كاتب - مستشار إعلامي
إذا أتاك شخص وقال لك إن فلانا يذمك، حاول أن تستخدم عقلك، وعليك أن تسأل: ما مصلحة الناقل في مثل هذه النميمة أو البهتان؟
غالب الناس يلتقطون مثل هذه الكلمات ويتعاملون معها باعتبارها حقائق. وكثير منهم لا يسألون الطرف المعني عن حقيقة هذا الكلام.
والناقل غالبا يراهن على حالة التصديق التي يمارسها البعض لأي كلام يتم نقله له؛ وهذا التسليم والتصديق يحدث دون إعطاء الشخص المعني فرصة الدفاع عن نفسه.
وهذه اللعبة التي يمارسها الانتهازيون، تؤدي قطعا إلى النيل من الأبرياء واستهدافهم. وغالبا ما يكون المصابون في حالة الارتياب والخوف الهدف السهل والصيد الثمين للانتهازيين.
لقد أعطى الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- قاعدة إنسانية عظيمة، حينما نهى عن النميمة، باعتبار أنها فعل غير سوي، ينتج عنه شحن وتحريش وتغيير للنفوس. وقرن القرآن الكريم الغيبة والنميمة بأمر تعافه كل النفوس السوية وهو أكل اللحم البشري ميتا.
يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”.
إن الوضوح والكلام المباشر هو أقصر طريق لمواجهة أصحاب الأهواء.
البعض عندما تواجهه بأخطائه، يصفو ويرتقي ويسمو.
والبعض عندما تكاشفه يتحول إلى كائن أعمى لا يرى الحق، وهذا يجعله يتغول فيأكل نفسه.
فاحرص أن تتمتع بسموك، وانأ بنفسك عن السقوط في حفرة استمراء الكذب، وازدراء الصدق.
وهذه ليست مجرد موعظة دينية، بل جوهرة إنسانية تنضوي تحت منظومة مكارم الأخلاق، التي جاء نبينا الكريم ليكرسها في مختلف المعاملات البشرية. وهي أيضا وسيلة للتعايش العصري الشفاف.
المصدر: الاقتصادية