رئيس تحرير صحيفة الرؤية
على العرب والمسلمين أن ينتبهوا إلى ما تقوم به إيران من هجوم منظم وموجه ومركز على المملكة العربية السعودية، والتحريض على هذا البلد العربي، والسعي لشق الصف الداخلي، ودعم الحملات الإعلامية التي تشوه كل شيء في المملكة، ليست المملكة هي المستهدفة من وراء هذه الحملة، ويجب أن ندرك جميعاً، أن تلك التصرفات تضر كل العرب والمسلمين، بغض النظر عن أصولهم أو مذاهبهم، وطهران تعتقد أن ذلك سيفيدها كنظام إيراني، لأنها تظن أنها بإضعافها وإنهاكها المملكة العربية السعودية، ستكون قد قضت على الدولة العربية الكبرى التي تواجهها بحزم وتتصدى لأطماع هذا النظام التوسعي.
إساءات النظام الإيراني للمملكة، ليست موجهة للسعودية، وإنما للعرب، كما أنها ليست حديثة، بل قديمة جداً، ولم تتوقف يوماً منذ سنوات طوال، لكنها كانت في الماضي تتم على استحياء أحياناً، وأحياناً أخرى كانت عن طريق طرف ثالث يهاجم بالنيابة عن النظام الإيراني، لكن في الفترة الأخيرة لاحظنا هجوماً مسعوراً من إيران على السعودية، وزاد الصراخ والعويل بعد الانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي في اليمن، وتحرير عدن، وتحرير مضيق باب المندب، الأمر الذي جعل من حادثة منى ووفاة مئات الحجاج، ذريعة لمحاولة إيرانية للتدخل في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية، والتدخل في شأن عربي جديد من خلال المطالبة بإجراء تحقيق دولي – وليس إسلامياً – في حادثة منى، لقد كان هذا الطلب غريباً على كل عربي ومسلم، فلماذا تطلب طهران التدخل وكيف تتوقع أن تقبل السعودية أو يقبل العرب طلبها هذا؟!
بعد عاصفة الحزم «توقعنا» أو «تمنينا» أن تغير طهران من سلوكها مع العرب، وأن تعيد ترتيب أمورها، وأن تراجع نفسها، وأن تستوعب أن عبثها في المنطقة أصبح غير مقبول أكثر، وأن عاصفة الحزم جاءت لتقول كفى ولن نسمح بأكثر من ذلك، وأن هذه المنطقة خط أحمر، لكن الجار لم يفهم الرسالة ولم يستوعبها بعد، فهو يواصل هجومه الإعلامي على المملكة على جميع الجبهات، ومنذ أسابيع هاجمت مواقع إلكترونية إيرانية مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، بسبب موقفه من فيلم «محمد»، وتخلى الإعلام الإيراني عن كل المبادئ المهنية، بل وعن الأخلاق الإسلامية، عندما أشار إلى أنه «أعمى» ولم يشاهد الفيلم.
ومنذ أيام عرضت وكالة «فارس» للأنباء لقطات لفيلم وثائقي، قالت إنه يؤرخ لـ «هجوم الحركة الوهابية على مدينة كربلاء عام 1216 من الهجرة»، وذلك في زمن الدولة السعودية الأولى، وأن الهجوم جرى على المدينة المقدسة لدى الشيعة، مشيرة إلى أن الفيلم عُرض في مدينة النجف العراقية، فضلاً عن الحملات الإعلامية على كل وسائلها الإعلامية والوسائل الإعلامية التي تدعمها وتمولها، فكل ما تقوم به إيران يأتي في وقت تعيش فيه المنطقة توتراً كبيراً في العلاقات بين طهران والرياض بسبب الخلاف حول ملفات المنطقة، خاصة سوريا واليمن، ولو لم تهدأ طهران، فإن نتائج هذا التأجيج قد تكون خارج السيطرة، لذا فإننا في المنطقة بحاجة إلى من يطفئ النيران لا إلى من يزيد النار حطباً.
المصدر: صحيفة الاتحاد