من خلال تقديم وجبة مجانية يومياً لـ120 مليون طفل، تأمل الهند جذب الأطفال الفقراء إلى الجلوس على المقاعد الدراسية. إلا أن شروط النظافة غير متوافرة كثيرا على ما أظهرت المأساة التي أودت بحياة 23 طفلاً بعد تناولهم الطعام في مدرستهم في ولاية بيهار (جنوب الهند) قبل أيام.
وكانت المأساة زعزعة ثقة الهنود ببرنامج «مجانية الطعام في المدرسة» وهو الأكبر في العالم ، وغالباً ما تقدم الدولة من خلاله للأطفال وجبتهم اليومية الوحيدة، إذا يعد إحدى السبل لمحاربة الجهل وسوء التغذية المميت في آن .
وتقول سانجو ديفي ماهاتوشي التي فقدت ثلاثة من أطفالها في مأساة بلدة غاندامان: «ليس لدينا ما نتناوله في البيت، والطريقة الوحيدة كي لا يموت أطفالنا من الجوع، إرسالهم إلى المدرسة».
وأفاد تقرير طبي عن المأساة بأن مبيدات حشرية قوية كانت موجودة في الزيت المستخدم في تحضير طبق العدس والبطاطا والأرز. وغداة المأساة، رفض عشرات آلاف الأطفال تناول الطعام في المدرسة.
وقال ديبا سينا من المنظمة غير الحكومية «رايت اوف فود كمباين»: «يمكنني تقبل وقوع حوادث، لكن طريقة الحادث وبرودة الرد الحكومي وتأخر التحرك، والفترة التي انتظرها الأطفال للحصول على علاج أمر بالغ الأسى».
وتفيد دراسة نشرت العام الماضي أن 42 في المئة من الأطفال الهنود دون الخامسة يعانون من نقص في الوزن. وكان وصف رئيس الوزراء مانموهان سينغ، الوضع يومها أنه «عار وطني».
وأقرت الحكومة قبل أسابيع برنامج مساعدات غذائية كبير بهدف إلى توفير حبوب مدعومة لـ70 في المئة من السكان أي 810 ملايين نسمة. وعلى رغم مأساة ولاية بيهار إلا أن الخبراء يدافعون عن البرنامج، معتبرين أنه «الحل الوحيد لمحو الأمية والحتمية الاجتماعية والأحكام المسبقة التي تستند على نظام الطبقات».
المصدر: أ ف ب