كاتب إماراتي
هناك «حكة» قوية في يدي لكي أقوم بالتشهير بأحد زملائي، لكن أعتقد أنني شهرت بما يكفي في الفترة الأخيرة، فلا أريد أن أُتهم بأنني أستخدم العمود لتصفية الحسابات مع «الربع»، لذا لن أذكر اسم صديقي الحائز الدكتوراه حديثاً، المتخصص في مجال الجودة، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية الخاصة بجوائز التميز، ويبلغ طوله 168 سم، وله خمسة من الأبناء الذكور، وبيته عليه صنم على شكل أسد، التشهير حرام، المهم أن تصل الفكرة والمبدأ، هذه هي الأخلاق الصحافية التي نعرفها،المهم أنني كنت في الطريق لمجلس أحد الشيوخ مع صاحبي، ولم يكن لديه طوال الطريق سوى أمر ونصيحة واحدة: «إياك تناديني قدام الشيخ إلا بـ(يا دكتور) الله يخليك! أتكلم جد! لا تطلع هالأصوات جد والله! أرجوك عبود! احلف انزين احلف! شوف ما قلت والله يا دكتور! انتبه! جدام الشيخ!».
حطولي هالثور على جنب، عفواً هالدكتور، وتعالوا لنقرأ في السير الذاتية لبعض المعروفين في مجتمعنا، لا أعلم كيف يجرؤ أحدهم على أن يضع عبارة «من أصحاب الهمم العالية» في تعريفه لنفسه في سيرة كتبها هو، بصدق ألا تتمنى عندها أن تملأ فمه بعلبتي تباسكو وتربطه على طريقة المخطوفين في أفلام بوليوود؟!
دع عنك بعض الشباب الطيبين الذين يقومون بعمل «فوروورد» و«رتوييت» لكل تغريدة تمدحهم من باب: «شفتم الناس بتئول عليه إيه؟! ده أنه؟! وريني انته بآ إي ؟!»، لا وتلاقي ولد خالته هو اللي مسويه الرتويت أو مرؤوسيه في العمل، لا أعرف لماذا لا يقوم العشرون موظفاً لدي بهذا النوع من المجاملات! أحس بالحسد!
هناك في ندوة رسمية أرسل أحد المشاركين لي ملخصاً عن سيرته وشهاداته، وكان يبدأ بكلمة «مبدع ومحبوب»! مبدع وتحتمل التأويل أما محبوب لمن يعرف بأنك ترى بأنك محبوب، فأعتقد أن أمك ذاتها ستكرهك!
ثم ما مشكلة ذاك الحبيب الأخير الذي يطبع كروت «بزنس كارت» مكتوباً عليها أ. فلان الفلاني.. يعني حبكت، هل سننسى حرف الألف في أثناء مخاطبة معاليك مثلاً أم سنناديك بـ«حمود»! لله في خلقه شؤون.
المصدر:الامارات اليوم