رئيس تحرير صحيفة الرؤية
يخبرني صديقي الهندي ذكر الرحمن، وهو كاتب ودبلوماسي مخضرم، عن ترتيبات كبيرة تجري في الهند منذ أيام، وتكاد تكون غير مسبوقة، استعداداً لاستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في نيودلهي الأسبوع الجاري.
ويشارك الشيخ محمد بن زايد في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الذي يصادف السادس والعشرين من يناير، وهو أهم المناسبات الوطنية في الهند، ويتضمن الاحتفال الرسمي دعوة «ضيف رئيس» من إحدى دول العالم لمشاركة الهند احتفالاتها، وعلى مدى الـ 67 عاماً الماضية، استقبلت الهند أعظم وأهم زعماء العالم ليشاركوها فرحتها بيوم الجمهورية الذي هو فعلياً يوم تفعيل العمل بالدستور الهندي الجديد، وذلك في عام 1950، ويوم 26 يناير هو يوم إعلان استقلال الهند، وقد كان في اليوم نفسه عام 1930، وتحتفل بهذه المناسبة الولايات الاثنتان والعشرون في الهند، لكن الاحتفال الرئيس يكون في العاصمة نيودلهي.
وتستقبل الهند سنوياً ما بين 40 و50 ضيفاً رفيع المستوى تختار منهم واحداً ليكون ضيف شرف في «يوم الجمهورية» الذي يعتبر أهم أعياد الهند، ودعوة الشيخ محمد بن زايد دليل على مكانة سموه، وكذلك دليل على الأهمية التي توليها الهند لعلاقاتها مع دولة الإمارات.. وقد بلغت حفاوة الاستقبال والترحيب بالشيخ محمد بن زايد أن تم «خصيصاً» زرع أشجار النخيل في طريق المطار، وعلى جوانب الطرق الرئيسة في وسط العاصمة لاستقبال سموه.. أما شارع «راج باث» الشهير، وهو المكان الذي سيشهد الاحتفال بيوم الجمهورية، فقد تم تزيينه أيضاً بسعف النخيل بأشكال مميزة على طول خمسة كيلو مترات، لا شك أن هذه الاستعدادات تدل على الترحيب الحار بالشيخ محمد بن زايد، وهي إشارة مميزة وخاصة للترحيب بسموه، ولإبراز مكانة سموه عند الشعب الهندي والحكومة الهندية.
ما بنته الإمارات والهند من علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية على مر العقود الماضية، تجنيان ثمارها اليوم، وستشهد زيارة الشيخ محمد بن زايد للهند توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الهند، بالإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والصناعية والأمنية التي ستعود فوائدها الإيجابية على البلدين.
وما يميز العلاقات الإماراتية الهندية، أنها تقوم على مبدأ الثقة المتبادلة، واحترام الآخر، كما أنها تقوم على أساس تبادل المصالح، وهذا ما لمسناه خلال مشاركتنا في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للهند قبل أقل من عام في فبراير الماضي، فقد كان واضحاً إلى أي مدى تتفق الإمارات والهند في الرؤى حول كثير من القضايا العالمية، ومنها مكافحة الإرهاب، وتبذل الدولتان جهوداً كبيرة في محاربة الإرهاب والتطرف، ونشر السلام والتسامح في العالم.
المصدر: الاتحاد