غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب شمال سوريا أمس، في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل وسقوط قتلى، بعد ساعات من إعلان الجيش السوري بدء هجوم في المنطقة، وأوقعت الغارات عشرات القتلى وتدمير 40 مبنى على الأقل بحسب مصادر متعددة، وسط أنباء عن أن القوات النظامية تمهد بالنار لاجتياح المدينة.
وبحسب المرصد السوري، قتل نحو30 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال أمس جراء غارات روسية وسورية على أحياء حلب الشرقية، مشيراً إلى أن 27 قتيلاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال سقطوا جراء الغارات على أحياء الكلاسة والقاطرجي وباب النيرب والمعادي والفردوس ومناطق أخرى في الأحياء الشرقية. وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرقي حلب إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً وتدمير 40 مبنى على الأقل، في حين اكد مدير احد المستشفيات ان عدد الضحايا وصل الى 91 قتيلا، وأشار إلى أن ضربات جوية أصابت ثلاثة من أربعة مراكز للدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة مما أدى لتوقفها عن العمل. وقال إن القصف سوَّى أحد المراكز بالأرض وعطَّل آخر عن العمل تماماً كما دمر مخزناً للوقود يخص الدفاع المدني. وكان مراسل لوكالة فرانس برس قال إن القصف تسبب بتضرر مركزين للدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء».
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش السوري مساء الخميس بدء هجوم على الأحياء الشرقية في حلب التي يحاصرها منذ شهرين تقريباً. وأوضح مصدر عسكري سوري أمس أن العمليات البرية لم تبدأ بعد. وقال «حين أعلنا بدء العمليات البرية، فهذا يعني أننا بدأنا العمليات الاستطلاعية والاستهداف الجوي والمدفعي، وقد تمتد هذه العملية لساعات أو أيام قبل بدء العمليات البرية»، مشيراً إلى أن «بدء العمليات البرية يعتمد على نتائج هذه الضربات». وفرت عائلات من أحياء تشكل جبهات ساخنة في شرق حلب إلى أحياء أخرى، لكن لا طريق أمامها للخروج من حلب. وطلب الجيش في بيان أصدره الخميس من المواطنين «الابتعاد عن مقار ومواقع الفصائل المسلحة»، مشيراً إلى أن «لا مساءلة أو توقيفاً لأي مواطن يصل إلى نقاط» الجيش السوري. وقال البيان إنه تم اتخاذ «كل الإجراءات والتسهيلات لاستقبال المواطنين المدنيين وتأمين السكن ومتطلبات الحياة الكريمة»، موضحاً أن «الإجراءات والتسهيلات تشمل أيضاً المغرر بهم الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن».
وأكد مدير المرصد السوري عبدالرحمن أن الأمر يتعلق «بهجوم بري واسع مدعوم بغارات من الطائرات الروسية بهدف التقدم تدريجياً في الأحياء الشرقية من حلب وإخلائها من سكانها». وأوضح عبد الرحمن «يريدون السيطرة أولاً على أحياء العامرية والسكري والشيخ سعيد» الواقعة في جنوب ثاني أكبر مدن البلاد، مشيراً إلى الجيش يسيطر على أجزاء من العامرية ويسعى إلى السيطرة الكاملة عليه. ولفت إلى أن معارك عنيفة تدور على الأطراف الجنوبية للمدينة بين الطرفين. وكانت المعارك بدأت نهارا وتكثفت في المساء. (وكالات)
المصدر: الخليج