بعد إفراغ حمولة كل دفعة في مستودعات داخل المدينة. (وكالات)
المصدر: الخليج